تعريف مفهوم المستوى النحوي في اللغة العربية

مفهوم المستوى النحوي

يُعدّ المستوى النحوي أحد أبرز مستويات تحليل اللغة، ويُعرف أيضاً بالمستوى التركيبي. تأتي أهمية هذا المستوى من أن بنية اللغة لا تعتمد فقط على تنظيم المفردات وفقاً لقواعد الصرف، مما يعني أن المستوى الصرفي بمفرده غير كافٍ لتحليل الظواهر اللغوية.

تحتل الكلمات في المستوى النحوي مواقع محددة تُعرف بالرتب، حيث يتم الإشارة إليها بواسطة علامات معينة تُعرف بعلامات الإعراب. وتدل هذه العلامات على طبيعة العلاقة الوظيفية والدلالية بين الكلمات ضمن التركيب اللغوي؛ لذا نجد أن النحو يركز بشكل أساسي على دراسة التراكيب والجمل، ويمكن اعتباره جوهر علم اللسانيات وعصبها الرئيسي.

التركيب اللغوي بين العلماء القدامى والمحدثين

يهتم المستوى النحوي بدراسة التراكيب اللغوية، وقد اتخذت هذه التراكيب أشكالاً مختلفة بين اللسانيين القدامى والمحدثين. في عصر القدماء، كان التركيب يعتمد عل الإسناد، وهو يعني العلاقة بين العناصر داخل جمل معينة ومدى انسجامها في معنى ذا دلالة ضمن إطار جملة واحدة.

بينما قدم اللسانيون المحدثون تعاريف مختلفة للتركيب، حيث افترض دي سوسير أن كل تركيب يجب أن يتضمن عنصرين لغويين يُعبران عن معنى محدد، ويتم الربط بينهما من خلال نوعين من العلاقات، وهما:

  • العلاقات الاستبدالية.
  • العلاقات الركنية.

يمكن أيضاً فحص نوع العلاقة التي تربط بين عناصر تركيب معين من خلال قرينتين: إما قرائن لفظية أو قرائن معنوية.

القرائن اللفظية والمعنوية

تستخدم اللغة مؤشرات تهدف إلى توضيح نوع العلاقة الوظيفية والدلالية بين الكلمات، وهذه المؤشرات تندرج تحت الفئات التالية:

القرائن اللفظية

تمثل القرائن اللفظية مجموعة من المؤشرات المرتبطة بالألفاظ، ومنها:

علامات الإعراب

تعتبر علاماتها مؤشراً مهماً، حيث أنه في كثير من الحالات نستغني عن الرتب لأسباب متعددة، مما يجعلنا نقدم الفاعل على المفعول به والخبر على المبتدأ مثلاً. تتدخل العلامات الإعرابية لتوضيح الوظيفة النحوية للكلمة؛ على سبيل المثال، في الجملة: “الفنانُ رسمَ اللوحةَ”، لا يمكن القول إن “اللوحة” فاعل على الرغم من أنها تأتي بعد الفعل، ولكن علامة الفتح جعلتها مفعولًا به.

حروف العطف

تحمل كل حرف من حروف العطف معاني خاصة، وبالتالي فهي تلعب دوراً في تحديد العلاقات بين المفردات ضمن التركيب، فمثلاً يُمكن أن تشير “الواو” إلى القسم أو الحال أو المعية، ويتحدد المعنى اعتماداً على السياق.

الصيغة

تشير الصيغة إلى البناء الصرفي للأفعال أو الأسماء أو الصفات، حيث يجب أن تكون أسماء الفاعل والمفعول أسماءً وليس أفعالًا، مثل: لا يمكن أن نجد اسم فاعل على صيغة “جاء” أو “ذهب”، ولا يُمكن أن يظهر فعل على صيغة “ذهاب” أو “مجيء”.

الرتبة

تنقسم الرتب إلى نوعين:

  • رتب محفوظة

مثل: تقديم الموصول على الصلة أو الموصوف على الوصف.

  • رتب غير محفوظة

مثل: تقديم المبتدأ على الخبر أو الفاعل على المفعول به.

هناك أيضاً قرائن أخرى، كالتربط والتضام والنغمة والأدوات المختلفة.

القرائن المعنوية

تشمل القرائن المعنوية مجموعة من المؤشرات التي تحمل نفس الوظيفة التي تحملها القرائن اللفظية، ومنها:

الإسناد

هو العلاقة القائمة بين العناصر في جملة واحدة، مثل العلاقة بين المبتدأ والخبر أو الفاعل والمفعول به.

التخصيص

ترتبط بمعنى الغائية أو الظرفية أو التعدية، كما يلي:

  • الغائية

مثل استخدام المفعول لأجله للتخصيص، كأن نقول: “ذهبت إلى الجامعة رغبةً في الفائدة”.

  • التعدية

مثل: “ضرب أحمد زيادًا”، حيث تم تخصيص الفعل بإسقاطه على زياد.

  • الظرفية

مثل: “صحوت إذ تطلع الشمس”، حيث يكون التخصيص هنا مبنيًا على الزمن أو المكان.

  • الإخراج

وهو ما يقصد به الاستثناء، أي إخراج المستثنى من الإسناد، كمثال: “نجح الطلاب إلا سعيدًا”، حيث تعود ناحية الفعل إلى جميع الطلاب ماعدا سعيد.

Scroll to Top