الزكاة
تعتبر الزكاة الركن الثالث من أركان الإسلام، يليها الشهادتان والصلاة. فقد جاء في صحيح الإمام البخاري عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (بُنِيَ الإسلام على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلا اللَّه وأنَّ محمدًا رسول اللَّه، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان). إن الزكاة فرض يُلزم الله -تعالى- الأغنياء بإخراجها من أموالهم لفائدة المحتاجين، وتُحسب وفقًا لطريقة معينة وشروط محددة تُحدد الحد الذي يجب فيه إخراج الزكاة.
تعريف الزكاة للأطفال
فيما يلي توضيح لمعنى الزكاة من الناحيتين اللغوية والشرعية:
- الزكاة لغةً: تشير الزكاة في اللغة إلى معانٍ متعددة، مثل النمو، الزيادة، الطهارة، البركة، الصلاح، والمدح.
- الزكاة اصطلاحًا: هي عبادة يتم من خلالها دفع جزء من المال عندما يصل إلى حد معين، وذلك دون أن ينقص من هذا الحد شيئًا على مدى سنة كاملة، أي عند بلوغ المال النصاب.
فضائل الزكاة
تترتب على أداء الزكاة العديد من الفضائل والثواب، ومنها:
- إن الزكاة ذُكرت مع الصلاة في عدة آيات قرآنية، مما يدل على مكانتها وأهميتها. ومن الآيات التي تعكس هذا المعنى قول الله -تعالى-: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّـهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
- تُعتبر علامةً على تقوى العبد وخشيته لله -تعالى- في السر والعلن، كما تُعد سببًا لدخول الجنة والتمتع بما فيها من نعيم خالد. قال الله -تعالى-: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)، وقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (خمسٌ مَن جاءَ بهن مع إيمانٍ دَخَلَ الجنةَ: مَن حافَظَ على الصلواتِ الخمسِ، وصامَ رمضانَ، وحجَّ البيتَ إن استطاع إليه سبيلاً، وأعطى الزكاة طيِّبةً بها نفسُه).
- الزكاة تُعطي مرتبة الصديقين والشهداء، وتجعل المُتصدق يستحق الأجر كأجرهم. يُستشهد برواية عمرو بن مرّة الجُهنيّ -رضي الله عنه- حيث جاء رجلٌ من قضاعة إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وقال: “يا رسول الله، أرأيت إن شهدتُ أن لا إله إلا الله وأنّك رسول الله، وصَلَّيْتُ الصلواتِ الخمسَ وصُمْتُ الشهرَ، وآتيتُ الزكاةَ”. فقال النبي: “مَن مات على هذا كان من الصِّدِّيقين والشُّهداء”.
- تُعد علامة على صدق الإيمان ووجوده في القلب. حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ثلاثٌ من فعلَهنَّ فقد طعمَ طعمَ الإيمانِ: من عبدَ اللَّهَ وحدَهُ وأعطى زَكاةَ مالِهِ طيِّبةً بها نفسُهُ، فهو رافدٌ عليه كل عامٍ ولا يعطي الهَرِمَةَ أو الدَرِنَةَ أو المريضةَ ولكن من وسطِ أموالِكم، فإنّ اللَّهَ لم يسألْكم خَيْرَهُ ولم يأمرْكم بشرِّهِ).