شبه جزيرة القرم
تقع شبه جزيرة القرم على ساحل البحر الأسود، جنوب مدينة خيرسون الأوكرانية وغرب منطقة كوبان الروسية، وتغطي مساحة تقدر بـ 26,100 كيلومتر مربع. في عام 2014، بلغ عدد السكان 2,284,000 نسمة، وعاصمتها مدينة سيمفيروبول. يتحدث غالبية سكانها باللغتين الأوكرانية والروسية، كما تضم مجموعة متنوعة من المكونات العرقية تشمل الروس، الأوكرانيين، والتتار القرم. تعتبر شبه الجزيرة منطقة متنازع عليها بين روسيا وأوكرانيا، حيث تدعي كل من الدولتين أنها جزء من أراضيها. نتيجة للاضطرابات السياسية والاجتماعية التي شهدتها الجزيرة، تم إجراء استفتاء في عام 2014، حيث صوت أغلب سكانها لصالح الانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا، مما أدى إلى تصاعد التوترات السياسية على مستوى عالمي، حيث ادعى المعارضون أن الانتخابات لم تكن دستورية.
الجغرافيا الخاصة بشبه جزيرة القرم
تتموضع شبه جزيرة القرم في شمال البحر الأسود، وغرب بحر آزوف. وتكون الحدود البرية الوحيدة لشبه الجزيرة مع منطقة خيرسون الأوكرانية من جهة الشمال، حيث تشكلت تلك الحدود بشكل طبيعي عبر بحيرات ضحلة تُعرف باسم سيفاش أو البحر الفاسد. تحتوي شبه الجزيرة أيضاً على عدد من أشباه الجزر الصغيرة، مثل شبه جزيرة تارخانكوت وشبه جزيرة كيرتش. يتميز الساحل بكثير من الخلجان والمرافئ، بينما تُعتبر تضاريسها مسطحة نسبياً، حيث تتشكل معظمها من السهوب شبه القاحلة. تقع جبال القرم على طول الساحل الجنوبي الشرقي، ويتميز مناخ المنطقة بشكل عام بمناخ قاري معتدل في المناطق الداخلية، حيث يكون الطقس حاراً خلال الصيف وبارداً في الشتاء. ويمكن تقسيم شبه الجزيرة إلى ثلاث مناطق رئيسية:
- المنطقة الأولى: تشمل الجزء الشمالي والجزء الأوسط، وتشكل حوالي ثلاثة أرباع المساحة. تتكون من منحدرٍ عالٍ يمتد من الجنوب إلى الشمال، وتعتبر الزراعة مثل زراعة القمح الشتوي، الذرة، البطاطا، وعباد الشمس من الأنشطة الرئيسية في هذه المنطقة.
- المنطقة الثانية: تتمثل في شبه جزيرة كيرتش وتحتوي على تلال منخفضة غنية بخامات الحديد. أدى وجود البراكين الطينية والينابيع المعدنية إلى نشوء المنتجعات الصحية، مما جعلها وجهة جذابة للسياح المحليين والدوليين.
- المنطقة الثالثة: تشمل جبال الألب في الجنوب، حيث تتكون من ثلاث سلاسل جبلية تمتد موازية للساحل الجنوبي. تعرف هذه السلاسل بجبال القرم، وتضم غطاءً نباتياً متنوعاً من الأشجار مثل البلوط، الزان، النير، والقيقب، بالإضافة إلى بعض الأعشاب كالعنبر. كما تُزرع العديد من أنواع النباتات مثل السرو، اللوز، الآس، والنخيل، وغيرها من النباتات شبه الاستوائية.
اقتصاد شبه جزيرة القرم
يعتمد اقتصاد شبه جزيرة القرم بشكل رئيسي على الزراعة والسياحة. تعتبر مدينة يالطا وجهة سياحية بارزة على شاطئ البحر الأسود، كما أن المحاصيل الزراعية الأساسية في المنطقة تشمل الحبوب والخضراوات. بالإضافة إلى ذلك، يقوم السكان بتربية المواشي والدواجن والأغنام. تُعد شبه الجزيرة أيضاً موطناً للعديد من الموارد الطبيعية، مثل الملح، الرخام، الحجر الجيري، والحجر الصخري.