تعريف العادات والتقاليد وتأثيرها في المجتمع

تعريف العادات والتقاليد لغوياً

تُعرّف العادات في العديد من المعاجم العربية باعتبارها نمطاً من السلوك أو التصرفات المتكررة التي يتم تنفيذها دون جهد. ومن الأمثلة على ذلك عادة التدخين أو الكذب. كما أنها ترتبط بالحياة البدائية التي تمثل جيلا أولياً دون أي تقدم أو تطور طبيعي.

أما التقاليد، فهي مجموعة من الأعراف والاعتقادات والأعمال الشائعة التي يكتسبها الأفراد من أسلافهم، ومفردها “تقليد”.

العادات والتقاليد اصطلاحياً

تُعتبر العادات من الأعراف التي تتوارثها الأجيال حتى تصبح جزءاً من هويتهم الثقافية، إذ تستمر طالما ترتبط بالمعتقدات كتراث ثقافي، وتعكس معتقدات معينة. في حين أن التقاليد تشكل مجموعة من قواعد السلوك التي تتفق عليها مجموعة من الأفراد، وتستمد قوتها من المجتمع. وتظهر هذه التقاليد في الأفعال القديمة التي تمتد عبر الزمن، بالإضافة إلى الحكمة التي اكتسبها المجتمع عبر التاريخ ويتناقلها الأجيال. وتُعتبر العادات الاجتماعية التي استمرت لفترات طويلة وأصبحت يُنظر إليها كتقاليد نظاماً داخلياً لمجتمع معين.

أهمية التقاليد في المجتمعات

هناك العديد من الأسباب التي تُظهر أهمية الحفاظ على التقاليد، منها:

  • خلق الذكريات: تظل الذكريات حية طوال الحياة وتصبح مواضيع نقاش يتبادلها أفراد الأسرة خلال الاجتماعات.
  • تعزيز الروابط: حيث يتطلع أفراد العائلة إلى مواعيد تجمعهم لتطبيق العادات والتقاليد المتوارثة، مما يُشعرهم بالسعادة والراحة ويعزز العلاقات بين الأفراد والعائلات.
  • سد الفجوة بين الأجيال: يتيح توارث التقاليد من جيل إلى آخر إنشاء روابط مشتركة من خلال الحديث عن الذكريات والقصص المختلفة.
  • الإحساس بالهوية: عندما يتبنى الفرد تقاليد عائلته، قد يساعده ذلك في اكتشاف نفسه والشعور بالانتماء لمجموعة معينة.

اختلاف العادات والتقاليد بين الدول

تُعتبر العادات والتقاليد موروثات تعود لبيئة نشأة الإنسان، وهو ما يفسر الاختلافات التي تنشأ تبعاً للتنوع الجغرافي والديني. ومن مظاهر هذا الاختلاف:

كوريا

تُعد المناسبات الشعبية وما يقوم به الأفراد من رقصات في الشوارع تعبيراً عن الفرح جزءاً من التقاليد الكورية. على سبيل المثال، رقصة المراوح التي تتقنها معظم النساء الكوريات، حيث يجتمعن لتأديتها وهن يرتدين الملابس المزركشة ويمسكن المراوح الورقية الملونة، تُعتبر من أشهر هذه الرقصات. كما تمنح تقليد سقاية العريس لعروسه بالماء بيديه عند إبرام العقد وانحنائهما لبعضهما البعض قيمة رمزية خاصة.

اليابان

لا يزال رجال الإطفاء في طوكيو يحتفلون في الأول من أكتوبر من كل عام بعيد الوشم الذي يعود تاريخه إلى الأيام التي كانت تعرف فيها طوكيو باسم “بيدو”، حيث كانت منازلها الخشبية عرضة للحريق. وقد لعب رجال الإطفاء دوراً مهماً في حماية تلك المنازل، وقد قام هؤلاء الرجال بوضع أوشام تمثل حيوانات قوية مثل الأسود، وانتشر هذا التقليد ليصبح عيداً يحتفل به سنوياً.

ليبيا

تتباين العادات والتقاليد المتعلقة بمراسم عقد القران بين البلدان. في ليبيا، يستمر حفل الزفاف لسبعة أيام، حيث يخرج أهل العريس في موكب كبير يسمى يوم الرمي لتقديم “الدايا” لأهل العروس. ويُعاد نفس الموكب يوم الحنة، حيث يغنون في مدح العريس والعروس حتى الوصول إلى منزلها. وتستمر المنافسة بين عائلتين في تقديم الأفضل، ولا يعود أهل العريس إلا بعد أخذ بعض الأغراض من منزل العروس مثل الوسائد أو كأس ماء فارغ أو علبة زيت كتقليد يجلب البركة لهما لاحقًا.

Scroll to Top