فهم مفهوم التصنيف في المكتبات

ما هو التصنيف في المكتبات؟

يمثل مفهوم التصنيف في المكتبات عملية تنظيم الكتب وغيرها من المواد على رفوف المكتبة، مما يسهل على مرتادي المكتبة الوصول إليها بسرعة وسهولة. يتضمن ذلك تجميع الكتب، والنشرات الدورية، والتسجيلات الصوتية، والصور المتحركة، ومواد رسم الخرائط، والمخطوطات، وملفات الكمبيوتر، وغير ذلك. ثم يتم ترميز وتنظيم هذه المواد، سواءً على الرفوف أو في فهارس الكتب وأدلة المحتويات. يتم تصنيف الكتب وفق أسلوب منطقي ومنهجي يعود بالنفع على الباحثين، حيث يُمنح كل كتاب رقم استدعاء فريد بناءً على نظام تصنيف محدد في المكتبة، اعتمادًا على موضوعاتها، بدءًا من الموضوعات العامة ثم الخاصة.

أهمية التصنيف في المكتبات

تعتبر عملية تصنيف المكتبات بالغة الأهمية لأسباب عدة:

• تيسير عمل أمناء المكتبة في تحديد مواقع الكتب عند ترتيبها أو استبدالها.
• تمكين المرتادين من الوصول إلى أقسام المعرفة التي تهمهم بكفاءة.
• تسهيل متابعة حالة الأركان المعرفية داخل المكتبة، مما يتيح إمكانية تطويرها أو إلغائها في حال عدم الحاجة.
• تحديد الأركان الجذابة للقراء والباحثين، وكذلك الأركان التي تحتاج إلى تحسين.
• إدارة المخزون واحتياجات المكتبة من الكتب بشكل دوري.

عناصر تصنيف المكتبات

تجسد عملية تصنيف المكتبات وسيلة لتحويل موضوعات الكتب إلى لغة رمزية تتكون من أرقام ورموز، مما يسهل عملية تنظيمها بشكل منطقي. تشمل العناصر الأساسية في نظام تصنيف المكتبة ما يلي:

• الترميز: يعتبر استخدام الأسماء اللغوية للموضوعات غير عملي في كثير من الحالات. لذا، يتم تحويلها إلى لغة رمزية تتكون من أرقام ورموز، بحيث تمثل كل فئة موضوعًا معينًا، مثل الكتب الخاصة بالأدب الإنجليزي التي تُرمز بشكل مختلف عن فئات أخرى.
• نماذج الترتيب: تُعرض المعرفة بعدة أشكال تشمل الكتب، الأدلة، القواميس، والموسوعات، حيث يُعطى كل نوع رمز أو نموذج ترتيب خاص به لتسهيل تمييزه.
• فئة العموميات: هذا القسم يحتوي على كتب تتناول موضوعات عامة تشمل مجموعة متنوعة من الموضوعات التي يصعب تصنيفها تحت فئة محددة، مثل الموسوعات والمراجع.
• الفهرس: يعد من العناصر الأساسية في تنظيم المكتبة، حيث يساعد القائمين على المكتبة في التعامل مع الأقسام المرتبة وتسهيل الوصول إليها.
• رقم الاستدعاء: هو رقم مخصص لكل كتاب، مما يسهل العثور عليه وإعادته إلى مكانه الصحيح دون الحاجة للبحث بين مجموعة كبيرة من الكتب.

أنظمة تصنيف المكتبات

أنشأت العديد من المكتبات، سواءً الخاصة أو البحثية، أنظمة تصنيف فريدة لتسهيل الوصول إلى الكتب. هناك ثلاثة أنظمة تصنيف رئيسية معروفة اليوم، وهي:

تصنيف ديوي العشري

يوفر نظام ديوي العشري (بالإنجليزية: Dewey Decimal Classification) بنيةً واضحة لتنظيم المكتبات، خاصةً الصغيرة والمتوسطة، حيث يستخدمه أكثر من 135 دولة. تم ابتكار هذا النظام من قبل ميلفيل ديوي عام 1873، وتم نشره لأول مرة في عام 1876. وهو مملوك حاليًا للشركة المدمجة للمكتبة الرقمية على الإنترنت (OCLC). يتضمن هذا النظام تقسيم المعرفة إلى عشر فئات رئيسية كما هو موضح أدناه:

لكل فئة رئيسية مجموعة من الأقسام الفرعية، على سبيل المثال، الفئة (600-699) تتضمن:

تصنيف مكتبة الكونغرس

تم تصميم نظام تصنيف مكتبة الكونغرس (LCC) في بداية القرن العشرين، وتم تبنيه من قبل العديد من المكتبات الأكاديمية الكبرى في الولايات المتحدة. يعتمد هذا النظام على تقسيم المعارف إلى 21 فئة رئيسية، حيث يبدأ كل منها بحرف من الأبجدية (A-Z)، مع وجود أقسام فرعية مكونة من حرفين أو ثلاثة، بالإضافة إلى التسلسلات الهرمية بحسب الموضوع.

يوفر هذا النظام إمكانية تنظيم عدد أكبر من الكتب، وهو ما يجعله ملائمًا للمكتبات الأكاديمية الكبيرة، كما يتضح في الجدول التالي:

تُقسم كل فئة رئيسية إلى عدة أقسام فرعية، على سبيل المثال، يُقسم مجال الطب إلى الأقسام الفرعية الآتية:

تصنيف الكولون

على الرغم من محدودية تصنيف الكولون (بالإنجليزية: Colon Classification) إلا أنه يعد أحد أكثر المخططات المنهجية شيوعًا في تصنيف المكتبات. وضعه الدكتور رانجاناثان، ويعتمد هذا النظام على تقسيم الفئات المعرفية باستخدام النقطتين الرأسيتين. على سبيل المثال، يُشار إلى الكتب في فئة جراحة الأسنان بالرمز (L 214:4:7)، حيث تشير الأرقام إلى فئات معينة.

تشمل الموضوعات العامة في تصنيف الكولون:

• الموضوعات الرئيسية، مثل:
  • المواضيع التقليدية، كالقانون والفيزياء.
  • المواضيع الجديدة، كالعلوم المكتبية.
  • الموضوعات المتداخلة، كالتكنولوجيا الحيوية.
  • الموضوعات الاستنتاجية، مثل مناهج البحث.
  • حزم الموضوعات ذات الصلة، كعلوم المحيطات.
  • المواضيع العصرية، كالعلوم الاجتماعية.
• الموضوعات غير الرئيسية، مثل:
  • القوانين، كالجبر.
  • عناصر الأنظمة، مثل الماركسية.
  • عناصر البيئة، كزراعة الصحراء.
  • عناصر خاصة، كعلم الشيخوخة.

تصنيف بليس الببليوغرافي

طوّر هنري بليس من كلية مدينة نيويورك نظام تصنيف بليس الببليوغرافي (بالإنجليزية: Bibliographic Classification) الذي نُشر لأول مرة عام 1935. يُستخدم هذا النظام بشكل واسع في المكتبات البريطانية، ويتميز باستخدام إشارات مرجعية حرة، حيث يتم ترتيب الموضوعات في 35 فئة رئيسية.

كما يحتوي على نظام ترميز يجمع بين الحروف الرومانية الكبيرة والصغيرة، والأرقام العربية، مما يسهل تصنيف الفئات بشكل فعال، مع مراعاة الفرق بين الحروف المتشابهة والأرقام.

على الرغم من أن استخدام نظام التصنيف الببليوغرافي يقتصر بشكل كبير في الخارج عن بريطانيا، إلا أنه ساعد في دعم نظرية التصنيف بسبب مرونته، مما يجعله بديلاً مفضلًا لبعض المخططات التقليدية المرتكزة على الأرقام فقط.