تضخيم الغدد اللمفاوية
تُعرف الغدد اللمفاوية بأنّها تراكيب ناعمة وصغيرة الحجم ذات شكل كروي أو بيضاوي، موزعة في مختلف أنحاء الجسم. تُعتبر الغدد اللمفاوية جزءًا أساسيًا من الجهاز المناعي، حيث تلعب دورًا حيويًا في محاربة العدوى. تقوم هذه الغدد بتصفية المواد الضارة من السائل اللمفاوي والتخلص منها بفضل احتوائها على أنواع محددة من خلايا المناعة. بالرغم من تواجد الغدد اللمفاوية في كافة أجزاء الجسم، إلا أنها غالبًا ما تكون غير مرئية وغير قابلة للإحساس عند اللمس. ومع ذلك، يمكن أن تصبح محسوسة عند تضخيمها أو تورمها بسبب عدة عوامل.
قد يصاحب تضخم الغدد اللمفاوية شعور بالألم في بعض الأحيان، خاصة عند لمسها أو القيام بحركات معينة. على سبيل المثال، قد يشعر الشخص بألم عند الانحناء أو المشي إذا كانت الغدد في منطقة الفخذ مصابة بالانتفاخ، وفي حالة تورم الغدد في جوانب الرقبة أو أسفل الفك، قد يتسبب ذلك في الألم أثناء مضغ الطعام أو تحريك الرأس. في بعض الحالات، قد لا يشعر الشخص بأي ألم رغم تضخم الغدد، وقد يصاحبه أحيانًا أعراض إضافية مثل الحمى، القشعريرة، التعب، التعرق الغزير، السعال، وسيلان الأنف.
أسباب تضخم الغدد اللمفاوية
يمكن أن يحدث تضخم الغدد اللمفاوية في منطقة معينة، ويُطلق عليه حينها تضخم العقد اللمفاوية الموضعية. أما إذا حدث في عدة أماكن من الجسم، يسمى تضخم العقد اللمفاوية المعمم. توجد العديد من الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى تضخم الغدد اللمفاوية، منها:
- الإصابة بداء كاواساكي، وهو مرض نادر يتميز بالتهاب الأوعية الدموية.
- التفاعل المناعي الناتج عن أدوية معينة أو العلاج، والذي يعرف بداء المصل.
- الإصابة بداء الساركويد، المعروف بأنه مرض التهاب يؤثر على أجزاء مختلفة من الجسم.
- المعاناة من الذئبة الحمراء.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
- الإصابة بداء نيمان-بيك، وهو مرض جيني يؤثر على عمليات الأيض.
- الإصابة بداء غوشيه، وهو مرض جيني نادر.
- الإصابة بالسرطانات الدموية، مثل اللوكيميا ولمفوما هودجكين ولمفوما لاهودجكينية.
- المعاناة من تضخم العقد اللمفاوية ذو الأرومات المناعية الوعائية.
- الإصابة بعدوى، ومن أنواع العدوى التي قد تؤدي إلى تضخم الغدد اللمفاوية تشمل:
- الإنفلونزا.
- عدوى الجيوب الأنفية.
- عدوى الجلد.
- عدوى اللثة والأسنان.
- كثرة الوحيدات العدوائية.
- المكورة العنقودية.
- فيروس الحصبة الألمانية.
- فيروس نقص المناعة البشرية.
- داء لايم.
- المقوسة الغوندية.
- الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا مثل السيلان والزهري.
استشارة الطبيب عند تضخم الغدد اللمفاوية
عادةً ما تعود الغدد اللمفاوية إلى حجمها الطبيعي بعد زوال العدوى أو المرض. إلا أنه في بعض الحالات، يجب مراجعة الطبيب فوراً في حال حدوث تضخم، ويمكن توضيح بعض من هذه الحالات كما يلي:
- تغير لون المنطقة المحيطة بالغدة إلى الأحمر أو البنفسجي، أو شعورها بالحرارة، أو ظهور قيح بها.
- ظهور تضخم كبير في الغدد.
- استمرار تضخم الغدد لأكثر من 2-4 أسابيع في البالغين، وأكثر من خمسة أيام للأطفال.
- إحساس بصلابة الغدد المنتفخة وثباتها عند الضغط عليها.
- وجود حمى مستمرة.
- التعرق الليلي.
- فقدان الوزن بشكل مفاجئ.
- وجود انتفاخ في منطقة الفخذ أو الذراع.
- حدوث تضخم مفاجئ في الغدد اللمفاوية.
تشخيص تضخم الغدد اللمفاوية
يقوم الطبيب بتشخيص سبب تضخم الغدد اللمفاوية من خلال اتباع مجموعة من الإجراءات والطرق، ومنها:
- إجراء الفحص البدني، وملاحظة الأعراض التي يعاني منها المريض، وتاريخه الصحي.
- فحص الغدد اللمفاوية المتضخمة لتحديد مستوى الألم وحجم التضخم وتماسكه وموقعه.
- مراجعة الأدوية التي يتناولها المريض، حيث قد تكون بعض الأدوية، مثل فنيتويين، سبباً في التضخم.
- أخذ عوامل الخطورة المحتملة بعين الاعتبار، مثل استخدام الأدوية الوريدية والممارسات الجنسية وغيرها.
- عمل تحاليل الدم إذا كانت هناك إمكانية للإصابة بمرض معين.
- إجراء اختبارات التصوير لتقييم الغدد اللمفاوية والأجزاء الأخرى من الجسم، ومن هذه الاختبارات: الفحص بالأمواج فوق الصوتية، التصوير الطبقي المحوري، الأشعة السينية، والتصوير بالرنين المغناطيسي.
- أخذ خزعة من الغدة اللمفاوية باستخدام أداة شبيهة بالإبرة لجمع عينة من خلايا الغدة وفحصها في المختبر.
علاج تضخم الغدد اللمفاوية
توجد العديد من الخيارات العلاجية المتاحة لعلاج تضخم الغدد اللمفاوية، ومنها:
- العلاج الطبي، بما في ذلك:
- العلاج الإشعاعي أو الجراحي أو الكيميائي في حالة كون التضخم ناجمًا عن ورم خبيث.
- استخدام المضادات الحيوية أو مضادات الفيروسات في حالة كون التضخم ناتجًا عن عدوى.
- صرف محتوى الخراج في حالة وجود خراج.
- العلاج المنزلي، حيث يمكن اتباع عدة طرق منزلية لعلاج تضخم الغدد اللمفاوية، منها:
- شرب كميات كافية من السوائل مثل العصائر والماء.
- تناول مسكنات الألم مثل الأسيتامينوفين والإيبوبروفين.
- الحصول على قسط كافٍ من الراحة لتسهيل الشفاء.
- وضع كمادة دافئة ورطبة على المنطقة المصابة.