مفهوم علم النفس اللاقياسي وأهميته في دراسة السلوك البشري

مقدمة في علم النفس اللاقياسي

يُعتبر علم النفس اللاقياسي أو علم النفس غير الطبيعي (بالإنجليزية: Abnormal Psychology) أحد الفروع الرئيسية في علم النفس، حيث يركز على دراسة الاضطرابات العقلية والعاطفية، مثل القلق والرهاب والاكتئاب، بالإضافة إلى الاضطرابات النمائية وغيرها من الظواهر الغامضة. يشمل هذا المجال أيضًا الموضوعات غير المفهومة بشكل كامل، مثل الأحلام والتنويم المغناطيسي.

يتمحور علم النفس اللاقياسي حول عدة مواضيع، من بينها فهم الاضطرابات النفسية، تفسيرها، طرق علاجها، ووسائل الوقاية منها. تُعرف هذه الاضطرابات بأنها سلوكيات نفسية تؤثر على جوانب متعددة من حياة الفرد، مما يؤدي إلى خلق بيئة غير مريحة يشعر فيها الشخص بالضيق نتيجة الأعراض المترتبة عليها.

تشمل بعض الفئات الرئيسية للاضطرابات النفسية ما يلي:

  • اضطرابات القلق، بما في ذلك القلق الاجتماعي، والهلع، والقلق العام.
  • اضطرابات المزاج كالاكتئاب واضطراب ثنائي القطب.
  • اضطرابات النمو العصبي، مثل الإعاقة الذهنية واضطراب طيف التوحد.
  • الاضطرابات العصبية مثل الهذيان.
  • اضطرابات الشخصية، بما في ذلك الشخصية الحدية والشخصية الانعزالية واضطراب الوسواس القهري.
  • اضطرابات تعاطي المواد المخدرة.

المناهج المستخدمة في علم النفس اللاقياسي

بينما يميل بعض الأطباء النفسيين إلى استخدام نهج واحد، يفضل العديد من المتخصصين في علم النفس اللاقياسي استكشاف مناهج متعددة لفهم وعلاج الاضطرابات النفسية بشكل أكثر فعالية. تشمل هذه المناهج:

منهج التحليل النفسي

يرتبط منهج التحليل النفسي، الذي أسسه سيغموند فرويد، بفكرة أن سلوكيات غير الطبيعية تنبع من أفكار ورغبات وذكريات مخزنة في العقل اللاواعي. تلك العواطف قد لا تكون ظاهرة للوعي، لكنها تؤثر على تصرفات الأفراد، ويعزز هذا المنهج أهمية تحليل الذكريات والأفكار والأحلام لكشف العواطف التي تؤدي إلى تلك السلوكيات.

المنهج السلوكي

يركز هذا المنهج على السلوكيات القابلة للرصد، مع تعزيز السلوكيات الإيجابية وتخفيف السلوكيات السلبية. يهدف هذا المنهج إلى معالجة السلوك نفسه دون التطرق إلى الأسباب الداخلية التي تؤدي إليه.

المنهج الطبي

هذا المنهج يركز على العوامل البيولوجية والطبية التي تسبب الاضطرابات النفسية، مجتهدًا في فهم المشكلات المتعلقة بالوراثة، والأمراض الجسدية، والاختلالات الكيميائية. غالبًا ما تكون العلاجات ضمن هذا الإطار دوائية.

المنهج المعرفي

يعتبر هذا المنهج أن الأفكار والتصورات الداخلية تؤثر بشكل كبير على النفسية. يُعنى العلاج المعرفي بمساعدة الأفراد على تعديل أفكارهم وسلوكياتهم، ويمكن دمج هذا المنهج مع الأساليب السلوكية ليشكلما تقنية تعرف باسم العلاج السلوكي المعرفي (CBT).

نقد علم النفس اللاقياسي

يتعرض علم النفس اللاقياسي لبعض الانتقادات، خاصة فيما يتعلق باستخدام مصطلحي “غير طبيعي” و”شاذ”، حيث يرى البعض أن هذا المجال يحمل بعض العيوب، مثل:

  • عدم مراعاة تنوع الثقافات وما يعتبر طبيعيًا أو غير طبيعي.
  • ميله إلى تشخيص التغيرات الطبيعية في السلوك البشري.
  • تركيز المنهج الطبي بشكل رئيسي على العوامل البيولوجية والجينية، دون النظر بشكل شامل إلى الحالة.
Scroll to Top