الإدارة التعليمية
تُعتبر الإدارة التعليمية من الوظائف الحيوية ضمن بيئة العمل التربوية، حيث تسعى إلى تحقيق الأهداف المنشودة في المؤسسات التعليمية من خلال إنشاء بيئة تعاونية تشمل جميع العناصر الداخلية. كما يمكن تعريفها بأنها نشاط إنساني يهدف إلى استغلال الموارد المادية المتاحة في المجال التربوي، بهدف توفير الأدوات اللازمة لتعزيز العملية التعليمية وزيادة كفاءتها، مما يساهم في تحقيق النجاح التعليمي والتربوي.
نظريات الإدارة التعليمية
ترتكز الإدارة التعليمية على صياغة تصورات فكرية حول الواقع التربوي، اعتماداً على مجموعة من النظريات التعليمية، مثل:
نظرية الإدارة السلطوية
المعروفة أيضاً باسم نظرية X، التي قام بتطويرها عالم الإدارة الأمريكي دوغلاس مكجريجور. تستند هذه النظرية إلى مبدأ السيطرة في الإدارة واتخاذ القرارات بشكل فردي دون الاهتمام بتفاعل الأفراد داخل المؤسسة التعليمية.
تدور هذه النظرية حول عدة محاور، من أبرزها أن الفرد يسعى لتجنب أداء واجباته. على سبيل المثال، عدم تدريس المعلم لمادته بشكل فعّال، أو إضاعة جلسات الدراسة على الطلاب. مثل هذه السلوكيات تدفع الإدارة التعليمية، بصفتها السلطة العليا، إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لحل أي معوقات تؤثر على تحقيق الأهداف المطلوبة لنجاح المؤسسة التعليمية.
نظرية الإدارة التشاركية
تُعرف أيضا باسم نظرية Y، قام بتطويرها أيضاً دوغلاس مكجريجور. تركز هذه النظرية على أهمية مشاركة الأفراد في عملية الإدارة واتخاذ القرار من خلال التشاور بين جميع أعضاء المؤسسة التعليمية، وبالتالي فهي تمثل نقيض النظرية السابقة (نظرية X).
تركز نظرية الإدارة التشاركية على عدة محاور، من أهمها: تعاون الأفراد داخل المؤسسة التعليمية، وتحمل كل فرد لمسؤوليته لتحقيق الأهداف المطلوبة من العمل. كأن يقوم المعلم بتدريس مادته بكفاءة ويحرص على الإجابة على التساؤلات المطروحة من قبل الطلاب.
نظرية النظم الإدارية
تتناول هذه النظرية المدخلات والمخرجات الخاصة بالإدارة التعليمية، مما يعني أن أي إدارة تعليمية تشتمل على مجموعة من العناصر التي تتفاعل فيما بينها. تبدأ هذه العملية بكافة الأفراد المرتبطين بشكل مباشر أو غير مباشر بالمؤسسة التعليمية. تعتمد هذه النظرية على أسلوب تقسيم العمل وفقًا لأقسام إدارية منظمة، مما يساهم في إنجاز كافة المهام التربوية في الوقت المناسب مع الحفاظ على جودة العمل.
تطوير الإدارة التعليمية
تمثل هذه العملية مجموعة من الطرق التي تهدف إلى وضع الإدارة التعليمية على المسار الصحيح من خلال توفير الدعم للعاملين في المؤسسات التعليمية، باستخدام أدوات التدريب مثل عقد المحاضرات والندوات التي تُعزز مهاراتهم التربوية. يعتمد تطوير الإدارة التعليمية على النقاط التالية:
- التركيز على تطوير المعلمين والطلاب.
- التأكيد على أهمية وجود بيئة حوارية ونقاش.
- المساهمة في تقليل انقطاع الطلاب عن الدراسة.
- تزويد المؤسسات التعليمية بكل الإمكانيات الضرورية للنجاح.