تفسير آيات سورة الشرح
نزلت سورة الشرح كرحمة ووسيلة لتطمين النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه -رضوان الله عليهم- بعد ما واجهوه من صعوبات وأذى من المشركين في سبيل الدعوة إلى الدين الإسلامي. في ما يلي، نقدم تفسير آيات سورة الشرح:
ألم نشرح لك صدرك
في هذه الآية، يخاطب الله -تعالى- نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- متسائلاً: ألم نضيء قلبك بنور النبوة والهداية، ليدعوك للعمل لأجل الآخرة، ويتصف بمكارم الأخلاق؟
ووضعنا عنك وزرك
تشير هذه الآية إلى أن الله -سبحانه- قد أزال عنك الأعباء والأثقال التي كانت تثقل كاهلك، وأذهب عن قلبك مشاعر الخوف والحزن.
الذي أنقض ظهرك
تدُل هذه العبارة على العبء الثقيل الذي كان يؤرقك، فقد أزاله الله -عز وجل- عن قلب نبيه الكريم.
ورفعنا لك ذكرك
تفيد هذه الآية بأن الله قد رفع من مكانة نبيه، وعظّم صيته، وجعل له ذكرًا حسنًا يستمر حتى قيام الساعة. فأصبح اسم محمد -صلى الله عليه وسلم- مرفوعًا في كل أذان، وعند ذكر الله، وفي الشهادتين، وغيرها الكثير من المحافل.
فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا
تشير هذه الآية إلى أنه بعد كل ضيق، هناك يسر وفرج. وهذا تذكير بأن الشدائد لا تدوم، كما قيل: “العسر عسر واحد واليسر يسران، ولن يغلب عسر يسرين”، وهي بشارة عظيمة للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه في تلك اللحظات.
فإذا فرغت فانصب
تقصد الآية بأنه عند انتهائك من إنجاز أمورك الدنيوية، عليك أن تبذل جهدك في الطاعة والعبادة، ولتقوم بأداء واجباتك تجاه الله -تعالى-، وتقدير نعمه.
وإلى ربك فارغب
أي: توجه إلى الله بالدعاء وطلب العون، فهذا هو أعظم ما يمكن أن يطلبه القلب في أوقات الشدة والرخاء.
معلومات عن سورة الشرح
فيما يلي بعض الحقائق الهامة عن سورة الشرح:
- سورة الشرح هي سورة مكية، أي أنها نزلت في مكة المكرمة قبل الهجرة.
- تتألف من 8 آيات قصيرة.
- تأتي سورة الشرح في الترتيب بعد سورة الضحى.
- تناقش السورة مكانة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ومقامه الرفيع عند الله -عز وجل-.
- نزلت السورة لتقديم الدعم والتخفيف للنبي وأصحابه -رضوان الله عليهم- بعد الصعوبات التي واجهوها أثناء دعوتهم للإسلام.
- أعد الله -سبحانه وتعالى- نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- لتحمل أعباء الرسالة النبوية عن طريق توسيع صدره.
ما الذي نستفيده من سورة الشرح؟
تحمل سورة الشرح العديد من الدروس والعبر التي يمكن أن نستفيد منها، ومنها:
- استغلال وقته: حثّ الله -تعالى- نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- على شغل نفسه بعبادة الله بعد الانتهاء من تعليم الناس، وهو أمر يتعين على المسلمين الالتزام به.
- الأمل بعد الشدّة: أكدت السورة فكرة أن الفرج يأتي بعد الضيق، مما يمنح الأمل للمسلمين ويوصيهم بحسن الظن بالله.
- الاعتماد على الله في جميع الحاجات: الله -تعالى- يستمع ويستجيب لدعاء عباده، حيث ينبغي علينا اللجوء إليه في كل الأوقات.
- عظمة ذكر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بين الناس: فالإيمان برسالته يعد شرطًا لقبول الإيمان والاعتراف بجوهره.