صحابة رسول الله
تميز جيل صحابة الرسول – عليه الصلاة والسلام – بأنه كان أبرز الأجيال على الإطلاق، وقد نالوا هذه المكانة العظيمة والشرف الرفيع بفضل المواقف التي اتخذوها في خدمة الدين والدفاع عنه. كما شكلت المرحلة الأولى من التاريخ الإسلامي فترة هامة في ولادة الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة، بعد معاناة وصراع عانى منه المسلمون على يد كفار قريش، حتى أنعم الله بالتيسير لهذا الدين.
من بين صحابة رسول الله، تميز أحدهم وهو الصحابي الجليل أنس بن مالك – رضي الله عنه – كأحد كبار الصحابة الذين تجذّرت في قلوبهم محبة النبي والإسلام، ليصبح همهم الأكبر هو تبليغ دين الله. لذا، يأتي هذا المقال ليتناول حياة الصحابي أنس بن مالك، وأهم محطات حياته، وبعض جوانب سيرته العطرة.
أنس بن مالك
ولادة أنس بن مالك ونشأته
وُلد أنس بن مالك في المدينة المنورة في السنة العاشرة قبل الهجرة النبوية، وكان والده مالك بن النضر من بني الخزرج، في حين كانت والدته أم سليم بنت ملحان قد اعتنقت الإسلام مع ابنها. ورغم إيمان أم سليم، إلا أن والد أنس لم يقتنع بالدعوة ورحل إلى الشام حيث توفي مشركًا.
لاحقًا، تزوجت أم سليم من أبي طلحة الأنصاري، وكان من ضمن إخوة أنس – رضي الله عنه – البراء بن مالك وزيد بن مالك – رضي الله عنهما -، وله أخ من جهة الأم يُدعى أبو عمير، الذي كان النبي الكريم يتودد له عندما كان طفلاً صغيرًا.
علاقة أنس بن مالك بالنبي الكريم
كانت العلاقة بين أنس بن مالك والنبي – عليه الصلاة والسلام – قوية جدًا، حيث لازم النبي بشكل مستمر منذ قدومه إلى المدينة المنورة مهاجرًا. وكان أنس – رضي الله عنه – في العاشرة من عمره حين أحضرته والدته (أم سليم) للرسول, لتعرض عليه أن يكون أنس خادمًا وكاتبًا بين يديه.
لقد أحب أنس النبي حبًا شديدًا، ووصف تعامله اللطيف معه، حيث إنه لم يعنفه يومًا أو يسبه، بل كان يتعامل معه برفق، ولم يجبره على القيام بأي من أمور الدنيا، ولم ينهه عن شيء. وقد وصف أنس النبي – عليه الصلاة والسلام – في حديثه، مشيرًا إلى أنه لم يشعر بيد ألين من يد رسول الله، ولم يستنشق رائحة أجمل وأطيب من رائحة النبي الكريم.
وفاة أنس بن مالك
دعا النبي – عليه الصلاة والسلام – للصّحابي الجليل أنس بن مالك بأن يكثر الله له ماله وولده، وقد استجاب الله لدعاء نبيه، إذ رزق أنس العديد من الأبناء والأحفاد. وعاش أنس – رضي الله عنه – طويلاً حتى كان آخر من توفي من صحابة رسول الله، وذلك في السنة الثالثة والتسعين للهجرة، رضي الله عنه وأرضاه.