سبب نزول سورة الصف
يرى العديد من العلماء أن سبب نزول سورة الصف يعود إلى رغبة المسلمين في التعرف على أحب الأعمال إلى الله -تعالى-. وعندما تم الإعلان عن أن الجهاد في سبيل الله هو من أفضل الأعمال لديه، شعر بعض المسلمين بالقلق من هذا الأمر، مما أدى إلى نزول الآيات الكريمة التي تنبههم بعدم الحديث عن ما ليس في قلوبهم.
قال -تعالى-: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ).
موعد نزول سورة الصف
تعتبر سورة الصف سورة مدنية، حيث نزلت في المدينة المنورة بعد هجرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إليها، وقد نزلت عقب سورة التغابن.
المحاور التي تناولتها سورة الصف
تتضمن السورة الكريمة ثلاثة محاور رئيسية، نوضحها في التالي:
- الدعوة إلى الجهاد في سبيل الله
حثت الآيات الكريمة على الجهاد في سبيل الله، مشيرة إلى أن تضحية المسلم بنفسه تأتي كنتيجة للإيمان القوي، محذرة من الفرار من الجهاد في سبيله. قال -تعالى-: (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ).
- توضيح فضل الجهاد في سبيل الله تعالى
أكدت الآيات الكريمة أن الجهاد في سبيل الله يُعتبر تجارة رابحة مع الله -تعالى-، حيث لا خسارة فيها. قال -تعالى-: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ).
تحمل أجر الجهاد في سبيل الله مغفرة للذنوب ورضا الله -تعالى-، بالإضافة إلى دخول جنات عدن التي تحتوي على النعيم الدائم. أما بالنسبة للجزاء في الدنيا، فإنه يتمثل في النصر على الأعداء وتعزيز كلمة الإسلام.
- تسليط الضوء على وحدة الرسالات الإلهية
تركزت جميع الرسالات التي جاء بها الأنبياء والرسل على توحيد الله -تعالى- ونبذ الشرك، كما تناولت شرائعهم أهمية الأخلاق ونبذ الرذائل والدعوة إلى الفضيلة.
قال -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).