تحليل شامل لرواية “محاولة العيش”

تحليل رواية “محاولة عيش”

في روايته “محاولة عيش”، يستعرض الكاتب محمد زفزاف واقع الحياة القاسي الذي يعاني منه العديد من المغاربة، حيث يعيش بعض الأفراد في ظروف تتسم بالفقر، فاتخذا من بيوت الصفيح مسكنًا لهم. كما يُجبر الشبان على ترك التعليم والتوجه نحو العمل لتأمين لقمة العيش وإعالة أسرهم.

في ظل هذا الواقع، يتمركز الأب في المنزل يستمتع بشرب الشاي والتدخين، بينما تنتظر الأم اليوم الذي ينضج فيه ابنها ويتزوج. يتجلى المجتمع المحيط في العادات الغريبة التي أصبحت طبيعية، حيث يتحول شرب الخمر إلى أمر طبيعي وتتزايد مشاعر الحسد من المحيط، مما يجعل الرشوة وسيلة للبقاء على قيد الحياة.

قام محمد زفزاف بتجميع هذه الأحوال وغيرها ضمن روايته بأسلوب جذاب وسلس، وفيما يلي نقدم تحليلاً مبسطاً للعمل.

عنوان الرواية

يشير بعض الباحثين إلى أن عنوان الرواية “محاولة عيش” يُعتبر بمثابة نافذة لفهم العمل الأدبي. يظهر زفزاف من خلاله الوجود الإنساني الذي يُعاني تحت ضغط الظروف قاسية، والنضالات التي يخوضها الفرد لتأمين وجوده وكرامته، مما يجعل تلك المحاولات تُختصر في عبارة “مُحاولة عيش”.

حبكة الرواية

تدور حبكة الرواية حول صراع حميد مع الفقر والحياة، محاولًا ألا يسقط في براثن الانحلال، لكن ضغوط المجتمع أثبتت أنها أكثر قوة وتأثيرًا. وفي النهاية، يفشل حميد في الحفاظ على مساره ويصبح مجرد شخص آخر في مجتمعه.

الحل

يوضح زفزاف أنه لا شيء يميز حميد سوى عمله الدؤوب، مما دفع والدته لزواجه باعتباره الشخص الذي يكسب قوته يوميًا. في مرحلة ما، أصبح لديه “براكة” في الفناء، وتزوج وفق التقاليد المعتادة، ليصبح رجلًا بعد بلوغه الثامنة عشرة. ومع ذلك، يتغير مسار الحفل ويتحول إلى شجار عندما يكتشف حميد أن زوجته ليست عذراء.

الشخصيات الرئيسية

تدور أحداث الرواية حول مجموعة من الشخصيات المهمة، وهي:

  • حميد.
  • الأب.
  • الأم.
  • الضاوي.
  • سي إدريس.
  • البقّال.
  • المقدم.
  • غنو.
  • فيطونة.
  • أم فيطونة.
  • الحارس السنغالي.

الخصائص الفنية في الرواية

تحمل الرواية مجموعة من الخصائص الفنية، منها:

  • التركيز على المحتوى أكثر من الشكل.
  • دور الشخصيات في إثراء السرد ونقله.
  • استخدام العديد من الإشارات الدالة على ظروف الكاتب.
  • توظيف اللغة الدارجة في بعض المواقف.
  • الاستعانة بأمثال شائعة في بعض النصوص.

فصول الرواية

تتوزع أحداث الرواية على أثنى عشر فصلًا، وهي:

  • الفصل الأول: معاناة حميد في الميناء.
  • الفصل الثاني: حميد ورئيسه الجديد.
  • الفصل الثالث: حالة حميد بعد أن أصبح يعيل أسرته.
  • الفصل الرابع: جولات حميد الليلية في الملاهي.
  • الفصل الخامس: حكاية حميد واليهودية صاحبة المطعم.
  • الفصل السادس: حميد وبيع الصحف في مقهى الأركاد.
  • الفصل السابع: بناء الأم براكة جديدة لحميد.
  • الفصل الثامن: رشوة المقدم لتجنب هدم البرّاكة.
  • الفصل التاسع: تفكير الأم في تزويج حميد.
  • الفصل العاشر: تعرف حميد على غنو.
  • الفصل الحادي عشر: شك الأم في تغير سلوك حميد.
  • الفصل الثاني عشر: زفاف حميد.

الأحداث الرئيسية

يستعرض زفزاف في روايته “محاولة عيش” معاناة الطبقة الكادحة في بلاده، مقدماً قصة بطله حميد الذي أجبرته ظروف أسرته الفقيرة على العمل في سن السادسة عشرة. تسلط الرواية الضوء على ضغوط الحياة اليومية التي يواجهها حميد، بدءًا من الإهانات التي يتلقاها من صاحب شركة توزيع الصحف، وصولًا إلى مشقة العمل كـ بائع صحف.

كما يُظهر كيف أن حميد يسعى للحصول على بعض الراحة لدى صاحبة المطعم اليهودية التي كانت تزوّده بفتات الطعام، مما يجسد معاناته اليومية في مواجهة الحياة.

Scroll to Top