شرح مفهوم شعر التفعيلة

شعر التفعيلة

يُعد شعر التفعيلة من أبرز أشكال الشعر العربي المعاصر، حيث يتميز بانتقاله من مفهوم وحدة البيت إلى التركيز على وحدة القصيدة ككل. يمتاز هذا النوع من الشعر بعدم انتظامه في استخدام القافية، ويعمل على تحقيق توازن وتناغم بين الشكل والمضمون، مع التنوع في تفعيلات الأبيات الشعرية داخل القصيدة الواحدة. كما ساهم في تطوير مفهوم التدوير، الذي يسمح باستخدام عددٍ من البحور الشعرية في قصيدة واحدة، مع الانفتاح على تجريب أشكال جديدة من الإيقاع الشعري.

يدل معنى شعر التفعيلة على نص أدبي مقسم إلى مجموعة من الوحدات تُعرف بالأبيات. يُعتبر هذا النوع اتجاهاً حديثاً في الشعر العربي، حيث يشكل خياراً ثالثاً بين الشعر العمودي والشعر غير الموزون. يُلتزم شعر التفعيلة بقواعد محددة، منها استخدام بحور الشعر غير التقليدية، حيث يمكن للشاعر أن يستند إلى تفعيلة واحدة في أبياته، مما يسمح له بالتركيز على البحور البسيطة أو الصافية ذات تكرار التفعيلة الواحدة.

نشأة شعر التفعيلة

ظهر شعر التفعيلة بشكل واضح في منتصف القرن العشرين، وكانت الأديبة العراقية الشهيرة نازك الملائكة في مقدمة المساهمين في هذه الحركة الشعرية، حيث عرضت مجموعة من الأعمال الأدبية بالتعاون مع الشاعر بدر شاكر السياب في عام 1947م. تميزت هذه الحركة بكونها نتاج جهود العديد من الشعراء الآخرين مثل الشاعر المصري علي أحمد باكثير والشاعر السوري علي الناصر. ومن ثم بدأت هذه الحركة بالانتشار تدريجياً في مختلف أنحاء الوطن العربي بفضل كوكبة من الشعراء البارزين، بما في ذلك سليمان العيسى، عبد الوهاب البياتي، نزار قباني، شوقي البغدادي، محمود درويش وسميح القاسم.

سلبيات شعر التفعيلة

على الرغم من الإيجابيات التي يحملها شعر التفعيلة للشعراء، إلا أن هناك بعض السلبيات التي قد تبدو خفية خلف العطاءات، وأبرزها:

  • تمنح الأوزان الحرة للشاعر شعوراً زائفاً بالحرية، إذ يظل الشاعر ملزماً بطول محدد لأشطر قصيدته، إلى جانب عدم التزامه بتوحيد القافية.
  • قد تؤدي الأوزان الحرة الموسيقية إلى تشويش الشاعر حول المهمة الفعلية لنصه، فيقوم الشاعر بتأليف أبياته الشعرية بشكل غير مترابط دون إدراكه، حيث تلعب الموسيقية والانسيابية دوراً في إخفاء هذه العيوب حتى اكتمال العمل.
  • مشكلة التدفق تُعتبر معقدة، حيث تدفع الشاعر لتكرار التفعيلة الواحدة عدة مرات بين الأشطر.
Scroll to Top