تعريف الحرب
تعرف الحرب لغويًا، حسب معجم المعاني الجامع، بأنها قتال بين مجموعتين، وجمعها حروب. وعكسها هو السلم. وعند القول إن الحرب اشتعلت، فإن ذلك يعني أنها أصبحت شديدة وقوية. بينما عبارة “وضعت الحرب أوزارها” تعني انتهاء القتال. يُستخدم مصطلح “الحرب سجال” للإشارة إلى حرب انتهت بدون انتصار أو هزيمة لأي من الطرفين المتقاتلين. وتُعرف “دار الحرب” بأنها بلاد الأعداء، بينما يُشار إلى “رجل الحرب” كشخص ذو خبرة في إدارة المعارك العسكرية. في القانون الدولي، يُعرف الحرب تقليديًا بأنها نزاع مسلح بين دولتين، حيث تسعى كل منهما للدفاع عن مصالحها وأهدافها وحقوقها. أما النزاعات التي تحدث داخل دولة واحدة أو ضد دولة أجنبية أو ثورات ضد الحكومة، فهي ليست حروبًا وفقًا للقانون الدولي، وإنما تخضع للقانون الجنائي. في المقابل، تم توسيع التعريف الحديث للحرب ليشمل أي نزاع مسلح، حتى وإن كان يتم تحت مظلة جهة تمتلك صفة الدولة. يمكن أن تشمل الحرب الآن النزاعات الأهلية أيضًا. اليوم، تُعتبر الحرب نتيجة نهائية للخلافات الدولية المرتبطة بالكيانات الاقتصادية والاجتماعية للدول المشاركة. وهي تتضمن استخدام القوة بعد فشل الحلول السلمية، مما يدفع كل دولة إلى الادعاء بحقيقتها في أن تكون الحكم الفاصل في أي نزاع. وبالتالي، تشير كلمة حرب إلى القتال وليس بالضرورة أن تكون عادلة، إذ قد تنشأ بسبب الاعتداء من طرف على آخر.
تاريخ الحرب
رغم كراهية شعوب العالم للحروب، إلا أنها تُمثل ظاهرة إنسانية قديمة تعود لآلاف السنين. فقد شهدت العصور القديمة اشتعال الحروب التي سقطت ضحيتها عشرات الآلاف من الأشخاص، إذ إنها تمثل صراعًا بين طرفين يسعى كل منهما للتغلب على الآخر. تاريخ الحروب يمتد لمدى بعيد، منذ هبوط آدم -عليه السلام- على الأرض وحتى الحروب بين الأمم والإمبراطوريات القديمة. من الأمثلة على الحروب في العصور القديمة:
الحرب عند الإغريق
كانت حروب الإغريق قاسية، حيث استُخدمت فيها القوة لاستعباد الشعوب الأخرى. خاصةً كانت هناك عداوة شديدة بين إسبارطة وأثينا، مما أدى إلى نشوء الحرب بين أثينا وشبه جزيرة بيلوبونيز بتحريض من إسبارطة. انتهت تلك الحروب بسيطرة إسبارطة على أثينا وجعلها مستعمرة. كما وقعت حرب طويلة بين اليونان ومملكة طروادة، والتي استمرت من 1193 ق.م إلى 1114 ق.م، إضافةً إلى الحروب التي خاضها الإسكندر المقدوني ووالده في آسيا.
الحرب عند الرومان
كانت الإمبراطورية الرومانية تشمل عددًا كبيرًا من الأقاليم التي خضعت للقوة. كانت تعد مركزًا تاريخيًا قويًا، حيث استولى الرومان على شمال أوروبا وبلاد المشرق. ومن الحروب العديدة التي خاضها الرومان نجد الحروب الإيطالية، بالإضافة إلى الحرب مع اليونان، التي أدت إلى سيطرتهم على المناطق الإيطالية واليونانية، فضلاً عن الحروب البونيقية الثلاثة التي انتهى بها الأمر بانتصار الرومان، مما أتاح لهم السيطرة على بلاد الشام وآسيا الصغرى.
الحرب في الجاهلية
في فترة الجاهلية، ساد نظام القبائل الذي أسس للعداء بينها، حيث ظهر مفهوم النصرة سواء للظالمين أو المظلومين، وانتشر الثأر. وكانت تتسبب الحروب في الصراعات لأسباب متعددة مثل التنافس على مراعي الحيوانات والمنابع المائية. كان لدى القبائل رغبة في الدفاع عن أرزاقها ومواردها، مما أدى إلى اندلاع حروب طاحنة. ومن أشهر الحروب في هذا العصر حرب داحس والغبراء بين قبيلة عبس وقبيلة ذيبان.
أنواع الحروب
توجد أنواع عديدة من الحروب، منها:
- الحرب الأهلية أو الحرب الطائفية: نزاع مسلح يحدث بين أفراد من نفس الدولة.
- الحرب الإعلامية: تستخدم فيها وسائل الإعلام كأداة للنزاع بين الدول المتحاربة.
- الحرب الباردة: نزاع يستمر دون قتال مباشر، مثل تلك التي استمرت لأكثر من 50 عامًا بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة.
- حرب الاستنزاف: تهدف إلى استنفاذ قوى العدو وموارده.
- الحرب العالمية: حرب تشمل العديد من الدول من أنحاء مختلفة من العالم.
- الحرب الخاطفة: هجوم سريع ومفاجئ يجمع بين الهجمات الجوية والبرية.
- الحرب النفسية: جهود تستهدف معنويات ونفسية المشاركين في الحرب.
- حرب العصابات: تشارك فيها قوات مسلحة غير نظامية، تستخدم الهجمات المفاجئة.
- الحرب الوقائية: حرب تهدف إلى حماية الدولة من تهديدات محتملة.
- الحرب الشاملة: تشمل تدمير المدن والسكان المدنيين.
ومع تطور مفاهيم الحرب وأهدافها، ظهرت مصطلحات جديدة تعبر عن الحروب المدنية، والحروب الاقتصادية، والأيديولوجية، بالإضافة إلى الحروب ضد الأمراض، والحروب الكيماوية، والحروب البيولوجية، والحرب ضد الجهل.
أسباب الحروب وآثارها والحد منها
تتعدد أسباب نشوب الحروب، فقد يكون السبب التوسع في النفوذ أو تحقيق مصالح معينة لمجموعات مختلفة. في العصور القديمة، نشبت حروب بسبب الصراعات على الأراضي الخصبة ومناطق الرعي. في أحيان أخرى، قد تكون الحرب ضرورية لحصول دولة ما على استقلالها أو لتحرير شعب من نظام قمعي.
أما آثار الحروب فهي سلبية للغاية، حيث تدمّر الموارد وتعرض الكثير من الأرواح للخطر دون أي مبرر منطقي، كما تمنع تقدم المجتمعات على الأصعدة المختلفة. الحروب تزيد من الجرائم، معدلات البطالة، وتضعف الأخلاق القيم في المجتمعات.
تسعى شعوب العالم اليوم إلى تقليص الحروب بعد إدراكها التام لتأثيراتها المدمرة. وقد تأسست منظمات عالمية مثل عصبة الأمم، وهيئة الأمم المتحدة، والمحاكم الدولية بهدف تقليل النزاعات وفرض حلول سلمية.
فيديو كناري الحرب
“أعدادٌ كبيرة من المصابين والوفيات”، هذا هو حصاد الحربين العالميتين الأولى والثانية. ولكن، هل وقعت أي نتائج إيجابية بعد تلك الحروب؟ شاهد الفيديو لتعرف ذلك: