لحم العجل
تعتبر اللحوم من المكونات الغذائية الأساسية التي يعتمد عليها الإنسان في نظامه الغذائي منذ العصور القديمة. فقد بدأ الإنسان باصطياد الحيوانات للحصول على لحمها، ثم انتقل إلى استئناس هذه الحيوانات وتربيتها بهدف الاستفادة منها كمصدر للحليب واللحوم، إضافة إلى استخدام جلودها وصوفها في صناعة الملابس. تُعرف اللحوم بأنها الأنسجة العضلية للحيوانات، ويمكن تقسيمها إلى نوعين رئيسيين: اللحوم الحمراء، مثل لحم الأغنام والماعز والأبقار والجمال، واللحوم البيضاء، مثل لحم الأسماك والدجاج والبط وغيرها. يعد لحم العجل (بالإنجليزية: Veal) مختلفاً عن اللحم البقري (بالإنجليزية: Beef)؛ حيث يُستخرج هذا اللحم من صغار ذكور الأبقار التي تتراوح أعمارها عادةً بين أسبوعين وعشرين أسبوعاً. بينما تحتوي كلا النوعين من اللحوم على كميات متقاربة من البروتين، إلا أن لحم العجل يحتوي على نسب أعلى من الدهون المشبعة وغير المشبعة والسعرات الحرارية مقارنةً بنفس الوزن من اللحم البقري. رغم رواج مزارع تسمين العجول في مختلف أنحاء العالم، تركز هذه المقالة على مزارع تسمين العجول في المملكة المغربية.
مشاريع تسمين العجول في المغرب
شهد العقدان الماضيان انتشاراً كبيراً لمزارع تسمين وتربية العجول في المغرب، وذلك نظراً لأهمية اللحم البقري، حيث يُمثل إنتاج اللحم البقري نحو نصف إجمالي إنتاج اللحوم الحمراء في البلاد. ويشكل لحم العجل نحو 45% من إجمالي إنتاج لحوم الأبقار. تعتبر مشاريع تربية وتسمين العجول من المشاريع الاقتصادية المربحة، وللحصول على نتائج أفضل، يجب على المزارع التعرف على شروط تربية العجول والمعلومات الأساسية الواجب معرفتها قبل البدء في المشروع.
متطلبات المشروع
تتضمن متطلبات نجاح مشروع تسمين العجول ما يلي:
- الإلمام التام بطرق تسمين العجول المختلفة.
- توافر طلب على لحم العجل في السوق المحلية بدون الحاجة للبحث عن أسواق بعيدة.
- وجود أعلاف ذات تكلفة منخفضة.
- توافر أيدٍ عاملة ذات خبرة.
اختيار السلالات المناسبة للتسمين
لنجاح مشروع تسمين العجول من الضروري اختيار عجول تنحدر من سلالات معروفة بإنتاجها العالي من اللحوم، سواء كانت سلالات محلية أو مستوردة، أو هجينة (عجول مستوردة مع أبقار محلية). من أهم السلالات المحلية في المغرب:
- سلالة الأطلس: تتواجد في المغرب والجزائر وتونس، وهي منتشرة في المناطق الجبلية، وتُعتقد أنها موجودة منذ عصر الرومان. تتميز بلون وسطي بين الأحمر والأسود بوجود رأس أسود ونهاية سوداء للقرون. يصل وزن الذكور إلى 500 كيلوغرام والإناث إلى 300 كيلوغرام.
- سلالة والماس زعير: تنتشر في منطقة زعير وزمور ومريرت، ويتميز ذكورها بلون نحاسي قاتم بينما إناثها بلون نحاسي فاتح. يزن الذكور من 450 إلى 500 كيلوغرام والإناث من 300 إلى 325 كيلوغرام.
- سلالة مكناس: تتواجد في مكناس وفاس، وتُربى لإنتاج الحليب. تتميز بلونها الأسود وأجزاءها البيضاء، ويصل وزن الذكور إلى 500 كيلوغرام.
- سلالة تيديلي: أحدث السلالات المحلية، تركز على إنتاج الحليب وتتواجد في عدة مناطق مثل تازناخت. تشترك في بعض الخصائص مع سلالة الأطلس ولكن تختلف في بعض الصفات الجسدية.
حظيرة تسمين العجول
يجب أن تتوفر في حظيرة تسمين العجول الشروط التالية:
- نوافذ كافية لضمان التهوية الجيدة دون تعريض العجول للتيارات الهوائية القوية.
- فرش الأرضية بكمية كافية من التبن الجاف، أو توفير أرضية صلبة.
- المساحة الكافية للعجول مع تجنب الازدحام، بحيث لا يتم وضع أكثر من عشرين حيوانًا في مبنى واحد.
- التنظيف والتطهير الدائم للحظيرة، مع استخدام مبيدات الحشرات إن أمكن.
العناية الصحية
بعد شراء العجول، يجب على المربين اتباع مجموعة من التدابير الوقائية، مثل:
- تطعيم العجول ضد التسممات الداخلية مع تكرار الجرعة بعد 21 يوماً.
- تطهير العجول من الطفيليات الداخلية والخارجية باستخدام دواء “الإيفيرمكتين”.
- علاج العجول المصابة بمرض فراشة الكبد الذي ينتشر في المناطق الرطبة.
- تزويد العجول بمكملات غذائية لدعمها في استهلاك العلف الجديد.
تغذية العجول
لتحقيق زيادة وزن سريعة للعجول، يجب على المزارع أن يوفر لها تغذية متوازنة تحتوي على الطاقة والبروتينات والمعادن والفيتامينات والماء. يمكن تقديم الأنواع التالية من الأعلاف:
- الأعلاف الخشنة: تُعرف في المغرب بالفوراج، ويجب اختيار الأنواع الجيدة منها مثل تبن الحصاد والبرسيم.
- الأعلاف المركزة: تقسّم إلى نوعين، الأعلاف الغنية بالبروتين مثل: الفول والصويا، والأعلاف الغنية بالطاقة مثل: الشعير والذرة. يجب على المزارع أن يوزع الأعلاف المركزة بناءً على وزن العجول، بحيث تكون العجول الأصغر بحاجة أكبر إلى البروتينات.