مفهوم علم الأصوات الوظيفي
علم الأصوات الوظيفي، المعروف أيضًا بعلم وظائف الأصوات أو الفونولوجيا، هو تخصص أكاديمي يتناول دراسة الأصوات الإنسانية من منظور الوظائف التي تؤديها في سياق الكلام. حيث ينفذ هذا العلم تحليلاً لقيم وأبعاد هذه الأصوات، بالإضافة إلى القوانين التي تحكمها، ودورها في التركيب الصوتي. ويتضمن علم الأصوات الوظيفي مصطلحات هامة مثل: الفونيم، والنبر، والتنغيم، والمقطع الصوتي، التي تسهم في تحديد معاني الكلمات والعبارات.
بناءً على ما سبق، يُمكننا فهم الدور الوظيفي للأصوات وظواهرها من خلال دراسة وظائف الفونيمات والقواعد التي تتحكم في علاقاتها مع الأصوات المجاورة. ومن هذا المنطلق، تعتبر الفونولوجيا اللغة نظامًا يربط بين مجموعة من الأصوات عبر علاقات مجردة.
تفترض الفونولوجيا أيضا وجود نظام يمثل شبكة عالمية من الأصوات ترتبط بها جميع لغات العالم، حيث يُنطق كل فرد بمجموعة من الأصوات المشتقة من تلك الشبكة للتعبير عن نظامه الصوتي الخاص. بناءً عليه، تدرس الفونولوجيا التغيرات الصوتية التي تعكس اختلافات في المعاني.
فروع علم الأصوات الوظيفي
تشمل فروع علم الأصوات الوظيفي الرئيسية ما يلي:
- علم فيزياء الأصوات
يختص هذا العلم بدراسة عمليات التواصل وكيفية حدوثها، بالإضافة إلى الخصائص الفيزيائية للأصوات.
- علم الفونولوجيا العامة
يهتم هذا المجال بدراسة التنظيمات الصوتية المنتشرة في لغات العالم والقوانين التي تنظم ذلك.
- علم الفونولوجيا الخاصة
يركز على دراسة التنظيم الصوتي في لغة معينة، مثل الفونولوجيا في اللغة العربية.
- علم الفونولوجيا المقارنة
يُعنى بدراسة الاختلافات الصوتية بين لغتين أو أكثر ومقارنة خصائص كل منها.
- علم الفونولوجيا التعاقبية
يُركز هذا العلم على دراسة التنظيم الصوتي في فترة تاريخية معينة متبعًا أسلوب الوصف.
- علم الفونولوجيا التزامنية
يهتم هذا الفرع بدراسة التنظيم الصوتي المستخدم من قبل المعاصرين.
المصطلحات المرتبطة بعلم الأصوات الوظيفي
يتعلق بعلم الأصوات الوظيفي مصطلحان رئيسيان هما:
الفونيم
يعتبر الفونيم في التحليل اللغوي أصغر وحدة صوتية تحمل وظائف صوتية وصرفية ودلالية ونحوية. كما يشمل الفونيم أشكالاً نطقية متنوعة. فعلى سبيل المثال، صوت التاء (الذي يرتبط بالفعل) يُؤدي وظائف مختلفة باختلاف صيغته الحركية، مثل:
- تَ: جلستَ (أنت)
- تُ: جلستُ (أنا)
- تْ: جلستْ (هي)
- تِ: جلستِ (أنتِ)
وعلى ضوء ما سبق، يؤكد اختلاف أشكال الفونيم على اختلاف الدلالة في الضمائر المرتبطة بالأفعال، مما يؤدي أيضًا إلى اختلاف الدلالة وفقًا للجنس (مذكر ومؤنث). وبالتالي، أي تغيير في الصوت النهائي للكلمة يمكن أن يؤدي إلى تغيير المعنى، ويُطلق على المتغير في هذه الحالة “الفونيم”، مثل: ضرب، ضرع، ضرس، ضرم.
الألفون
يمثل الألفون الصوت اللغوي المفرد أو البسيط، الذي يمكن تسجيله باستخدام أجهزة حساسة في مختبرات التسجيل الصوتي. يشير الألفون إلى إحدى الصور أو التلوينات النطقية المرتبطة بفونيم معين. ويتميز الألفون عن الفونيم بأنّه لا يُحدث تغييرًا في المعنى، كما في حالة لام لفظ الجلالة، التي تُنطق مفخمة عند وجود فتح أو ضم، مثل “قالَ الله” (تفخيم اللام)، وتُنطق مرققة عند الكسر، مثل “بسمِ الله”. هذا التغيير في النطق لا يؤثر على المعنى.