لقد كان للعلماء العرب تأثير هام في تطوير العلوم الطبيعية، حيث ساهمت إنجازاتهم في مختلف المجالات العلمية في بناء الحضارة الإسلامية، مما مكن الإنسانية من تحقيق إنجازات كبيرة عبر العصور.
المساهمة الحيوية للعلماء العرب في العلوم الطبيعية
- كان للعلماء العرب دور بارز في تطوير العلوم الطبيعية، حيث برعوا في مجالات فلسفة العلوم، الرياضيات، الكيمياء، الطب، الفلك، والجغرافيا، بالإضافة إلى العديد من العلوم الأخرى.
- تعرفت دول أوروبا على تلك العلوم بفضل العلماء العرب والمسلمين الذين قاموا بتدريس العلم في المساجد ومراكز التعليم في قرطبة، إشبيلية، ومنطقة غرناطة.
- بدأت الترجمات لكتب العلماء العرب من العربية إلى اللاتينية في تلك الفترة.
- في القرن الثاني عشر، أصبح ابن سينا شخصية معروفة في جامعات الغرب بعد ترجمة عمله “القانون” إلى اللاتينية.
- وفي القرن السادس عشر، زادت شهرة الرازي بعد ترجمه كتابه “الحاوي”.
- اعترف علماء القرون الوسطى في أوروبا بأن العلماء العرب هم الرواد في مجالاتهم، حيث استمرت عقولهم في العلم لأكثر من ستمائة عام.
1- ابن النفيس
- يعتبر من أبرز العلماء في مجال الطب.
- اسمه الحقيقي هو أبو الحسن علاء الدين بن أبي الحزم.
- كان له الفضل في اكتشاف ما يعرف باسم الدورة الدموية الصغرى.
- ألف العديد من الكتب في الطب والقانون والتشريح.
- أظهر اهتماماً كبيراً بجميع العلوم، بما في ذلك الفلسفة والفقه.
- من كتبه الشهيرة “شرح تشريح القانون”، و”الموجز”، و”موسوعة العلاج بالأعشاب”.
2- ابن رشد
- يعد أحد الشخصيات البارزة في مجال الفلسفة.
- عمل على جمع مؤلفات وأفكار الفيلسوف أرسطو.
- تمتع بمهارات متعددة حيث برع في الكثير من المجالات العلمية بجانب الفلسفة، مثل الفلك، الطب، وعلوم الفقه.
3- ابن الهيثم
- اسمه الكامل أبو علي الحسن ابن الهيثم.
- قدّم إسهامات بارزة في مجالات الفيزياء، البصريات، وعلوم الرياضيات.
- ألف أكثر من 200 كتاب في مختلف التخصصات.
- أثبت أن الضوء لا يدخل العين من الأجسام، بل الأجسام تتحصل على الضوء من خلالها.
4- الخوارزمي
- هو محمد بن موسى الخوارزمي.
- أبدع في علم الرياضيات فضلاً عن اهتمامه بالعلوم الأخرى.
- ساهم في العديد من المجالات مثل الفقه، الفلك، والجغرافيا.
5- ابن سينا
- اسمه هو الحسين بن عبد الله بن علي بن سينا.
- لقب بـ “المعلم الثالث” بعد الفيلسوف أرسطو والفارابي، ويعتبر واحداً من أشهر الحكماء والأطباء.
- لقب أيضاً بالشيخ الرئيس وأمير الأطباء.
- أظهر موهبة في مختلف العلوم بما في ذلك الطب، الفقه، والفلسفة.
- ألف أكثر من 200 كتاب.
- كان يقيّم الأعمال السابقة ويقوم بتحليلها وإضافة ملاحظات لتحسينها.
6- ابن إسحاق الكندي
- يعرف كذلك باسم يعقوب بن إسحاق الكندي، وهو من كبار العلماء في مجال الفلسفة.
- قام بنقل الفلسفة اليونانية وترجمتها إلى العربية.
- برز في مجموعة من المجالات، بما في ذلك الموسيقى، حيث أضاف الوتر الخامس للعود.
- إلى جانب الكيمياء، برع أيضًا في المنطق وعلوم النفس والفلسفة.
تعريف العلوم الطبيعية
- لا يمكن مناقشة دور العلماء العرب في تطور العلوم الطبيعية دون فهم مفهوم العلوم الطبيعية.
- تُعرّف العلوم الطبيعية في الإنجليزية بـ “Natural Science”، وهي العلوم المنهجية التي تهتم بدراسة الجوانب المادية والفيزيائية لكل ما يوجد في الكون.
- تشمل الأبحاث التطبيقية والعلمية التاريخية، وتعتبر مقياسًا لتقدم الحضارات برمتها، ولها فروع نظرية وعلمية متعددة.
أنواع العلوم الطبيعية
- علم الفيزياء: الذي يهتم بوصف الظواهر الطبيعية، ومن بينها الجاذبية الأرضية، والرياح.
- كذلك علم الكيمياء: والذي يشكل فرعاً أساسياً من العلوم الطبيعية ويتعلق بتفسير العمليات الحيوية المعقدة مثل عملية التنفس والبناء الضوئي.
- علم الأحياء: الذي يفسر كيفية عمل الأجهزة والأعضاء في جسم الإنسان ويتناول التغيرات التي تطرأ على الجسم.
- أيضاً علم النبات: يقدم معلومات شاملة عن النباتات ومتطلبات زراعتها وأنواع التربة المناسبة.
- علم الحيوان: يشمل دراسة كافة جوانب الحيوانات المختلفة وطرق التعامل معهم، بالإضافة إلى معرفة كيفية الحفاظ على الأنواع من الانقراض.
جهود العلماء العرب في تطوير العلوم الطبية
- أمكنهم استخدام الأدوية، وكانوا الأوائل في إنشاء الصيدليات التي تبيع الأدوية.
- أسسوا مدارس الصيدلة وكتبوا مؤلفات تتعلق بالأدوية مثل “الأقرباذين”.
- كان جابر بن حيان أحد الأوائل في تأليف رسائل علمية في الصيدلة.
- أسس أول مستشفى في الدولة الإسلامية بأمر من الوليد بن عبد الملك عام 706 ميلاديًا في دمشق.
- أنشأ الخليفة هارون الرشيد مستشفىً في بغداد يسمى البيمارستان.
- أسس ابن طولون أكثر من 34 مستشفى عام 872 ميلاديًا، وكان أولها في القاهرة.
1- دور أبو بكر الرازي
- ألف العديد من الكتب، وأبرزها كتاب “الحاوي” الذي ترجم إلى اللاتينية.
- يُعرف بأنه أبو الطب السريري من قبل الأوروبيين.
- وُضع اسمه في جناح عظيم في جامعة بريستون كشكر لإسهاماته.
- من أحدث كتبه “الطب للمنصوري”، والذي ترجم إلى اللاتينية بعد طبعته الأولى عام 1481 ميلاديًا.
- تمت ترجمة كتابه “الفصول” في عام 1489 ميلاديًا، وله مؤلفات أخرى مثل “سر الأسرار” و”الأقرباذين”.
- لديه أبحاث ومقالات كثيرة تمّت ترجمتها إلى اللاتينية والعبرية.
2- دور ابن سينا
- ألف العديد من المؤلفات، ومن أبرزها “القانون في الطب” الذي ترجمه إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر.
- استطاع أن يترك شهرة واسعة، عكستها صورته مع أبو بكر الرازي في جامعة باريس.
3- أبو القاسم الزهراوي
- عرف في اللاتينية باسم أبو لكسيس، واشتهر بكتابه “التصريف لمن عجز عن التأليف”.
- يتضمن الكتاب ثلاثون مؤلفاً وقد ترجم في عام 1519 ميلاديًا.
- يُعتبر مرجعاً أساسياً لفهم أصول الجراحة في الدول الأوروبية.
4- ابن الحرز العربي
- ألف كتاب “زاد المسافر” الذي اشتهر بين الأطباء في العصور الوسطى.
- قدم فيه معلومات قيمة حول الأمراض الباطنية وطرق علاجها.
دور العلماء في علوم التغذية
- ركز العلماء على دراسة توازن المركبات الكيميائية في جسم الإنسان.
- برز جابر بن حيان في تسليط الضوء على أهمية الصحة من خلال توازن المواد الغذائية في المصنعات.
- أما أبو العلاء بن زهر من إشبيلية، فعمل على البحث والدراسة حول سرطان البلعوم وسرطان المعدة، وكذلك طور طرق التغذية واكتشف التهاب الناسور والبلعوم ومرض البواسير.
- ألف أبو الحسن الطبري “فردوس الحكمة” الذي تناولا فيه مرض السل وكيفية انتقاله عبر العدوى.
دور العلماء في طب العيون
- ابتكر العلماء العرب مجالات جديدة في طب العيون وقاموا بتدريسها وتطوير أبحاثها.
- قاموا بتشريح عيون الحيوانات وشرحوا الآلية التي تمكن من حركة مقلة العين.
- تمت ترجمة عدة كتب مثل “المجريات في الطب” لابن زهر إلى اللاتينية.
- ثبّت ابن الهيثم نظرية الإبصار في مقال يحمل الحروف الجوهرية للرؤية.
- أَلف الكحال علي بن عيسى البغدادي العديد من المؤلفات في مجال طب العيون، مترجمة في القرن الثامن عشر.
- أيضاً تمت ترجمة مؤلفات عمار الموصلي الرائدة في طب العيون.
دور العلماء في الأمراض القلبية
- يعتبر ابن النفيس من العلماء الذين ساهموا في فهم الدورة الدموية الصغرى التي تتعلق بتدفق الدم.
- أوضح عملية انتقال الدم من تجويف القلب الأيمن إلى الرئتين حيث يختلط مع الهواء، ثم يعود إلى التجويف الأيسر عن طريق الوريد الرئوي.
جهود العلماء في الطب الجراحي
- كان العرب الأوائل في وضع قواعد الطب الجراحي، حيث قامت المدارس الطبية في الأندلس بتخريج جراحيين مهرة.
- طوّر الزهراوي كافة الأدوات الجراحية ونظّمها، وابتكر طرق العلاج بالحجامة.
- اكتشف العلماء العديد من الأمراض التي تنتقل عبر العدوى، مثل الطاعون والكوليرا والجدري.
- وضعوا إجراءات للامتحانات واختبارات منح الشهادات من خلال لجان طبية إشرافية.
- أُسست أول مدرسة للطب خلال العصر العباسي.
دور العلماء في الصيدلة
- ترجم العلماء العرب مؤلفات تتناول علاج الأمراض بالأعشاب، مثل أعمال ديسقوريدوس.
- وضعت البلاد الأوصاف الدقيقة للنباتات وخصائصها العلاجية، مثل الأنطاكي وابن البيطار.
- ألف ابن التلميذ كتاب “الأقرباذين الكبير” الذي أصبح مرجعًا رئيسياً لصناعة العقاقير في البيمارستان.
- في القرن التاسع عشر، أصبحت الصيدلة مهنة مستقلة ينظمها الحقوق، حيث لم يكن يُسمح للصيادلة بممارسة مهنتهم دون الحصول على ترخيص.
العلماء في مجال التخدير والمطهرات
- كان التخدير والمطهرات عناصر أساسية في الجراحة لأطباء المسلمين، وكانت الجراحة تتخصص في علاج الكسور وخلع الأسنان وبتر الأطراف.
- عملوا على تطبيق تطهير فعال لمنع انتقال العدوى خلال العمليات الجراحية.
- كانوا يغسلون المرضى بعد العمليات ويديب نشاط المكان بواسطة الخل والمحاليل الملحية وزيت الورد والكحول.
- استخدموا الأعشاب مثل القرفة واللبان المر للحد من العدوى.
- استعملوا مخدرات مثل الشوكران وبذور الخس، إضافة إلى البنج الأسود وعنب الذئب لتخفيف الآلام.
- تم استخدام بذور القنب للتخفيف من آلام الفك وعصيره لعلاج آلام الأذن.
- استخدمت نبتة الخشخاش للأغراض العلاجية.
إسهامات العلماء في مختلف العلوم
- بعد تناول دور العلماء العرب في تطوير العلوم الطبيعية، وخصوصًا فيما يتعلق بالطب، يجب التعرف على إسهاماتهم في مجالات العلوم الأخرى.
1- إسهامات العلماء العرب في علم الفلك
- اختراع الآلات الفلكية وإقامة المراصد التي تُستخدم لدراسة السماء والنجوم والكواكب في جميع الأزمنة.
- راقبوا التغيرات الفلكية على مدار السنة وسجلوا كافة المعلومات.
- صححوا النظريات الفلكية وحققوا نتائج مذهلة في هذا المجال.
- وثقوا المعلومات الفلكية في جداول فلكية تُستخدم للتعرف على مواقع الكواكب والنجوم.
- أسسوا أسس الفلك باستخدام الجداول الفلكية لرسم صور للكون.
- ألفوا العديد من الكتب مثل “النجوم الثابتة” لعبد الرحمن الصوفي.
- قاموا باختراع آلية قياس الكثافة الغلاف الجوي، واهتموا بعلم التنجيم.
- كما اخترعوا الإسطرلاب في القرن السادس الميلادي الذي تُستخدم فيه دوائر العرض والطول لتحديد مواقع النجوم والشمس.
- وصف عبد الرحمن الصوفي الضبابية لمجرة “أندر وميدا”.
2- إسهامات العلماء العرب في علم الكيمياء
- أطلق العلماء العرب العنان للكيمياء، حيث وضعوا لها أسساً ثابتة مدعومة بالأبحاث العلمية.
- ألف جابر بن حيان الكثير من المؤلفات في الكيمياء بتوجه تجريبي.
- وصف علم الكيمياء بأنه علم الصنعة، وقسّمه إلى قسمين، الأول يتعلق بالنفس والثاني بالأدوية.
- وضع الفرضيات المتعلقة بتطوير الكيمياء، مثل تكون المعادن وفهم أصلها.
- أوضح الفرق بين المعادن ونسب العناصر المكونة لها.
- اعتبر أنه لا يمكن تحويل العناصر إلا من خلال ميزان زني وترتيب دقيق.
- وضع قواعد التحليل الكيميائي في المختبرات.
- اكتشف إمكانية قياس المعادن والشوائب وطرق تصنيع الأدوية.
- أجروا تجارب عديدة تشمل الانصهار والتنقية والتكرير وغيرها.
3- إسهامات العلماء في علم النبات
- اهتم علماء العرب بعلم النبات مع اختلاف المذهبين، أحدهما يرتبط بعلماء العرب والآخر بعلماء اليونان.
- تنوعت التصنيفات في وصف النباتات، حيث اهتمت بتفاصيل الأشجار والنباتات والأعشاب وخصائصها.
- ركزوا أيضاً على أنواع الأراضي المناسبة للزراعة، وأهمية المياه لنمو النباتات.
4- إسهامات العلماء في علم الحيوان
- أبدى العلماء اهتمامًا بدراسة الحيوانات وأسمائها، ودونوا المعلومات استنادًا إلى كلام سكان البادية.
- درسوا الحيوانات وترجموا المخطوطات اليونانية إلى العربية للاستفادة من اكتشافاتهم في هذا المجال.
- ألف أرسطو كتابًا في علم الحيوان، حيث قدم فيه دراسة متعمقة عن مختلف أنواع الحيوانات.
5- إسهامات العلماء في الرياضيات
- ترجموا جميع الكتب الإغريقية المتعلقة بالحساب وأدخلوا معاني جديدة إلى العلم.
- أثبت محمد بن أحمد مفهوم الصفر وأهميته.
- طوّروا النظام العشري الذي يعتمد على الرقم 10.
- وضع محمد بن موسى الخوارزمي أسس علم الجبر، وألف العديد من الكتب مثل “حساب الجبر والمقابلة”.
- قاموا بتطوير الهندسة وكتبوا كتبًا جديدة مثل “مفتاح الحساب” الذي كتبته غياث الدين الكاشاني.
6- إسهامات العلماء في الفيزياء
- دراستهم لمصدر الصوت وكيفية انتشاره عبر الهواء في موجات دائرية.
- أشاروا إلى كثافة المعادن كذهب ورصاص ونحاس بفضل أبي الريحان البيروني.
- أنشأوا مراصد كبيرة لرصد الكواكب والنجوم.
- كتبوا قوانين الفيزياء بما في ذلك الحركة الثلاثية على يد ابن سينا والبغدادي.
7- إسهامات المسلمين الحضارية في تطوير العلوم
- تميزت الحضارة الإسلامية بخصائص فريدة لم تتواجد في حضارات أخرى.
- كان المسلمون حريصين على اعتناء البيئة خلال إنجازاتهم العلمية.
العمارة الإسلامية
- تميزت العمارة الإسلامية بتصميمها الفريد والمختلف عن حضارات الأخرى.
- تخللت فيها الزخارف والنقوش، مع مراعاة الجمال دون تكاليف مبالغ فيها.
- تميزت أعمالهم بالإتقان والصفاء والبساطة.
البناء المتين القوي
- أجرى علماء المسلمين أبحاثًا معمقة في حساب الهندسة لتأسيس أساليب بناء قوية وفعالة.
- عملوا على تحسين صورة العمارة في الحضارة الإسلامية.
صناعة العطور والروائح
- تمكن جابر بن حيان من تطوير عملية صنع أفضل أنواع العطور.
- كان يتبع خطوات دقيقة تشمل التبخير، التبلور، الترشيح، والتقطير.
- طلبت صناعة العطور دقة عالية خلال مراحل التصنيع.