مفهوم الصحة وأهميتها في الحياة

الصحة

يعتقد بعض الأشخاص أن الصحة تعني فقط التمتع بصحة جيدة والشفاء من الأمراض، ولكن مفهوم الصحة يمتد لأبعد من ذلك بكثير. يتطلب تحقيق الصحة السليمة التي تخلو من الأمراض توازنًا بين الجوانب النفسية والعقلية والروحية والجسدية. للوصول إلى الصحة المثالية، يجب أن يدمج الفرد هذه الجوانب مع بعضها البعض.

تعريف الصحة

تعرف الصحة بأنها حالة الفرد بدون أي مرض أو داء، وتشمل الصحة العقلية والاجتماعية والبدنية؛ كما يُقال إن “العقل السليم في الجسم السليم”، لذلك فإن الإنسان السليم هو من يشعر بسلامة جسده وعافيته. اجتماعيًا، هو شخص ذو نظرة واقعية للعالم ويتفاعل بشكل إيجابي مع أفراد المجتمع. تشمل الصحة سلامة الجسم من الأمراض والعِلَل، وكذلك الشفاء منها عند حدوثها.

عرّف العالم يركنز الصحة (بالإنجليزية: Health) بأنها حالة من التوازن النسبي لوظائف الجسم المختلفة والتي تنتج عن تكيف الجسم مع العوامل الضارة التي يتعرض لها. وتعتبر هذه العملية إيجابية تساعد في الحفاظ على توازن الجسم. كما عرفت هيئة الصحة العالمية الصحة بأنها حالة من السلامة العامة من الناحية البدنية والعقلية والاجتماعية، وليست مجرد خلو الجسم من الأمراض أو شعور الفرد بالعجز. وقد ربطت الهيئة جميع الجوانب النفسية والبدنية والاجتماعية ببعضها البعض، حيث يعد عدم انفصالها أحد المفاتيح الأساسية لصحة الفرد المتكاملة.

أما الصحة العامة (بالإنجليزية: Public Health) فلها العديد من التعريفات في مفهومها الحديث، لكن أشهرها هو تعريف العالم وينسلو (بالإنجليزية: Winslow)، الذي عرّف الصحة العامة بأنها علم وفن الوقاية من الأمراض، والعمل على إطالة العمر وتحسين الصحة عن طريق منظمات المجتمع التي تهدف للحفاظ على صحة البيئة، ومكافحة الأمراض المعدية، وتعليم الأفراد كيفية الحفاظ على نظافتهم الشخصية، بالإضافة إلى تنظيم خدمات التمريض والطب لتسهيل التشخيص المبكر وتقديمالعلاج الوقائي، وتطوير الخدمات الاجتماعية والمعيشية لضمان حصول المواطن على كامل حقوقه في الصحة والعلاج.

الصحة الجيدة

لفهم مفهوم الصحة الجيدة، يجب أن يدرك الفرد أولاً أهمية التنسيق بين الجوانب المختلفة للصحة الموجودة لديه ولدى جميع أفراد المجتمع. تتضمن هذه الجوانب:

  • الجانب الجسمي: يشمل المظهر الخارجي لجسد الفرد وحواسه الخمسة (اللمس، الشم، الرؤية، التذوق، السمع)، ويتطلب ذلك تغذية سليمة ووزن مناسب وممارسة تمارين رياضية هادفة وراحة كافية.
  • الجانب النفسي: يعبر عن المشاعر والعواطف المختلفة مثل الخوف والغضب والفرح والحب، وكذلك القدرة على مسامحة الآخرين وتقبل الذات، مما يساهم في شعور الفرد بالسعادة.
  • الجانب العقلي: يتعلق بأفكار الفرد وسلوكياته ومعتقداته وتحليله لتجاربه ومواقفه؛ إذ يتعين على الشخص أن يكون لديه آراء وأفكار خاصة به، وأن يتبنى نظرة إيجابية نحو نفسه بعيدا عن الأفكار السلبية.
  • الجانب الروحي: يعبر عن علاقة الفرد بنفسه وإبداعاته وهدفه في الحياة وعلاقته بخالقه، ويتطلب هذا الجانب اعتناءً بالهدوء الداخلي والثقة بالنفس.

ترتبط جميع هذه الجوانب ببعضها ارتباطًا وثيقًا؛ فعلى سبيل المثال، إذا تعرض الفرد لآلام في الظهر وبقي في الفراش لفترة طويلة، فقد يؤدي ذلك إلى الاكتئاب أو الإحباط، مما يؤثر على الجانبين النفسي والجسمي. وكما هو الحال في حالة تأثير الجانب النفسي على الجانب الجسمي، يمكن أن يتسبب تجاهل مشاعر الغضب في الإصابة بالصداع.

عناصر الصحة البدنية

تتكون الصحة البدنية من عدة عناصر مثل:

  • التغذية: يعتبر الغذاء المتكامل والمتوازن أساس بناء جسم الإنسان بشكل سليم، حيث تُصنف المغذيات إلى مجموعات تشمل السكريات والدهون والبروتينات والفيتامينات والمعادن.
  • الرياضة البدنية: تساهم الرياضة في الحفاظ على صحة الجسم، تقوية العضلات، تحسين الدورة الدموية، وتعزيز وظائف العقل والتنفس، كما تساعد على الوقاية من المشكلات البدنية.
  • الراحة والنوم: تعزز الراحة نشاط الفرد وحيويته وقوته؛ حيث يحتاج كبار السن إلى فترات نوم أطول مقارنة بالشباب، وقلة النوم قد تؤدي إلى مشاكل جسدية.
  • النظافة: تساهم في الوقاية من البكتيريا والأمراض الجلدية.
  • الأسنان: العناية بالأسنان وتنظيفها يومياً باستخدام الفرشاة والمعجون أهم عناصر الصحة البدنية، ويجب أيضاً العناية باللثة.

عناصر الصحة العقلية

تشمل عناصر الصحة العقلية:

  • النمو الانفعالي: تتأثر الصحة النفسية بالتجارب والخبرات التي اكتسبها الفرد منذ طفولته، بالإضافة إلى المواقف والتجارب السعيدة والحزينة.
  • التعامل مع الضغوط النفسية: لا يمكن لأي شخص تجنب الضغوط النفسية، لكنه يمكن تعلم كيفية التصرف والتعامل مع ضغوط الحياة، مثل ممارسة التمارين الرياضية والحصول على قسط كافٍ من النوم والمشي والتأمل والاسترخاء.
  • العلاقات الاجتماعية: تلعب العلاقات الاجتماعية دورًا كبيرًا في الصحة العقلية؛ حيث تمنح العلاقات الجيدة بين الأصدقاء والعائلة الدعم والشجاعة وتعزز الصحة النفسية.

عناصر الصحة النفسية

تهدف عناصر الصحة النفسية إلى توفير حياة هانئة يشعر فيها الفرد بالرضا عن نفسه، مما يبني مجتمعًا قويًا ومتماسكًا ومُستقرًا. تشمل هذه العناصر:

  • تقدير الذات: يشعر الأفراد ذوو الصحة النفسية بتقبلهم لأنفسهم وتقديرهم لذاتهم.
  • معرفة الذات: يعرف الأفراد وعيهم الذاتي، مراعاة لمشاعرهم ودوافعهم الحقيقية.
  • الثقة بالنفس: يتمتع الأفراد ذوو الصحة النفسية بثقة عالية بأنفسهم وقدرتهم على إنجاز مهامهم بشكل مستقل.

تساعد الصحة النفسية الفرد على التحكم في عواطفه وتصرفاته، مما يعزز سلوكه الإيجابي ويجنبه الأخطاء. تعتبر الصحة النفسية ذات أهمية مساوية للصحة الجسدية؛ فلا يمكن للإنسان الاستغناء عن أي منهما. وقد اتفق العلماء على أن الصحة النفسية تلعب دورًا حيويًا في تحقيق الصحة الجسدية ودرء الأمراض. يتجلى مفهوم الصحة النفسية في قدرة الفرد على التكيف مع ذاته ومجتمعه، وتحقيق الرضا الذاتي، مما يؤدي إلى الشعور بالسعادة مع الذات ومع الآخرين. وبذلك يصبح الشخص مستعدًا لمواجهة التحديات والمشكلات النفسية بشكل إيجابي، وعليه استثمار قدراته ومهاراته بشكل مثالي. تمثل الصحة النفسية حالة من السعادة المستمرة، إذ يمكن للفرد العيش بدون مشاكل، وبناء علاقات اجتماعية قوية، كما أنه قادر على التغلب على الضغوط والصدمات التي قد يتعرض لها.

مجالات الصحة العامة

تشمل مجالات الصحة العامة الإجراءات الإدارية مثل التخطيط والتنظيم والإحصاءات الصحية والدراسات الوبائية وعمليات التفتيش الصحي، إلى جانب التربية الصحية للمجتمع وإدارة المنشآت الصحية كالمراكز الصحية والمستشفيات. تستخدم مجالات الصحة العامة عدة تصنيفات، منها:

خدمات الإدارات الصحية

تتضمن خدمات الإدارات الصحية سواء كانت فردية أو مشتركة مجالات صحة البيئة، والصحة الفردية والاجتماعية مثل رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال وكبار السن، بالإضافة إلى الحمل والولادة، فضلاً عن مكافحة الأمراض السارية والمعَدية، وتطبيق الحجر الصحي على المستويات الوطنية والقومية، وتعليم الأفراد في مجالات الصحة النفسية والعقلية والبدنية مع سن قوانين وتوحيد المعايير الصحية.

خدمات تساعد على تحسين المستوى الصحي

تتعدد الخدمات التي تسهم في تحسين المستوى الصحي، بما في ذلك الرعاية الاجتماعية والتعليم وتعزيز الدراسات العليا، فضلاً عن إنتاج وتوزيع الغذاء، واستصلاح الأراضي الزراعية، واستخدام الموارد الطبيعية، وتحسين خدمات الطب البيطري، ورعاية الشباب، بالإضافة للاهتمام بتنظيم الأسرة. كل هذه الخدمات والمشاريع تعمل على خدمة الصحة العامة بشكل مباشر أو غير مباشر.

فيديو حول طرق المحافظة على الصحة

للمزيد من المعلومات، يمكنك مشاهدة الفيديو.

Scroll to Top