رقصة الدبكة
تُعتبر الدبكة واحدة من أقدم الرقصات الشعبية في منطقة بلاد الشام، حيث تتميز كل دولة من الدول بنمطها الفريد في أداء هذه الرقصة. يُظهر كل بلد جهوده في إبراز أصالتها، مُعبرًا عن معاني ثقافية واجتماعية وسياسية معقدة. يُمكن تلخيص الجانب السياسي في رفع علم الفخر، بينما يُعبر الجانب الاجتماعي عن أهمية الثقافة والتراث. تُمارس الدبكة في العديد من المناسبات الاجتماعية، وتعد تعبيرًا عن القدرات الفنية والمهارات الحركية. تشير كلمة الدبكة في اللغة العربية إلى “الضوضاء”، وهي رقصة مُرفقة بأنغام موسيقية، تعتمد على قرع الأقدام بالأرض من خلال حركات إيقاعية متناغمة.
كيفية تعلم الدبكة
تتضمن طريقة رقص الدبكة مجموعة من الخطوات الأساسية، وهي كما يلي:
- أولاً: يجب أن يتكاتف راقصو الدبكة في نصف دائرة، وينضمون الأيادي معًا.
- ثانياً: يبدأ الرقص الجماعي عند انطلاق أنغام الأغاني الفلكلورية.
- ثالثاً: يقوم شخص يُعرف باللويح بقيادة الرقصة، ويتميز بقدرته على تحريك المنديل أو المسبحة، وهو راقص مُحنك يتمتع بحضور قوي وحركات استعراضية لرفع الحماس بين المشاركين، وقد يغير اللويح مكانه ليوجه التعليمات لأعضاء المجموعة.
- رابعاً: تبدأ الرقصة حالما يعطي اللويح إشارة البدء.
- خامساً: يقوم الراقصون بتحريك أرجلهم وضرب الأرض، مما يعكس مشاعرهم القوية، ويعبّر عن الفخر والكرامة.
أنواع الدبكة
الدبكة الفلسطينية
تتميز الدبكة الفلسطينية بتنوعها، وتتضمن الأنواع التالية:
- الكرادية: تتميز بإيقاع وحركات سريعة، مما يتطلب من الراقصين لياقة بدنية جيدة وتناسق بينهم، كما تُعرف أيضاً باسم الطيارة.
- دبكة الدلعونا: تعتبر من الأغاني المتوسطة الإيقاع، وقد تم تطوير أسلوبها دون تغيير جذري في النمط.
- دبكة زريف الطول: تستعمل بشكل واسع في الأعراس والمناسبات، حيث تحتوي على الكثير من المدح في الفتيات والشباب.
- دبكة الدحية: تتميز بحركات خاصة تُدعى التسحيجات، وهي خاصة بالأفراد من البدو.
- الدبكة الشمالي: تتسم بإيقاعها المتوسط، وهي الأكثر شيوعًا في فلسطين، حيث يقف الراقصون في صفّ مستقيم وينفذون حركات مشتركة مع الدوران تحت أنغام الآلات النفخية.
- دبكة الدحرجة: هذه الرقصة مخصصة للنساء، حيث يقومن بالرقص على أنغام الغناء دون استخدام آلات موسيقية، ويشكلن صفين متقابلين مع تشابك الأيادي والتحرك في اتجاه واحد.
- دبكة التغريبة: تتطلب جهدًا كبيرًا بفضل حركتها الدورانية، إذ تُقسم المجموعة إلى قسمين، حيث يقوم كل قسم بإلقاء بيت شعري بشكل متناوب.
الدبكة الكردية
تتميز الدبكة الكردية بإيقاعاتها الفريدة والنغمات الراقصة، مما يضفي المتعة البصرية والجمالية على الفنون التراثية في إقليم كردستان العراق. تُمارَس في المناسبات التي تدل على الحنين إلى الماضي، ولكل منطقة في كردستان أسلوب خاص بها. تختلف الحركات في الدبكة الكردية من حيث عدد الخطوات وطريقة تشابك الأيادي والإيقاع. تتضمن الدبكة الكردية الأنواع التالية:
- دبكة الكرمانجية: تُرقص على إيقاع الهيوه الكردي.
- دبكة السورانية: تُرقص على إيقاع الرشبلك، وتُمارَس في الحفلات الصاخبة من قبل الرجال والنساء معًا.
- دبكة الفيلية: تختلف عن الأنواع الأخرى في الأداء والنوع الموسيقي.
- دبكة فقيانا: تُمارس باستخدام طبلة الحجرة، وتُعتبر نشاطًا تقليديًا بين الرجال بعد الامتحانات.
- دبكة بالبكان: تعتبر من الأنواع الأصعب التي تُتعلّم منذ الصغر، حيث يتحرك الراقصون بخطوات سريعة إلى الأمام دون العودة إلى الوراء.
- دبكة كولشيني: نوع حديث يتشارك فيه الرجال والنساء، حيث يتم تحريك الأيدي والإقدام بطريقة مميزة.
- دبكة ملاني: مخصصة للنساء، حيث يتم تحريك الأكتاف بشكل لافت.
الفرق بين الدبكة والرقص الغربي والشرقي
يُعتبر الرقص من الطقوس التعبيرية التي تعكس غياب الذهن عن الواقع، وتتميز الدبكة بكونها رقصة جماعية مع قواعد واضحة، حيث تُعبر عن روح الجماعة. على النقيض من الرقصات الغربية والشرقية، التي تركز على الرقص الفردي أو الثنائي، يُعزز الرقص الشعبي الثقة بالنفس ويشجع الأفراد على الانخراط الاجتماعي.