التربية الخاصة
يعتبر مفهوم التربية الخاصة مجموعة من الخدمات والوسائل التعليمية التي تم تعديلها وتكييفها بشكل مكثف في مناهجها وطرقها، بهدف تحقيق توافق أكبر مع الطلاب الذين يواجهون تحديات واضحة في استيعاب المناهج الدراسية المقررة لمراحلهم العمرية المختلفة. ومن اللافت أن برامج التربية الخاصة لا تقتصر على دعم الطلاب ذوي القدرات المحدودة فحسب، بل تشمل أيضًا الطلاب الموهوبين وفائقو الذكاء، من خلال تصميم برامج تعليمية تتناسب مع قدراتهم العقلية العالية.
الأهداف العامة للتربية الخاصة
تسعى البرامج والمهام المرتبطة بالتربية الخاصة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التي تعود بالنفع على الطلاب المستهدفين، ومن بين هذه الأهداف:
- تحديد الطلاب الذين يحتاجون إلى برامج التربية الخاصة من خلال إجراء مجموعة من الاختبارات والتجارب التي تساعد في تصنيف الفئة الذي ينتمون إليها.
- تطوير خطة تعليمية تتناسب مع قدرات كل مجموعة ضمن فئات التربية الخاصة.
- البحث عن الأساليب التعليمية المناسبة لكل فئة لتحقيق الأهداف المرجوة من الخطة المحددة.
- إعداد أساليب تعليمية وتكنولوجية تتماشى مع احتياجات كل مجموعة.
- ملاحظة الفروق الفردية بين قدرات كل فرد ضمن المجموعة الواحدة، والعمل على تخصيص الأساليب التعليمية لكل فرد من خلال إضافة أو تعديل بعض التحديات.
- تحضير أساليب بحث علمية لتطوير مهارات الطلاب الموهوبين وتحقيق أقصى استفادة من قدراتهم بما يعود بالنفع على مستقبلهم الأكاديمي والمهني.
- ضمان توفير الحقوق اللازمة لهذه الفئات من أجل رفع شأنهم ومنحهم الفرصة للتفاعل والمساهمة في تنمية الوطن.
مراحل تطور التربية الخاصة
تتضمن مراحل تطور التربية الخاصة الأبعاد التالية:
- مراكز الإقامة الكاملة، التي ظهرت كخطوة إيجابية لاستيعاب الأفراد ضمن برامج التربية الخاصة وتقديم الرعاية والعناية اللازمة لتطويرهم وعلاجهم، حيث يتم قضاء الطالب العام الدراسي فيها باستثناء العطلات، مما ساهم في عزلهم عن العالم الخارجي.
- مراكز التربية الخاصة النهارية، التي مثلت تقدمًا في مجال التربية الخاصة، إذ سمحت بتلقي الطلاب البرامج التعليمية خلال النهار والعودة إلى منازلهم بعد ذلك، حرصًا على الحفاظ على تواصلهم مع البيئة الأسرية.
- الصفوف الخاصة ضمن المدارس العادية، التي تم تأسيسها بهدف دمج طلاب التربية الخاصة مع زملائهم، والتخلص من الوصمة الاجتماعية التي تعرضوا لها نتيجة دراستهم في مراكز التربية الخاصة.
- الدمج الأكاديمي الذي يتيح لطلاب التربية الخاصة التواجد في الفصول المناسبة لأعمارهم، مع توفير الظروف التعليمية الملائمة لتحقيق التكيف والنجاح.
- الدمج الاجتماعي الذي يستمر في رعاية طلاب التربية الخاصة حتى بعد تخرجهم، ومساعدتهم في الحصول على وظائف تناسب قدراتهم وطاقاتهم.