حكم استخدام المغذي خلال نهار رمضان
تبنّى مجمع الفقه الإسلامي الرأي القائل بأن استخدام المغذي يعتبر من المفطرات، وذلك بعد مراجعة مجموعة من الأبحاث العلمية المتعلقة بهذا الموضوع. ومن العوامل التي تعزز هذا الرأي ما يلي:
- تمد الحقن الغذائية الجسم بالطاقة والعناصر الغذائية الأساسية.
إذ يمكن للجسم الاعتماد عليها لتلبية احتياجاته الغذائية لفترات طويلة، وبالتالي لا يوجد فرق بينها وبين الطعام والشراب. وبالتالي، المعنى المترتب على كون الطعام والشراب من المفطرات موجود أيضًا في هذه الحقن الغذائية. يُشار إلى أن الشرع لا يميز بين المتماثلات؛ لذا لا معنى لجواز تناول الغذاء عبر الحقن للصائم في الوقت الذي يُمنع فيه من تناول الطعام عن طريق الفم.
- الربط بين الفطر وما يدخل الجوف فقط ليس مذكوراً في النصوص الشرعية.
وإنما هو اجتهاد من الفقهاء في عصور سابقة، حيث كان الطريق الوحيد لتناول الغذاء هو ما يدخل الجوف عن طريق الفم.
- ما توصل إليه العلم في العصر الحديث.
اكتشف العلم طرقًا جديدة لنقل الغذاء إلى الجسم بوسائل مختلفة غير الفم والمعدة. نظرًا لأن الهدف من الصوم هو الامتناع عن تناول الغذاء لتحقيق ركن الصيام ومقاصده، فإنه يجب القول إن أي شكل من أشكال تغذية الجسم يعد مفسدًا للصوم، بغض النظر عن وصول الغذاء إلى المعدة أو عدمه.
- فرق بين استخدام المراهم والمغذيات.
هناك تمييز واضح بين استفادة الجسم من تبريد الماء أو استخدام المراهم الجلدية، وبين الحقن الغذائية، إذ تدخل المراهم أو تأثير الماء على الجسم عبر مسام الجلد، بينما الحقن الغذائية تُدخل مواد غذائية مباشرة إلى الدم، مما يُعد مرحلة مختلفة تمامًا.
وبناءً على ذلك، أشار معظم الفقهاء المعاصرين إلى أن استخدام المغذي خلال الصيام يفسد الصيام، وهو الرأي الذي يتبناه مجمع الفقه الإسلامي. بينما اعتبر بعض الفقهاء الآخرين، مثل الشيخ محمد بخيت المطيعي والشيخ محمود شلتوت والشيخ سيد سابق والشيخ يوسف القرضاوي، أنه ليس مُفطراً، لكن الشيخ القرضاوي نصح بعدم تناول المغذي أثناء نهار رمضان احتياطًا للصيام.
تعريف المغذي
المغذي هو عبارة عن تقديم العناصر الغذائية الضرورية للمريض من خلال حقنة تُعطى في الوريد، مما يساعد الجسم على تقوية نفسه بفضل هذه العناصر الغذائية التي تُضخ مباشرة في الدم دون الحاجة إلى المرور عبر المعدة.
الأدلة المتعلقة بحكم استخدام المغذي في نهار رمضان
تُعتبر مسألة استخدام المغذي موضوعًا مستجدًا، وقد استند كل فريق من العلماء إلى دلائل تدعم وجهة نظره، ومن أبرز هذه الأدلة:
- دلالة من يشير إلى أنه مُفطر.
استند الفقهاء المعاصرون إلى أن استخدام المغذي يعد من المفطرات، حيث تُعتبر الحقن المغذية بديلاً عن الأكل والشرب، إذ يحصل الجسم من خلالها على ما يكفيه من الغذاء، مما يجعله في غنى عن تناول الطعام والشراب. لذا، فإن الامتناع عن حقن الغذاء يعتبر امتناعًا عن تناول الغذاء، وهذا هو جوهر الصوم.
- دلالة من يعتبر أنه ليس من المفطرات.
استند الذين يرون أن المغذي ليس مُفطرًا إلى أن هذا الغذاء لا يصل إلى المعدة ولا يُحدِث الشعور بالشبع والري، حيث أن الهدف من الصيام هو حرمان الجسم من إشباع الرغبات حتى يشعر بالجوع والعطش.