الشعر العربي
يُعرف العرب منذ العصور القديمة بشغفهم بالشعر، الذي يُعرف بأنه فن التعبير اللفظي المُوزن. يُقسم الشعر إلى عدة أصناف بناءً على الغرض من تأليفه، ومن بين هذه الأصناف نجد الشعر العمودي، والشعر الغنائي، والشعر النبطي. كما يتم تصنيفه أيضاً وفقاً لمكان نشأته، مثل الشعر الأندلسي والشعر الشعبي العراقي وغيرها.
الشعر الغنائي
يشير الشعر الغنائي، المعروف أيضاً بالشعر الوجداني، إلى الأعمال الشعرية التي ترتبط بمشاعر الإنسان وأحاسيسه، مثل الفرح، والحزن، والحب، والكره. يُستخدم هذا النوع من الشعر غالباً في الأغاني، حيث يتم تأليفه ليتماشى مع إيقاع آلة موسيقية معينة. ساهم هذا اللون الأدبي في استثمار الطاقات الفنية في موضوعات مثل الوصف، والحماسة، والمدح، والرثاء، والهجاء، والفخر، والحكمة. وقد كانت المواضيع الشعرية الغنائية في العصور السابقة تركز بصورة رئيسية على التقلبات التي يعيشها الإنسان، بينما جاء التطور الحضاري ليؤثر على اتجاه الشعر الغنائي نحو التعبير عن وجدان الأمة وأثرها القومي، واحتفى بتسليط الضوء على مسيرة الإنسان نحو التقدم والرخاء.
أصناف الشعر الغنائي
- الترنيمة: يتمحور هذا النوع من الشعر حول التمجيد والثناء، حيث غالباً ما تُستخدم الترانيم للإشادة بالله تعالى، بينما تترنم القلة منها ببلد أو شخصية قومية، وعادة ما تركز الترانيم على الجوانب الدينية.
- المرثية: تتناول قصائد الرثاء وصف مناقب المتوفى والتعبير عن الشجن لفقدانه، وترتبط بوصف عزيز غادر الحياة، وتُعتبر من الأغراض الشعرية المستقلة.
- الرعوية: يركز هذا النوع على الحياة الريفية والطبيعة.
خصائص الشعر الغنائي
- يسلط الضوء على الجانب العاطفي والوجداني بجانب الركز على الجوانب المادية.
- يتأثر بقوة من الشعر العربي التقليدي.
- يعد وسيلة فعالة للتعبير عن موضوعات الشعر الوجداني.
- يزخر التراث العربي بكم هائل من الشعر الغنائي الغني والراقي تحت عنوان “ديوان العرب”.
- ينصب تركيزه على المشاعر الإنسانية وتقلباتها.
- شهد تحولات من الغزل الفاحش إلى التعبير الأرقى عن الحب بطرق عذبة وفكرية.
عصور الشعر الغنائي
- العصر الجاهلي: بلغ الشعر الغنائي ذروته في هذا العصر، والذي يُعد العصر الذهبي لهذا الفن، حيث كانت المنافسة بين الشعراء في نظم قصائد غنائية ذات جودة عالية، وكان للشعراء في ذلك الوقت قيمة كبيرة تُعادل ألاف الجنود. ترك الشعر الغنائي أثراً فنياً عميقاً في نفوس الناس، ومن أبرز شعراء هذا العصر: عدي بن ربيعة التغلبي، والخنساء بنت عمرو، وقس بن ساعدة.
- العصر الإسلامي: شهد تراجعًا في الشعر الغنائي مع ظهور الإسلام، حيث زاد الاهتمام بفن الخطابة كوسيلة للتأثير في الجمهور وإثارة العواطف. ومع ذلك، حافظ الشعر الغنائي على أهميته وارتفعت قيمته إلى جانب فن الخطابة، ومن أبرز شعراء هذا العصر: حطان بن المعلي، ومتمم بن نويرة.
- العصر الأموي: استمر الشعر الغنائي في الاحتفاظ بقيمته في العصر الأموي، إلا أنه بدأ يضيق شيئًا فشيئًا نتيجة الضغوط المُمارسة من بعض القبائل. يُعتبر جميل بثينة من أبرز الشعراء في هذا العصر.
- العصر الحديث: شهد الشعر الغنائي تغييرات طفيفة تشمل أشكاله وألوانه، ولكنه حافظ على قيمة وعمق في التعبير. ومن أبرز شعراء هذا العصر: أبو القاسم الشابي، والأخطل الصغير، وبدر شاكر السياب، وأحمد شوقي، وإيليا أبو ماضي.