جزيرة الفوكلاند: لمحة عن تاريخها وجغرافيتها وثقافتها

جزيرة فوكلاند

تعد جزيرة فوكلاند أرخبيلًا يتكون من أكثر من مئتي جزيرة، وتعتبر مدينة ستانلي عاصمتها. تغطي مساحتها حوالي 12,200 كيلومتر مربع. تُعرف أيضًا باسم جزر مالفيناس باللغة الإسبانية وجزر المالوين باللغة الفرنسية. تتمتع الجزيرة بنظام حكم ذاتي ضمن إطار ما وراء البحار البريطانية، ويحمل شعارها الوطني عبارة “ابتغِ الصواب”. يعتمد اقتصاد فوكلاند بشكل رئيسي على السياحة، وصيد الأسماك، ورعي الأغنام، والتنقيب عن النفط، إضافة إلى إصلاح السفن. العملة الرسمية للجزيرة هي جنيه جزر فوكلاند، والتي يُرمز لها بـ FKP.

الجغرافيا

من الناحية الجغرافية، تقع جزيرة فوكلاند في المحيط الأطلسي، تحديدًا في الجنوب الشرقي لقارة أمريكا الجنوبية، إذ تبعد نحو 480 كيلومترًا عن السواحل الجنوبية للأرجنتين. يُعرف جبل أوزبورن بأنه أعلى قمة جبلية في الجزيرة، حيث يصل ارتفاعه إلى 705 أمتار فوق مستوى سطح البحر. ومن بين السهول المشهورة فيها تبرز سهول لافيونيا الواسعة. يتسم مناخ الجزيرة بالرطوبة والبرودة، مع هواء عاصفٍ في معظم الأوقات.

السكان

يبلغ عدد سكان الجزيرة حوالي 3,140 نسمة، مما يجعل الكثافة السكانية تقدر بحوالي 0.26 نسمة لكل كيلومتر مربع وفقًا لتقديرات عام 2008. اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية في الجزيرة، ويتعزى أصل غالبية السكان إلى المملكة المتحدة، بينما تمثل الأقليات بعض الأصول الفرنسية، من جبل طارق، والإسكندنافية.

أحداث تاريخيّة هامة

تم اكتشاف جزيرة فوكلاند لأول مرة في عام 1592 بواسطة الكابتن جون ديفيز. في عام 1690، أطلق الكابتن جون سترونغ اسم فوكلاند على الجزيرة. تم تأسيس أول مستعمرة فرنسية سكنية في عام 1764، تلتها أول مستعمرة بريطانية في عام 1765. تنازل الفرنسيون عن مستعمرتهم لصالح إسبانيا في عام 1766، بينما قام البريطانيون بطرد الإسبان من الجزيرة في عام 1770. وفي عام 1816، أعلنت الأرجنتين سيادتها الكاملة على الجزر، معتبرة نفسها الوريث الشرعي للدولة الإسبانية.

استعادت بريطانيا السيطرة على الجزيرة مرة أخرى في عام 1833. وفي عام 1840، اعترفت الدول الأمريكية بحق الأرجنتين في استعادة الجزيرة، مما أدى إلى اندلاع نزاع بين بريطانيا والأرجنتين حول ملكية الجزيرة حيث تم طرح القضية على الأمم المتحدة في عام 1958. وفي عام 1964، أوصت الأمم المتحدة ببدء مفاوضات بين الأرجنتين وبريطانيا لحل النزاع وللاعتراف برغبات سكان الجزيرة.

في عام 1980، اقترحت بريطانيا على الأرجنتين التخلي عن الجزيرة لمدة تسعين عامًا مقابل الاعتراف بسيادتها، إلا أن السكان رفضوا الاقتراح. ثم في عام 1981، بدأ الجنرال جالتيري، رئيس الأرجنتين، بتحركات لاستعادة الجزيرة بالقوة. في عام 1982، بدأت الأرجنتين غزو الجزيرة، وفي عام 2013، تم إجراء استفتاء حول استقلال الجزيرة أو البقاء تحت السيادة البريطانية.

Scroll to Top