دعاء إكمال قراءة القرآن الكريم خلال شهر رمضان

يُولي المسلمون اهتماماً كبيراً خلال شهر رمضان لقراءة القرآن الكريم، حيث يسعون لختمه كاملاً مع الأمل في أن يتقبله الله منهم. ومع كل ختمة، يتوجهون بدعاء ختم القرآن، كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي كان يجمع أفراد أسرته ليقوموا بالدعاء بعد الختم. وكان رسول الله يدعو بأدعية شاملة.

رغم عدم ورود نص محدد عن دعاء معين، نجد في المصاحف دعاء يُعرف بدعاء ختم القرآن، وهو في الأصل دعاء لعالم ابن تيمية ولم يُناقشه أحد، لذا يمكنكم متابعة ما نقدّمه في موقعنا المتميز.

أصل دعاء ختم القرآن الكريم

يعتبر الدعاء بعد ختم القرآن أو تجمع الناس لذلك من الأمور المستحبة، استنادًا إلى ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف، حيث قال: “اقرأوا القرآن، وسلوا الله به، قبل أن يأتي قوم يقرؤون القرآن فيسألون به الناس”.
لم يرد دليل على دعاء معين يُخصّص لهذا الموقف، مما يتيح للشخص أن يدعو بأي شيء، وأن يتخير من الأدعية المفيدة، مثل طلب المغفرة والتوفيق في فهم القرآن على الوجه الذي يرضي الله سبحانه وتعالى، والسعي لنيل الجنة والنجاة من النار.

كما يشمل ذلك التعوذ من الفتن، والعمل بما جاء في القرآن وحفظه وغيرها من الأمور.

وقد ثبت عن أنس رضي الله عنه أنه كان يجمع أهله عند ختم القرآن ويدعو. بينما لم يُذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم نص محدد للدعاء.

آراء الصالحين في دعاء ختم القرآن

روى كل من أحمد والطبراني في الكبير عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “اقرأوا القرآن وسلوا الله به، قبل أن يأتي قوم يقرؤون القرآن فيسألون به الناس”.
لم يُثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن للقارئ دعوة مستجابة عند ختم القرآن الكريم، لكن يمكن اعتبار ذلك بابًا للتوسل إلى الله بأعمال صالحة.
استجابة الدعاء ممكنة بعد ختم القرآن.
ذكر الحكم عن مجاهد قائلاً: “إنما دعوناك أن أردنا أن نختم القرآن، وإنه بلغنا أن الدعاء يستجاب عند ختمه”، فقال: “فادعوا بدعوات.”.
روى ابن أبي داود عن التابعي الجليل قتادة قوله: “كان أنس بن مالك إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا”.
كما روى مجاهد أنه: “كانوا يجتمعون عند ختم القرآن ويقولون: تنزل الرحمة”.
وفي بعض الروايات الصحيحة يُقال: “إن الرحمة تنزل عند خاتمة القرآن”.
روى الدرامي عن ثابت اللبناني: “كان أنس إذا ختم القرآن جمع ولده وأهل بيته فدعا معهم”.
كما رُوي عن حميد الأعرج: “من قرأ القرآن ثم دعا، أمن على دعائه أربعة آلاف ملك”.
من الضروري الالتزام بالإلحاح في الدعاء، والتركيز على الأمور الهامة، ودعاء الله بصلاح للمسلمين وولاة الأمور.
وقد رُوي عن الحاكم ابن المبارك أنه كان يُكثر في دعائه للمسلمين بعد ختم القرآن، لذا يُنصح باختيار دعاء يجمع الخير.

من دعاء ختم القرآن

اللهم ارحمني بالقرآن، واجعله لي إمامًا ونورًا وهدى ورحمة، اللهم ذكرني منه ما نسيت، وعلميني ما جهلت.

وارزقني تلاوته آناء الليل وأطراف النهار، واجعله لي حجةً يا رب العالمين.

اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي.

واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحةً لي من كل شر، اللهم اجعل خير عمري آخره، وخير عملي خواتيمه، وخير أيامي يوم ألقاك فيه.

اللهم إني أسألك عيشةً هنيةً، وميتةً سويةً، ومردًا غيّر مخزٍ ولا فاضح، اللهم إني أسألك خير المسألة وخير الدعاء.
وخير النجاح وخير العلم وخير العمل، وخير الثواب وخير الحياة وخير الممات، وثبتني وثقل موازيني، وحقق إيماني.

وارفع درجتي، وتقبل صلاتي، واغفر خطيئاتي، وأسألك العلا في الجنة.

اللهم إني أسألك العلا من الجنة، وأسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر.

والفوز بالجنة والنجاة من النار.

اللهم حسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك.

ومن طاعتك ما تبلغنا بها جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا من مصائب الدنيا، ومتعنا اللهم بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا ما أحييتنا.
واجعلها الوارثة منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا.
ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا.

اللهم لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرجته، ولا دينًا إلا قضيته، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.

وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه الأخيار، وسلم تسليمًا كثيرًا.

أدعية ختم القرآن المختلفة

لا إله إلا هو، المتوحد في الجلال بكمال الجمال تعظيمًا وتكبيرًا، المتفرد بتصريف الأحوال على التفصيل والإجمال تقديرًا وتدبيرًا.
المتعالي بعظمته ومجده الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا، وصدق رسوله صلى الله عليه وسلم.

والذي أرسله إلى الثقلين الإنس والجن بشيرًا ونذيرًا، وداعيًة إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا.

صدق الله العظيم، التواب، الغفور، الوهاب الذي خضعت لعظمته الرقاب، وذلت لجبروته الصعاب، ولانت لقدرته الشدائد الصلاب.
رب الأرباب ومسبب الأسباب، وخالق خلقه من تراب، غافر الذنب، وقابل التوبة شديد العقاب.

ذو الطول، لا إله إلا هو، عليه توكلت وإليه المتاب.

صدق من لم يزل جليلاً، صدق حسبي به كفيلاً، صدق من اتخذته وكيلاً، صدق الهادي إليه سبيلاً.

صدق الله، ومن أصدق من الله قيلاً.

اللهم إني أسألك خير المسألة وخير الدعاء، وخير النجاح، وخير العلم، وخير العمل، وخير الثواب.

وخير الحياة، وخير الممات، وثبتني، وثقل موازيني، وحقق أمانيي، وارفع درجاتي، وتقبل صلاتي.
واغفر لي خطيئاتي، وأسألك العلا من الجنة.

اللهم أعنا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وأمكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر الهدى لنا، وانصرنا على من بغى علينا.

اللهم اجعلنا لك شاكرين، لك ذاكرين، لك مخبتين، لك أواهين منيبين.

اللهم تقبل توبتنا، واغسل حوبتنا، وثبت حجتنا، وسدد ألسنتنا، وأزل سخيمة قلوبنا، اللهم طهر قلوبنا من النفاق.

وأعمالنا من الرياء، وألسننا من الكذب، وأعيننا من الخيانة، إنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

تابع أدعية ختم القرآن

اللهم إنك عفو، تحب العفو، فاعف عنا، اللهم يا فارج الهم، وكاشف الغم، مجيب دعوة المضطرين، رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما.

ارحمنا رحمة تغنينا بها عن رحمة من سواك، اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.

اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته، ولا همًا إلا فرجته، ولا دينًا إلا قضيته، ولا حاجةً من حوائج الدنيا والآخرة هي لك رضى إلا قضيتها يا أرحم الراحمين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه الأخيار.

والحمد لله رب العالمين.