شرح مفهوم النظام الاقتصادي

النظام الاقتصادي

النظام الاقتصادي، والذي يُعرف بالإنجليزية بكلمة (Economic System)، يمثل مجموعة من القواعد الاقتصادية المعتمدة على أحكام قانونية، والتي تهدف إلى تنظيم البيئة الاقتصادية داخل المجتمع. يهتم هذا النظام بمراقبة تأثير سلوك المستهلكين على استهلاك الموارد المتاحة، بالإضافة إلى كيفية توفير هذه الموارد بطرق تتناسب مع الأوضاع الاقتصادية للأفراد. كما يُعتبر النظام الاقتصادي عبارة عن تقديم جميع الوسائل اللازمة التي تساعد الأفراد على التفاعل مع البيئة الاستهلاكية، مما يساهم في تحقيق الاستفادة القصوى من المصادر الطبيعية والصناعية والمالية المحيطة بهم.

العوامل المكونة للنظام الاقتصادي

حدد المفكر الاقتصادي والاجتماعي ويرنر صومبارت ثلاثة عوامل رئيسية تساهم في تكوين النظام الاقتصادي، وهي:

  • المحفزات: وهي مجموعة الدوافع التي تؤثر على أداء النظام الاقتصادي، مثل: الانتعاش، الركود الاقتصادي، أو الحروب.
  • الشكل: يمثل كافة العوامل الاجتماعية التي يشكل النظام الاقتصادي جزءاً منها، مثل: العمل والإنتاج الصناعي.
  • الطبيعة: تشير إلى الطرق والوسائل التي تُستخدم لتحويل المكونات الأولية لمنتجات معينة إلى عناصر مفيدة، من خلال استخدام الآلات والمعدات والأجهزة الإلكترونية.

مراحل تطوّر النظام الاقتصادي

مر النظام الاقتصادي بعدة مراحل تاريخية أسهمت في تطوره، وترتبط هذه المراحل بظهور أنظمة اقتصادية على المستوى العالمي. يمكن تقسيم هذه المراحل إلى قسمين رئيسيين:

مرحلة الاقتصاديات القديمة

تشمل الأنظمة الاقتصادية التي كانت سائدة قبل الثورة الصناعية في أوروبا في أوائل القرن العشرين، ومن أبرزها:

  • الاقتصاد البدائي: يعد هذا النظام أول وأبسط نظام اقتصادي عرفه البشر. اعتمد على أساليب الإنتاج البدائية التي لم تستند إلى معرفية علمية أو أبحاث، بل كانت نابعة من التقاليد التي توارثها الأفراد. كان الاقتصاد البدائي مرتبطًا بشكل وثيق بالطبيعة، حيث تم الاعتماد على الموارد الطبيعية لتلبية الاحتياجات الأساسية من طعام وماء. لم تكن هناك مفاهيم مثل النقود أو التجارة، بل كان الإنسان يستكشف العناصر المحيطة به مثل المعادن والتربة وطرق الزراعة.
  • الاقتصاد الإقطاعي: يُعرف أيضًا باسم (الاقتصاد المغلق)، وهو نظام يعتمد على الفوارق الاجتماعية بين الأفراد. انتشر هذا النظام في أوروبا خلال العصور الوسطى، وخصوصاً بعد تفكك الإمبراطوريات مثل الرومانية إلى دول مستقلة، كل منها بنظام اقتصادي خاص بها. يقوم الفكر الإقطاعي على تمكين الأثرياء أصحاب الأراضي، المعروفين بالإقطاعيين، من السيطرة على الفقراء واستغلالهم للعمل لديهم مقابل حماية موفرة لهم.

مرحلة الاقتصاديات الحديثة

تتعلق هذه المرحلة بالأنظمة الاقتصادية التي ظهرت خلال وبعد الثورة الصناعية في أوروبا، والتي تأثرت أيضًا بالأفكار السياسية السائدة زمن الحروب العالمية. من أبرز هذه الأنظمة:

  • الاقتصاد الرأسمالي: هو نظام يرتكز على تقسيم المجتمع إلى فئتين رئيسيتين: أصحاب وسائل الإنتاج والعمال. يستطيع أي شخص يمتلك وسيلة إنتاج مثل الأراضي توظيف العمال و توفير مقابل مادي أو احتياجاتهم الأساسية. ومع مرور الوقت، تطوّر النظام الرأسمالي ليصبح معتمداً بشكل رئيسي على الاستفادة من الطرق المتاحة لجني الأموال، مما يعتبر المحرك الرئيسي لكافة عناصر المجتمع.
  • الاقتصاد الاشتراكي: هو نظام يعتمد على الملكية المشتركة لجميع وسائل الإنتاج، حيث يمكن لأي شخص، بغض النظر عن طبقته الاجتماعية، امتلاك وسيلة إنتاج تناسبه. وبهذا الشكل، يُعد الاقتصاد الاشتراكي معارضًا تمامًا للنظام الاقتصادي الرأسمالي.
Scroll to Top