تعريف مرض السكري وأسبابه وأنواعه

تعريف مرض السكري

يُعتبر مرض السكري (Diabetes) أحد الأمراض المزمنة الشائعة في عصرنا الحديث، والذي ينجم عن عدم القدرة الكافية للبنكرياس في إنتاج الإنسولين اللازم لضبط مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع تلك المستويات. ووفقًا لأحدث الإحصائيات، يُعاني حوالي 537 مليون شخص حول العالم من هذا المرض.

ما هي أعراض مرض السكري؟

يتسبب مرض السكري في ظهور مجموعة من الأعراض الشائعة، أبرزها:

  • الشعور بالعطش والجوع المفرط.
  • الحاجة المتكررة للتبول.
  • الإحساس بالتعب والإرهاق العام.
  • فقدان الوزن غير المبرر (في حالة السكري من النوع الأول) أو زيادة الوزن بشكل تدريجي (في حالة السكري من النوع الثاني).
  • بطء شفاء الجروح.
  • حكة جلدية أو الالتهابات الجلدية.
  • تداخل في الرؤية (ضبابية).

أنواع مرض السكري

يوجد ثلاثة أنواع رئيسية من مرض السكري، كما يلي:

  • السكري من النوع الأول:

يصيب هذا النوع حوالي 5-10% من الأشخاص المصابين بداء السكري، وغالباً ما تتفاقم أعراضه بسرعة. يُشخص بشكل شائع بين الأطفال والمراهقين والشباب.

  • السكري من النوع الثاني:

يمثل هذا النوع حوالي 90-95% من حالات السكري، حيث تتطور أعراضه بشكل تدريجي على مدى عدة سنوات ويُشخص غالبًا لدى البالغين.

  • سكري الحمل:

يظهر هذا النوع في النساء الحوامل خلال فترة الحمل ويختفي عادةً بعد الولادة.

أسباب وعوامل خطر الإصابة بالسكري

تتباين عوامل الخطر وأسباب الإصابة بالسكري وفقًا لنوعه، وتوضح النقاط التالية ذلك:

  • السكري من النوع الأول:

ينشأ هذا النوع نتيجة استجابة مناعية مفرطة، حيث يكتشف الجهاز المناعي خلايا بيتا (المسؤولة عن إنتاج الإنسولين بالبنكرياس) كخلايا غير طبيعية، ويبدأ بمهاجمتها وتدميرها، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر. ومن الفئات الأكثر عرضة للإصابة به:

  • وجود تاريخ عائلي بالإصابة بالسكري من النوع الأول.
  • الفئة العمرية، حيث يُعتبر هذا النوع أكثر شيوعاً لدى الأطفال والشباب.
  • العرق، إذ أن الأشخاص من أصل أوروبي أكثر عرضة للإصابة مقارنة مع الأقليات الأخرى.
  • السكري من النوع الثاني:

يحدث هذا النوع عندما تصبح الخلايا غير حساسة للإنسولين، مما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم. ومن الفئات الأكثر عرضة لهذا النوع:

  • الأفراد الذين يعانون من مقدمات السكري.
  • الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن.
  • الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 45 عامًا.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسكري من النوع الثاني.
  • الأفراد ذوي النشاط البدني المحدود (أقل من ثلاث مرات أسبوعياً).
  • النساء اللواتي عانوا من سكري الحمل أو اللواتي ولدن أطفالًا وزنه أكبر من 4 كجم.
  • المصابون بأمراض الكبد، مثل الكبد الدهني غير الكحولي.
  • سكري الحمل:

ينجم هذا النوع عن تغيرات هرمونية تحدث أثناء الحمل، حيث تنتج المشيمة هرمونات تقلل من حساسيات خلايا الجسم للإنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم. ومن الفئات المعرضة لذلك:

  • وجود تاريخ مرضي بسكري الحمل في حمل سابق.
  • ولادة طفل بوزن يزيد عن 4 كجم.
  • النساء اللواتي يعانين من زيادة الوزن.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسكري من النوع الثاني.
  • النساء فوق 25 سنة من العمر.
  • المصابات باضطرابات هرمونية مثل متلازمة تكيس المبايض.

طرق تشخيص مرض السكري

تتواجد عدة أساليب وفحوصات يمكن للطبيب الاستفادة منها لتشخيص مرض السكري، كالتالي:

  • تحليل سكر الصائم:

يعمل هذا التحليل على قياس مستوى السكر في الدم بعد فترة صيام تمتد لثماني ساعات. إذا كانت النتائج تفوق 126 ملغ/ديسلتر، فقد يشير ذلك إلى احتمال الإصابة بالسكري.

  • تحليل السكر التراكمي:

يعكس هذا التحليل مستويات السكر في الدم على مدى ثلاثة أشهر، وتدل النتائج التي تتجاوز 6.5% على احتمال الإصابة بداء السكري.

  • تحليل السكر العشوائي:

يقيس هذا التحليل مستويات السكر في الدم في أي وقت من اليوم، وغالبًا ما يطلبه الطبيب عند ظهور أعراض السكري بدون إمكانية الانتظار لمدة ثماني ساعات لإجراء تحليل سكر الصائم. وإذا تجاوزت النتائج 200 ملغ/ديسلتر، فقد يشير ذلك إلى الإصابة بالمرض.

  • تحليل تحدي الجلوكوز:

يستخدم هذا التحليل بشكل خاص للنساء الحوامل للتأكد من إصابتهن بسكري الحمل، حيث يتم إعطاء الحامل عصير يحتوي على نسبة معينة من الجلوكوز، ثم يُقاس مستوى السكر بعد ساعة من تناوله. إذا كانت النتيجة تتجاوز 135-140 ملغ/ديسلتر، فسيطلب الطبيب إجراء اختبار آخر يُعرف باختبار تحمل الجلوكوز.

  • فحص تحمل الجلوكوز:

يتم إجراؤه على عدة مراحل: أولاً، يُطلب منك الصيام لثماني ساعات وقياس مستوى السكر، ثم يتم تناول سائل غني بالسكريات، ويتم قياس السكر مرة أخرى بعد ساعتين. تشير القيمة المرتفعة إلى احتمالية الإصابة بالسكري أو سكري الحمل.

أساليب معالجة مرض السكري

تتباين طرق العلاج بحسب نوع السكري، ويتم توضيحها كما يلي:

  • السكري من النوع الأول:

يعالج هذا النوع حصريًا بالإنسولين، ويتوفر الإنسولين بعدة أشكال، منها الحقن والمضخات.

  • السكري من النوع الثاني:

يتم علاج هذا النوع عادة من خلال إجراء تغييرات في نمط الحياة، مثل اتباع حمية غذائية صحية، ممارسة التمارين الرياضية، والحد من الوزن الزائد، إضافةً إلى استخدام أدوية مثل الميتفورمين، أو مثبطات SGLT2، أو ناهضات مستقبل الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1.

  • سكري الحمل:

يمكن إدارة سكري الحمل من خلال:

  • ممارسة التمارين المناسبة للحامل.
  • متابعة تطور ونمو الجنين.
  • تعديل النظام الغذائي.
  • مراقبة مستويات السكر في الدم.

مضاعفات مرض السكري

يمكن أن تؤدي المستويات المرتفعة من السكر إلى ظهور العديد من المضاعفات، مثل:

  • تضرر الكليتين.
  • تضرر العينين.
  • اعتلال الأعصاب المحيطية (وهي حالة تتضرر فيها الأعصاب الموصلة للأطراف).
  • أمراض القلب (الذبحة الصدرية، فشل القلب، السكتة القلبية).
  • الجلطات.
  • مشكلات جنسية مثل ضعف الانتصاب.
  • تقرحات وعدوى في القدمين.

أساليب الوقاية من مرض السكري

على الرغم من عدم إمكانية الوقاية من السكري من النوع الأول (كونه مرض مناعي ذاتي)، إلا أنه بالإمكان الوقاية من مقدمات السكري والسكري من النوع الثاني وسكري الحمل من خلال:

  • اتباع نظام غذائي صحي:

يجب اختيار الأطعمة الغنية بالألياف والقليلة الدهون والسعرات الحرارية، مع التركيز على تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.

  • ممارسة التمارين الرياضية:

يفضل ممارسة التمارين متوسطة الشدة لمدة 30 دقيقة معظم أيام الأسبوع (أو بمعدل 150 دقيقة أسبوعيًا).

  • خسارة الوزن الزائد:

إذا كان لديك وزن زائد، فإن فقدان 7% من وزنك يمكن أن يقلل من احتمالية الإصابة بالسكري.

نصائح للتعايش مع مرض السكري

إذا كنت مصابًا بالسكري، فهناك بعض النصائح التي قد تساعد في تخفيف حدة المرض وتقليل فرص ظهور مضاعفاته، منها:

  • تعلم كل شيء عن مرض السكري، أعراضه، وكيفية التحكم بها وعلاجها قبل تفاقمها.
  • اختر الأطعمة الصحية مثل الخضروات، الفواكه، والحبوب الكاملة، وتجنب الأطعمة الدهنية.
  • تخلص من الوزن الزائد.
  • اجعل ممارسة الرياضة جزءًا من روتينك اليومي.
  • قم بزيارة طبيب العيون بانتظام.
  • احصل على لقاح الإنفلونزا سنويًا (لأن مستويات السكر المرتفعة تؤثر سلبًا على مناعتك).
  • تعلم كيفية فحص قدميك واهتم بنظافتها يوميًا، خاصة بين الأصابع.
  • احرص على مراجعة صحة فمك وأسنانك.
  • التحكم في ضغط الدم ومستويات الكوليسترول في الدم.
  • أقلع عن التدخين واستخدام منتجات التبغ.
  • تعلم أساليب إدارة التوتر والقلق مثل تقنيات التنفس العميق، واحرص على الحصول على قسط كافٍ من النوم.
Scroll to Top