يُعتبر دعاء سجود السهو والتلاوة من الأدعية الأساسية التي أوصت بها الشريعة الإسلامية، حيث يُعبر عن الخضوع والتواضع أمام قدرة الله تعالى. يذكرنا ذلك بأن الإنسان ليس معصومًا من الخطأ أو النسيان في العبادات والأعمال. يُتلى دعاء سجود السهو بعد الانتهاء من الصلاة، قبل الانحناء للسجود.
دعاء سجود السهو والتلاوة
- دعاء سجود السهو يُقرأ من قبل المصلي في حالة نسيان ركن أثناء الصلاة، ويكون مكونًا من عدة عبارات تتضمن الاستغفار والتوبة والدعاء لله بالهداية والاستقامة.
- يأتي دعاء سجود السهو بصيغة: “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي وَأَذِّنْ لِي فِي دَارِ الْمَقَامَةِ، وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ، وَلاَ تُفْضِحْنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِنَّهُ لاَ يَخْذُلُ مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ”.
- من الضروري قراءة هذا الدعاء قبل إتمام الصلاة، ويُعرف بسجود السهو.
- أما سجود التلاوة فهو عبارة عن آيات من القرآن الكريم تُعتبر دلالة على سجود التلاوة، ويُنصح أيضًا بتأمل معاني القرآن وذكر الله، وتعزيز الصلة القلبية بقراءة كتاب الله.
- يتوجب على المسلمين قراءة القرآن بتفكر وتدبر، والسعي لفهم معاني الكلمات والبحث في التفاسير الصحيحة لأحكام الله وعلومه.
- إن الصلاة وتلاوة القرآن تُعتبر من أعظم العبادات في الإسلام، لذا ينبغي الالتزام بهما ودراسة كيفية قراءة الدعاء وفهم معانيه، بالإضافة إلى كيفية قراءة القرآن بشكل صحيح وموثر.
ما الذي يُقال في سجود السهو؟
يقوم المسلم بالسجود كوسيلة لتجديد الإخلاص لله، لكن قد يغفل المصلي في بعض الأحيان شيئًا خلال الصلاة. وفي حال حدوث خطأ خلال الصلاة، وتبادر إلى ذهن الشخص أنه انتهى من الصلاة، لكنه تذكر لاحقًا أنه ارتكب خطأ، يُمارس سجود السهو.
وفي هذا السجود، يُردد المسلم: “سبحان ربي الأعلى” ثلاث مرات أو أكثر، ثم يستكمل صلاته كالمعتاد. يُعتبر سجود السهو من السنن المؤكدة في الصلاة.
كيفية تنفيذ سجود السهو
- يُلزم سجود السهو في حالة ارتكاب المصلي خطأً غير مقصود أثناء الصلاة، مثل نسيان ركعة أو إضافتها.
- يُؤدى هذا السجود بعد الانتهاء من الصلاة، ولكن قبل التسليم.
- يتوجب المصلي أن يقول التشهد ثم ينحني للسجود مرتين، وفي كل مرة يُردد “سبحان ربي الأعلى” ثلاث مرات.
- بعد انتهاء السجود، يرفع المصلي رأسه ويقوم بالتشهد الأخير ثم التسليم.
- يجب على المصلي أن يستحضر الخطأ الذي ارتكبه ويُنبه الله بالتوبة والتصحيح، حيث إن الله سبحانه وتعالى يُرحم عباده المخلصين المتقين.
الحكمة من سجود السهو
- يُعتبر سجود السهو تجسيدًا للأخطاء ضمن الصلاة، وهو من الأحكام الشرعية الهامة. يُعدّ ركنًا أساسيًا ولا تُقبل صلاة المسلم دون أدائه.
- والهدف من سجود السهو هو تذكير المسلم بأن الإنسان ليس معصومًا من الخطأ، فضلًا عن أهمية التركيز أثناء الصلاة لتجنب الأخطاء التي قد تؤثر على صحة الصلاة. يُعد سجود السهو اعترافًا بالخطأ والعودة إلى الله بالتوبة.
كما يمكنكم التعرف على:
التعريف بسجود التلاوة
- يعتبر سجود التلاوة سجودًا يُؤدي عند قراءة آيات محددة من القرآن.
- يحدث هذا السجود بعد قراءة آيات معينة حيث يُقبل القارئ على الله بالسجود اعترافًا بعظمته وتقديرًا لكتاب الله.
- يُعتبر سجود التلاوة من السنن النبوية، فعند قراءة آية تحث على السجود، يُستحب أداء هذه السجدة.
- يوجد في القرآن الكريم 15 آية تتطلب سجود التلاوة، تبدأ بآية “إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ” وتنتهي بآية “فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ”.
- يُعتبر سجود التلاوة تأكيدًا على أهمية كلمة الله وإظهار الالتزام بتطبيق تعاليم القرآن.
آيات سجود التلاوة في القرآن
- في سورة الأعراف، الآية 48: “وَوَحَى رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَنَ مَنْ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِيهِ رَوْحًا مِنْ أَمْرِهِ ۚ وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَىٰ”.
- وفي سورة الحجر، الآية 98: “فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ”.
- وفي سورة النحل، الآية 49: “وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ”.
- وفي سورة الكهف، الآية 109: “قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا”.
- وفي سورة الفرقان، الآية 60: “وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُم نُفُورًا”.
- وفي سورة ص، الآية 15: “قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ نَبَأٌ وَإِنْهُمْ لَيَمْلِكُونَ الْأَرْضَ مَا لَمْ يُمَكِّنْ لَهُمْ وَلَمْ يَأْتِهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ مِنْ وَعْدٍ”.
- وفي سورة العلق، الآية 19: “كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ”.
ما الذي يقال في سجود التلاوة
- يتضمن دعاء السجود عند التلاوة التضرع لله وتعظيمه، ودعاء الله بالرحمة والمغفرة.
- في الشريعة الإسلامية، يعتبر دعاء سجود التلاوة من الأدعية الموصى بها بعد السجود، ويمكن تلاوة أي دعاء بعد القراءة، ولكن يُفضل اتباع الأحاديث النبوية التي تحث على تلاوة أدعية معينة مثل “سبحان ربي الأعلى” ثلاث مرات، و”اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني” و”ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”، وغيرها.
- يُعتبر دعاء سجود التلاوة فرصة للابتهال والدعاء لله طلبًا للرحمة والمغفرة، ويُذكر أهمية قراءة القرآن واستماع إليه كعبادة تح nécessite التواضع والخضوع لله العظيم.
شروط سجود التلاوة
أجمع العلماء على أن شروط سجود التلاوة تُشبه شروط سجود الصلاة. ومع ذلك، أشار ابن باز إلى أنه ليس من الضروري أن يكون المسلم على طهارة لأداء سجود التلاوة، والله يعلم.
حكم سجود التلاوة
يُعتبر سجود التلاوة سنة مؤكدة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويُفضل أداؤه، لكنه ليس واجبًا. فلا يُؤثم المسلم إن لم يُسجد سجود التلاوة. وقد ورد عن عمر بن الخطاب أنه قرأ آية تتطلب السجود أثناء خُطبته، فنزل من المنبر وسجد، وفي الجمعة التالية قرأ آية فيها سجود ولم ينزل ليسجد.