فقر الدم
فقر الدم يُعتبر من أكثر الأمراض الدموية انتشاراً على مستوى العالم، حيث يُقدّر عدد المصابين به في الولايات المتحدة الأمريكية بنحو ثلاثة ملايين شخص، بينما يصل العدد عالمياً إلى حوالي 1.6 مليار. تبلغ نسبة المصابين بفقر الدم عالمياً حوالي 25%. يُعتبر الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض. يُعرف فقر الدم بأنه حالة تتميز بنقص عدد خلايا الدم الحمراء الصحية في الجسم، الأمر الذي قد يحدث نتيجة لوجود مشكلة صحية تؤثر على قدرة الجسم في إنتاج هذه الخلايا، أو نتيجة لفقدانها أو تكسّرها بشكل يفوق الحد الطبيعي. تجدر الإشارة إلى أن هناك أكثر من 400 نوع من فقر الدم، كما أن هذا المرض لا يؤثر على البشر فقط، بل يشمل أيضاً الحيوانات مثل القطط والكلاب.
تشخيص فقر الدم
يعتمد الأطباء في تشخيص فقر الدم على دراسة التاريخ الصحي والعائلي للمريض، بالإضافة إلى الأعراض التي يُعاني منها، بما في ذلك الصداع وصعوبة التركيز وتسارع ضربات القلب. كما يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني ويجري بعض الفحوصات الضرورية. فيما يلي بعض هذه الفحوصات:
- العد الدموي الشامل: يُستخدم هذا الفحص لتحديد عدد خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية. يُركز الطبيب على عدد خلايا الدم الحمراء، وبشكل خاص على مستويات الهيموغلوبين (Hemoglobin) والهيماتوكريت (Hematocrit) حيث يُعبر الأخير عن مستوى خلايا الدم الحمراء في الدم. يُعتبر المعدل الطبيعي للهيموغلوبين لدى الرجال البالغين بين 14 و18 غرام/ديسليتر، بينما للنساء بين 14 و16 غرام/ديسليتر. أما مستوى الهيماتوكريت فيتراوح بين 40-52% للرجال و35-47% للنساء، مع الانتباه إلى وجود اختلافات بسيطة بين المختبرات.
- فحوصات لتحديد السبب: إذا تأكد الطبيب من وجود فقر دم لدى المريض، يجب القيام بمزيد من الفحوصات لتحديد السبب الكامن وراء ذلك ومعرفة إذا كان هناك حالات صحية خطيرة تسبب الإصابة بفقر الدم. من بين هذه الفحوصات:
- الاختبار الكهربائي للهيموغلوبين (Hemoglobin Electrophoresis).
- عدد الخلايا الشبكية (Reticulocyte count) لتحديد ما إذا كان نخاع العظم يقوم بإنتاج خلايا الدم الحمراء بشكل كاف.
- مستويات الحديد والفيريتين (Ferritin) لتقييم كمية الحديد في الجسم.
- شريحة الدم (Peripheral blood smear) لفحص شكل خلايا الدم الحمراء والكشف عن أي تشوهات.
- اختبار الهشاشة التناضحية (Osmotic fragility test) لتقييم ما إذا كانت خلايا الدم الحمراء قد أصبحت أكثر هشاشة.
- التنظير للكشف عن النزيف الداخلي، وخاصة في الجزء العلوي من الجهاز الهضمي، وكذلك مشاكل القولون.
- تصوير الصدر بالأشعة السينية (Chest X-Rays) لاستبعاد وجود عدوى.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound) للكشف عن المشاكل الداخلية مثل تضخم الطحال (Enlarged Spleen) والورم العضلي الأملس الرحمي (Uterine Fibroids).
- التصوير المقطعي (CT scan) عندما يشتبه في وجود نزيف داخلي ولا يمكن إجراء التنظير.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للكشف عن مشكلات في العظام ونخاع العظم، وكذلك تفتيش حالات فرط الحديد.
أسباب فقر الدم
تتعدد الأسباب والعوامل الصحية التي قد تؤدي إلى الإصابة بفقر الدم، ومن أهمها:
- النزيف: قد يتسبب فقدان كميات كبيرة من الدم، مثلما يحدث في حالات غزارة الدورة الشهرية أو سرطان القولون، بالإضافة إلى النزيف الداخلي والجروح بمختلف أنواعها.
- نقص الحديد: يعتمد إنتاج خلايا الدم الحمراء على وجود كميات كافية من الحديد، حيث يُعتبر الحديد مكونًا أساسيًا للهيموجلوبين. لذا، فإن نقص الحديد بسبب قلة تناوله في الغذاء أو النزيف المزمن قد يؤدي إلى فقر الدم الناجم عن نقص الحديد (Iron Deficiency Anemia).
- أمراض الكلى: تقوم الكلى بإفراز هرمون يساهم في إنتاج خلايا الدم الحمراء، وإذا تعرضت الكلى لأمراض مزمنة مثل فشل الكلى، فإن ذلك يؤدي إلى نقص إنتاج هذا الهرمون مما يعزز حدوث فقر الدم.
- سوء التغذية: بالإضافة إلى الحديد، يحتاج نخاع العظم إلى فيتامين ب12 وحمض الفوليك (Folic Acid) لتصنيع الهيموجلوبين. لذا، قد يتسبب الغذاء الذي ينقص هذه العناصر في فقر الدم.