تعليم الأطفال فنون الرسم
يعتبر الرسم موهبة تُولد مع الطفل، ويمكن اكتسابها كذلك من خلال الممارسة والتعلم. يُوصي العديد من المعلمين والخبراء النفسيين بأهمية تعليم الأطفال للرسم ودمجه في حياتهم، لما له من تأثير إيجابي كبير على شخصية الطفل. تختلف أساليب التعلم باختلاف الفئة العمرية والموهبة، إلا أن جميعها تتطلب توفير الأدوات اللازمة للرسوم بالإضافة إلى مكان ملائم لممارسة هذه الهواية. فيما يلي بعض الطرق المتنوعة لتعليم الأطفال الرسم حسب أعمارهم:
الأطفال من 2 إلى 5 سنوات
- ليس من الضروري أن يكون الرسم أسلوبًا تعليميًا بحد ذاته، بل يجب أن يتم تقديمه بطريقة ممتعة ترتبط باللعب مما يزيد من تقبل الطفل ويعزز إبداعه.
- يجب إعطاء الطفل الحرية في التعامل مع أدوات الرسم، دون القلق بشأن اتساخ ملابسه، ويفضل توفير مساحة مناسبة لممارسة الأنشطة الفنية.
- يمكن ممارسة الرسم باستخدام أدوات غير تقليدية، مثل الرمل أو الطباشير أو الطلاء، إضافةً إلى إمكانية دمج فن تشكيل الطعام مع الرسم لإظهار إبداعات الطفل.
- تحديد قيود في الرسم والتركيز على الكمالية قد يجعل الرسم تجربة مملة، لذا نفّذ خيال الطفل دون أن تُحد من ألوانه أو أشكاله.
- ناقش مع الطفل ما قام برسمه وما يعبر عنه، وقدم له نصائح بطريقة غير مباشرة عبر طرح أسئلة تشجع على التفكير.
- إظهار الفخر بما أنجزه الطفل ومشاركته مع الآخرين يعزز مشاعر الإيجابية تجاه الرسم.
الأطفال من 5 إلى 9 سنوات
- في هذه المرحلة، يُظهر الطفل زيادة في إدراكه وتسجيل ملاحظات حول محيطه، لذا يُفضل أن نركز الرسم على مواضيع محددة مرتبطة بحياته اليومية.
- يجب أن يكون التركيز على مهارات الرسم الأساسية وليس فقط على النتائج النهائية.
- شجع الطفل على المشاركة في عملية الرسم وسؤاله عن الأشكال والتفاصيل التي يراها.
- طرح الأسئلة يساعد في تفعيل ملاحظاته ورؤيته للأشياء بشكل مختلف.
- من المفيد استخدام أدوات متنوعة في كل مرة ليكتشف الطفل ما يُفضله وما هو سهل الاستخدام.
- عزز قيمة الاحتفاظ برسوماته وجعله يشعر بالسرور من إنجازاته.
الأطفال من 9 إلى 11 سنة
- مع تقدم العمر، تتطور مهارات الطفل بما في ذلك فهم الزوايا والعلاقات المكانية للأشكال.
- يمكن طرح أسئلة لتعزيز التفكير، مثل: هل توجد أشكال مشابهة؟ وأين يمكن وضع هذا الشكل؟
- شجع على تنويع الأحجام والأشكال لتعزيز فهمه وتمييز الأنواع المختلفة.
- في هذه السن، يبدأ الطفل في تقدير الشكل النهائي للرسم، لذا يجب التأكيد على أن الممارسة هي المفتاح للتحسين.
- اطلاعه على رسومات لأطفال آخرين يساهم في توسيع مداركه وخروجه عن النمط المعتاد.
تأثير الرسم على الأطفال
يساهم الرسم، إلى جانب المهارات الأخرى، في نمو الطفل بفاعلية، إذ يعمل الرسم على توفير متعة إيجابية ويعزز قدرة الابتكار لديه. كما يُمكنه الجمع بين الرسم والعديد من الأنشطة الأخرى، مما يعزز من فهمه لذاته وطرق التعبير عنها. يعتبر الفن أيضًا وسيلة لتوسيع دوافع الخيال والتصورات لدى الطفل. من المهم أن يتعلم الطفل أن المهارات الفنية تساهم بشكل إيجابي في تطوير مهارات حياتية أخرى، كملاحظته الدقيقة وتنسيق الحركات، إضافةً إلى تحسين المهارات الحركية. كما يساعد الفن الطفل على تشكيل رؤية جديدة عن ذاته وعن الأشياء المحيطة به، وعندما يُستخدم الرسم كوسيلة لتفريغ التوتر والمشاعر السلبية، فإنه يسهم في بناء ثقته بنفسه.
أمور يجب على الآباء تجنبها أثناء تعليم الأطفال الرسم
قد يؤدي انتقاد الآباء لرسومات الطفل إلى شعوره بالإحباط، مما قد يجعله ينفر من الفن. من الأفضل عدم وضع نمط معين للطفل بحيث يتوجب عليه اتباعه، حيث أن هذا قد يعيق إبداعه. يجدر بالذكر أن استخدام أسلوب طرح الأسئلة بدلاً من تقديم ملاحظات مباشرة يشجع على ظهور أفكار جديدة. في النهاية، يجب أن نتذكر أن الرسم هو وسيلة تعبير للطفل، ولا يعني الفشل في منح العمل الفني الدقة المطلوبة نهاية المطاف، بل توجد العديد من المهارات الأخرى التي قد تترك تأثيرًا جميلًا في حياة الطفل.