تعريف النظريات الفقهية
تُعتبر النظرية مفهومًا عامًا يُشكل نظامًا مبنيًا على الحقوق ويحتوي على مسائل جزئية متنوعة تتعلق بأبواب الفقه المختلفة.
النظريات الفقهية تُعرَف بأنها قوانين راسخة ومفاهيم أساسية تُشكّل سلسلة من التعاليم المتكاملة في مجالات متعددة من الحياة والتشريع، حيث تضم كل نظرية مجموعة محددة من القواعد الفقهية.
يمكن اعتبار النظرية العامة بمثابة “موضوعات فقهية تشمل مسائل وقضايا فقهية تشتمل على أركان وشروط وأحكام، وتربط بينها صلة فقهية وحدة موضوعية تحكم هذه العناصر جميعًا”.
بداية ظهور مفهوم النظرية الفقهية
ظهر مفهوم النظرية الفقهية بالتزامن مع بروز الاستشراق، عندما بدأ بعض المستشرقين في نشر أفكار خاطئة حول عجز الإسلام عن تلبية الاحتياجات المتغيرة والسريعة للعصر. وقد وُصِف الدين بالجمود وافتقاره إلى المرونة.
استجابت مجموعة من الفقهاء المعاصرين، الذين يمتازون بعلمهم الوفير وفهمهم العميق، لهذه الأفكار، فأبرزوا جوانب الدين الحية وقاموا بإيجاد الأحكام لكل ما هو جديد. حاولوا إعادة صياغة التراث الفقهي بأسلوب يتناسب مع متطلبات العصر في مجال أصول الفقه.
يُعتبر علم أصول الفقه عِدة الفقيه والمفتي في استخراج الأحكام الشرعية من القرآن والسنة وغيرها. وقد أثمرت جهود العلماء في حماية الدين من خلال ما يعرف بالنظريات الفقهية، التي تعد دليلًا على حيوية ومرونة الفقه الإسلامي وقدرته على تلبية احتياجات العصر الحالية.
أمثلة على النظريات الفقهية
بدأ العلماء في تطوير النظريات الأساسية في الفقه الإسلامي وغيرها، مما يُعتبر دليلاً موفرًا للباحثين في الفقه الإسلامي. ومن أوضح هذه النظريات ما يلي:
- نظرية العقد.
- نظرية الملكية.
- نظرية الأهلية.
- نظرية الفساد.
- نظرية البطلان.
- نظرية الشروط المرتبطة بالعقد.
- نظرية العقد الموقوف.
- نظرية الضرورة.
- نظرية الضمان.
- نظرية الإثبات.
- نظرية التكافل الاجتماعي.
- نظرية الضرورة الشرعية.
- نظرية المؤيدات الشرعية.
الفرق بين القواعد الفقهية والنظريات الفقهية
تتمثل الفروقات بين القواعد والنظريات الفقهية في العناصر التالية:
- القواعد الفقهية: تشكل أُسسًا ومبادئ فقهية تتضمن الفروع والمسائل الجزئية، وهي دليل الفقيه والمفتي لفهم الأحكام الشرعية الخاصة بكل مسألة جديدة أو سابقة.
- النظريات الفقهية: عبارة عن قوانين عامة تشكل نظامًا متكاملًا في جوانب مختلفة من الحياة والتشريع، حيث تضم مجموعة من القواعد الفقهية تحت مظلتها.
- البنية الأساسية للنظرية الفقهية تعتمد على أركان وشروط ومكونات خاصة، وعادةً ما تفتقر إلى تفصيل الأحكام الفقهية.
- بخلاف ذلك، القواعد الفقهية تشمل عددًا كبيرًا من الأحكام الفقهية والمسائل، مثل القاعدة المعروفة “العبرة في العقود للمقاصد والمعاني لا للألفاظ والمباني”، والتي تفسر طبيعة العقد وآثاره.
- تتناول النظريات الفقهية مثل نظرية العقد جميع أنواع العقود الشرعية وأحكامها وأطرافها وشروطها وأركانها، بينما تُعد القواعد الفقهية وسيلة تسهيل بين الفروع والأصول أو الأحكام والنظريات.