تعريف الشاعر الجاهلي جميل بن معمر وأهم إنجازاته

جميل بن معمر

يُعتبر جميل بن عبد الله بن معمر شاعراً متميزاً في براعته التعبيرية عن الحب، حيث عُرف بشغفه الكبير لبثينة حتى أُطلق عليه لقب جميل بثينة. وُلِد في منطقة وادي القرى الواقعة بالقرب من المدينة المنورة في الحجاز، وينتمي إلى قبيلة قضاعة التي استقرت في هذه المنطقة التاريخية. تُعرف هذه القبيلة بلقب بني عذرة، الذي يشير إلى نمط الحب العذري المعروف بصفاءه ونقائه. نشأ جميل في بيئة حجازية تتمتع بمكانة اجتماعية رفيعة، حيث تميز بحسن مظهره وأناقة ملابسه وطول قامته، بالإضافة إلى عرض منكبيه.

قصة حب جميل بن معمر لبثينة

يعتقد كثير من الناس أن الحب غالباً ما يتبع خيبات أمل، وهذا ما وقع بين جميل وبثينة. إذ نشأ الخلاف بينهما خلال أول لقاء لهما في وادٍ يُعرف ببغيض، حيث كانت بثينة تبحث عن الماء وحدث أن ضربت ناقة صغيرة كانت مملوكة لجميل، مما أدى إلى نشوب النزاع بينهما. عقب هذه الحادثة، تطورت مشاعر الحب بينهما حتى قرر جميل التوجه إلى أهل بثينة لخطبتها، لكنهم رفضوا طلبه بسبب ذكره لها بشكل صريح في شعره، حيث أشار إلى تفاصيل لقائهما الأول بقوله:

وأوّلُ ما قادَ المودّةَ بيننا

بوادِ بغيضٍ يا بثينُ سبابُ

فقلنا لها قولاً، فجاءت بمثلِه،

لكلِّ كلامٍ يا بثينُ جوابُ

شعر جميل بن معمر

تضمنت أعمال جميل بن معمر الشعرية تنوعاً في الأغراض، بما في ذلك الفخر والهجاء، إلا أن ديوانه يُعتبر غنيًا بقصائد الغزل التي تعبر عن مشاعره وأحاسيسه. تميل قصائده إلى الاختلاف من حيث الطول، حيث تتسم لغته الشعرية بسلاسة الألفاظ ونعومة التراكيب، مبتعداً عن التعقيد والتصنع.

من الجدير بالذكر أن جميل بثينة كان له مكانة مرموقة في مجال الشعر العذري، حيث اعتُبر رمزًا له، وقد أوضح ابن سلام الجمحي (مؤلف كتاب الطبقات) تقديره لشعريته من خلال تقديمه على غيره من الشعراء الغزليين، معتقداً في إخلاصه ووفائه وصدق حبه. كما اعتبره عبد الرحمن بن حسان بن ثابت من أبرز شعراء الجاهلية والإسلام.

Scroll to Top