أبو الطيب المتنبي
أبو الطيب المتنبي هو أحمد بن الحسين بن الحسن الكوفي، ويعود سبب تسميته بـ”المتنبي” إلى ادعائه النبوة في بادية السماوة، حيث اتبعه العديد من الأشخاص في هذا الادعاء. إلا أن لؤلؤ، أمير حمص، تصدى له وقام بتفريق أتباعه. بعد عدة سنوات، انضم المتنبي إلى سيف الدولة ولكن سرعان ما تركه، ثم انتقل للعيش في كنف كافور الإخشيدي ومدحه. وفي رحلته إلى بلاد فارس، مجد عضد الدولة، ولكن في طريق عودته، واجه فاتك بن أبي جهل الأسدي، الذي أودى بحياته في منطقة الصافية غربي بغداد. نشأ المتنبي في عائلة فقيرة، مما دفعه إلى التمرد على ظروفه الاجتماعية. وقد اتسم بالتكبر والغرور، ورغم محاولاته لتولي الملك عبر ادعاء النبوة، لم يحقق مراده إلا بأنه أصبح شاعراً بارزاً. وقد خصص ثلثي شعره في مدح الملوك، وكان أجمل ما كتبه في سيف الدولة. كما أبدع في الهجاء وخاصةً في هجاء كافور، ومن أبرز أبياته:
لا تشترِ العبدَ إلاّ والعصا معه
إنّ العبيد لأنجاسٌ مناكيدُ
تداول الناس حكمة المتنبي وشعره لكثرة ما يحمله من معانٍ عميقة وقدرة على تجسيد حقائق النفس البشرية في شتى مراحلها. وقد تميز بشعره الملحمي ووصف المعارك، حيث قال في مدح سيف الدولة بعد انتصاره على الروم:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرامِ المَكارمُ
أبو العلاء المعري
أبو العلاء المعري هو أحمد بن عبد الله بن سليمان، المعروف بأبي العلاء المعري، التنوخي. وُلد في معرة النعمان وتوفي فيها. عانى من نحافة جسده نتيجة إصابته بالجدري في صغره، ونشأ في أسرة علمية مرموقة. وقد حافظ على مظهره الأنيق وكان يتجنب أكل اللحم لمدة تصل إلى 45 عاماً بسبب قناعته بعدم إيلام الحيوانات. يُعد المعري شاعراً وفيلسوفاً، حيث قسّم ديوانه الشعري إلى ثلاث مجموعات هي: “لزوم ما لا يلزم”، “سقوط الزند”، و”ضوء السقط”. من أهم مؤلفاته نذكر “الأيك والغصون”، “تاج الحرة”، “رسالة الملائكة”، “رسالة الغفران”، و”خطبة الفصيح”.
أبو عبادة البحتري
أبو عبادة البحتري هو الوليد بن عبيد بن يحيى المعروف بأبي عبادة، وُلد في بادية منبج شرقي حلب عام 204 هـ. قضى البحتري طفولته بين منبج وجلب، حيث نشأ في بيئة وفرت الدعم لموهبته الشعرية. يُعتبر من أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي، وتعلم على يد الشاعر الكبير أبي تمام الذي اعتنى به وطلب من أهل معرة النعمان تكريمه. يتميز البحتري بديوان شعر عظيم، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب، من أبرزها “كتاب الحماسة” الذي يتكون من أربعة وسبعين باباً يتناول فيها معانٍ أدبية تناولها الشعراء السابقون. الكتاب الثاني هو “كتاب معاني الشعر”. كان البحتري موسوعياً في معرفته بتاريخ العرب وأنسابهم، وقدم شعراً يتميز بالخيال والوصف الرائع للطبيعة والحياة الحضرية والبدوية.