شرح مفهوم الإعراب من الناحيتين اللغوية والاصطلاحية

الإعراب في اللغة العربية

الإعراب في اللغة مشتق من كلمة “أعرب” التي تعني الإفصاح والبيان، وهو يستخدم لوصف حالة تحدث عندما يتكلم الفرد أو يوضح فكرة معينة. ومن أمثلة ذلك قول التيمي في حديثه: كانوا يفضلون تلقين الأطفال بمام يعني “الإعراب” في مرحلة تعلمهم النطق. كما يشار إلى المتحدث بالعربية بأنه “أعرب” إذا تمكن من التحدث بها، فيما يُقال للأعرابي “أعرب عن نفسك”، بمعنى توضيح الفكرة المراد التعبير عنها.

الإعراب في جوهره هو مسألة الإبانة، كما يتضح من قول “الثيب تعرب عن نفسها”، أي تبين ما تعنيه. وتعريب الاسم الأعجمي هو كيفية نطق الأسماء الغريبة وفقًا لقواعد العربية. وتدور جذور مفهوم “عَرَبَ” حول ثلاثة معاني رئيسة: الأول هو الإفصاح والبيان، الثاني هو النشاط والروح المعنوية، حيث يُقال عن المرأة “العروب” أنها نشيطة ومحببة لزوجها، والثالث هو الفساد، مثلما يُقال “عربت معدة الفصيل” أي تغيرت وفسدت.

الإعراب في الاصطلاح

عرف ابن هشام الإعراب بأنه “أثر ظاهر أو مقدر يجلبه العامل في آخر الاسم المتمكن والفعل المضارع.” وبمعنى آخر، فإن الإعراب يعكس الحركة التي تطرأ على نهاية الاسم المتمكن أو الفعل المضارع نتيجةً لتأثير العامل. ويُعتبر الاسم المتمكن هو الاسم الذي لا يتبع بناءً معينًا.

يمكن أن يكون العامل معنويًا كما في مثال “الحديقة غنّاء”، حيث يظهر الإعراب من خلال ضمة في آخر الاسم بسبب الابتداء. كما يمكن أن يكون العامل لفظيًا كما في قوله تعالى: {وَلَن تَرضى عَنكَ الیَهُودُ وَلَا النَّصَارى}، حيث تظل الفتحة مقدرة في كلمة “ترضى” نتيجةً لوجود حرف النصب “لن”.

أما ابن السراج فيعتبر الإعراب تغييرًا يحدث في الأسماء والأفعال المضارعة نتيجةً لتغير المعاني المتعلقة بها. فعلى سبيل المثال، في الجملة “ذهب محمدٌ”، تتغير نهاية الاسم إلى ضمة لتعكس معنى الفاعلية، بينما في “رأيت محمداً”، يتغير إلى فتحة للدلالة على المفعولية، وفي “مررت بمحمدٍ”، يشير المعنى إلى الجر.

كمثال على الأفعال، فإن الفعل “يذهب” ينتهي بالضمة في “يذهبُ محمدٌ” للدلالة على الزمن الحاضر، بينما يتغير إلى فتحة في “لن يذهبَ محمدٌ” للدلالة على المستقبل، ويكون ساكنًا في “لم يذهبْ محمدٌ” للدلالة على الزمن الماضي.

عند مقارنة التعريفات، يظهر أن تعريف ابن هشام يركز على تغير الحركات فقط، في حين أن تعريف ابن السراج يتناول السبب الكامن وراء هذا التغير والذي يتعلق بالمعاني المختلفة.

علاقة التعريف اللغوي بالتعريف الاصطلاحي

لقد تم الإشارة سابقًا إلى أن التعريف اللغوي للإعراب يشمل ثلاثة معانٍ: الإفصاح، الحركة، والنشاط، والفساد.

يمكن القول إن التعريف الاصطلاحي يعتمد على أحد هذه المعاني أو جميعها؛ فالإعراب في الاصطلاح يُعبر عن الإبانة عن المعاني المختلفة، كما يدل على تحرك نهايات الكلمات. أما معنى الفساد فيظهر في استخدام صيغة “أفعل” في العربية، التي تشير إلى إلغاء أو إزالة، كما في قولنا “أقسط القاضي” بمعنى أزال الظلم. ومن ثم، فإن معنى “أعرب” في سياق المتحدث يتعلق بإزالة الفساد واللغط من الكلام.

Scroll to Top