تعريف علم النفس السريري وأهميته

علم النفس العيادي

في ظل الظروف الحالية التي يواجهها الأفراد، تتزايد الضغوطات النفسية والاجتماعية، مما يجعل الحياة أكثر تعقيدًا وصعوبة. تشمل هذه التحديات الحروب والنزاعات النفسية والمادية، والعيش تحت وطأة التهديد والعنف. كذلك، يترافق تزايد مستويات الإنجاز والطموح مع منافسة شديدة بين الأفراد. ورغم أن العلم الحديث قد قدم العديد من وسائل الراحة والرفاهية، فإن هذه التطورات تبقى مركزة في الغالب على الجانب المادي. نتيجةً لذلك، يزداد احتمال ظهور مشكلات نفسية واجتماعية وروحية، مما يستدعي ضرورة خلق مجال يهتم بعلاج هذه القضايا وطرق الوقاية منها. لذا أصبحت الرعاية النفسية أمرًا ملحًا للحفاظ على تقدم المجتمع وازدهاره.

تعريف علم النفس العيادي

علم النفس العيادي (بالإنجليزية: Clinical Psychology) المعروف أيضًا بعلم النفس الإكلينيكي، يحمل تعريفات متباينة تبعًا لآراء وتوجهات العلماء. هذا العلم يُعتبر حديثًا حيث بدأ في الازدهار بشكل ملحوظ في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وزادت شعبيته نتيجة التطورات الكبيرة في المناهج البحثية والأساليب التشخيصية والعلاجية. يمكن تعريفه كما يلي:

  • هو فرع من علوم النفس العامة يركز على دراسة الأفراد الذين يعانون من الاضطرابات الشخصية ومحاولة تحسينها.
  • يهتم هذا الفرع بدراسة وتشخيص الاضطرابات النفسية البسيطة مثل العصابات وعيوب الكلام.
  • هو علم يركز على فهم السلوكيات غير التكيفية وقياسها وتحديد طرق علاجها والوقاية منها.
  • يعتمد علم النفس العيادي على المعرفة النفسية والتقنيات المتبعة لدعم الأفراد الذين يعانون من الاضطرابات السلوكية والعاطفية، وذلك لتحقيق التكيف والتوافق الذاتي، إلى جانب إجراء بحوث علمية مستمرة لتعزيز المعرفة.
  • يعد علم النفس العيادي جزءًا من العلوم النفسية التطبيقية ويتضمن سلسلة من الإجراءات التحليلية لسلوك الأفراد من خلال الملاحظة والقياس والتشخيص، مع تقديم مقترحات للعلاجات المناسبة لتسهيل التكيف النفسي.
  • هذا العلم يتخصص في دراسة الاضطرابات العقلية وتشخيصها وعلاجها، ويُوكل هذه المهام إلى المحترفين المدربين الحاصلين على المؤهلات الأكاديمية المناسبة، مما يُعطيهم المهارات الضرورية للتشخيص واختيار التقنيات العلاجية الفعالة وإجراء المقابلات الإكلينيكية اللازمة.

المنحى العام لتعريفات علم النفس العيادي

تتنوع الاتجاهات التي تعالج علم النفس العيادي تبعًا لوجهات نظر العلماء وتعريفاتهم، وقد تباينت الجوانب العامة التي تغطيها كل تعريف كما يلي:

  • المنحى الطبي: يؤكد العديد من العلماء أن مهام علم النفس العيادي، من التشخيص والعلاج، تتعلق بالأطباء وأخصائيي الأعصاب، ما يتطلب من الأخصائي النفسي العيادي أن يكون لديه خلفية طبية قوية وتجربة عملية واسعة.
  • المنحنى القياسي: يُعتبر القياس لملاحظة السلوك غير السوي أساسياً في عملية التشخيص. تجاهل هذا الجانب قد يؤدي إلى فشل في تحديد السلوكيات المتوقعة.
  • المنحنى الشذوذي: يركز على دراسة الأفراد ذوي السلوكيات غير السوية واستجاباتهم للقياسات المختلفة، بالإضافة إلى الأفراد ذوي القدرات العقلية المنخفضة.
  • المنحنى السلوكي: يتطلب هذا المنحنى تحليل الأنماط السلوكية المختلفة وفهم العوامل التي تؤدي إلى ظهورها، والتفاعل بينها لتحقيق التكيف المطلوب.
  • المنحنى التوافقي: تدعو جمعية علم النفس الأمريكية إلى تحديد وظيفة علم النفس العيادي كدراسة وعلاج الاضطرابات التوافقية التي قد تؤثر على الفرد في تفاعلاته مع نفسه ومع الآخرين.

أهداف علم النفس العيادي

يهدف علم النفس العيادي إلى تحقيق العديد من الأهداف، منها:

  • البحث المستمر عن أسس الصحة النفسية والتوجه لمساعدة الأفراد للوصول إليها.
  • الانتقال من أساليب العلاج الفردية إلى أساليب جماعية تهدف إلى الإرشاد الجمعي.
  • تعديل الاتجاهات السلوكية بشكل إيجابي بما يخدم مصلحة الفرد والمجتمع.
  • ربط المريض بواقعه وإعداد خطط علاجية تتناسب مع هذه المنظومة.
  • إبراز أهمية اختبارات القياس وأساليب العلاج العلمية التي تدعم العمليات العلاجية.
  • دراسة خصائص الأنماط السلوكية وتحليلها لفهم علاقتها بتاريخ الفرد الاجتماعي.

مواضيع علم النفس العيادي

يتمحور علم النفس العيادي حول عدد من المواضيع الهامة التي تتزايد بتزايد الأبحاث العلمية والتطبيقية، ومن أبرز هذه الموضوعات:

  • تطوير خطط علاجية تأهيلية للمرضى ذوي الاضطرابات الذهانية.
  • التوعية والوقاية من اضطرابات المزاج.
  • دور الأخصائي النفسي العيادي في تقليل الأعراض الجانبية للعلاجات التي يتلقاها المرضى النفسيون، مثل مضادات الاكتئاب.
  • دراسة وتشخيص وعلاج حالات فرط النشاط وتشتت الانتباه لدى البالغين.
  • بحث التزام المرضى النفسيين بخطط العلاج الدوائي واستمرارهم في تلك البرامج العلاجية.
Scroll to Top