مرض باركنسون
يعتبر مرض باركنسون (بالإنجليزية: Parkinson’s disease) أو ما يعرف بالشلل الرعاشي من أكثر الأمراض التنكسية انتشاراً التي تصيب الجهاز العصبي. يؤثر هذا المرض على الأعصاب التي تساهم في إنتاج دوديبامين (بالإنجليزية: Dopamine) في منطقة المادة السوداء (باللاتينية: Substantia Nigra) من الدماغ، مما يؤثر بشكل ملحوظ على حركة المصاب وقد يؤدي إلى فقدان السيطرة على العديد من العضلات بالجسم. يتطور المرض ببطء على مر السنوات، وتختلف الأعراض وسرعة تقدمها بين الأفراد. العديد من المصابين يستطيعون العيش لفترة طويلة بحياة طبيعية قبل أن يصلوا إلى مرحلة العجز الحركي. عادة ما يصيب المرض الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الستين، لكنه يمكن أن يظهر أيضاً بين مختلف الفئات العمرية.
تشخيص مرض باركنسون
لا يوجد حالياً اختبار تشخيصي محدد قادر على تأكيد الإصابة بمرض باركنسون، مما قد يجعل تشخيص المرض في بعض الحالات تحدياً. ومع ذلك، هناك مجموعة من الفحوصات التي يمكن للأطباء استخدامها لتقييم الحالة، وتشمل ما يلي:
- تاريخ الحالة الصحية: يستفسر الطبيب عن تاريخ المريض الصحي، بما في ذلك المشاكل الصحية الحالية والأدوية المستخدمة، بالإضافة إلى الاستفسار عن وجود تاريخ عائلي للمرض.
- الفحص السريري: يقوم الطبيب بتقييم مشية المصاب، وحالة العضلات، وحاسة الشم، والأعراض الظاهرة.
- اختبار تحليل الدم: غالباً ما يتم إجراء تحليل دم لاستبعاد مشاكل صحية أخرى، مثل اختلال مستويات هرمونات الغدة الدرقية أو مشكلات في الكبد.
- الاختبارات التصويرية: يتم استخدامها لاستبعاد أي مشاكل صحية أخرى، مثل الأورام أو الجلطات الدماغية. تشمل طرق التصوير المستخدمة: التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI)، التصوير بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound)، بالإضافة إلى التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (بالإنجليزية: PET scans)، وهو اختبار يمكنه تحديد كميات الدوبامين المخفضة في الدماغ.
- دواء كاربيدوبا وليفودوبا: (بالإنجليزية: Carbidopa-Levodopa) يُستخدم لعلاج مرض باركنسون، ويمكن استخدامه في التشخيص من خلال إعطاء المريض جرعة معينة. في حال حدوث تحسن ملحوظ في الأعراض، يمكن تأكيد الإصابة بالمرض.
أعراض مرض باركنسون
تختلف الأعراض الناتجة عن مرض باركنسون من فرد لآخر، وغالباً ما تكون الأعراض الأولية خفيفة وقد لا يلاحظها المصاب. تبدأ الأعراض بشكل متدرج على جانب واحد من الجسم، ثم تنتشر لاحقاً إلى الجانب الآخر مع تقدم المرض، مع استمرار شدة الأعراض في أحد الجانبين. تشمل الأعراض المرتبطة بالمرض ما يلي:
- الرعشة: تظهر عادةً في الأطراف، مثل اليدين أو الأصابع، وتكون الرعشة المرتبطة بالمرض ملحوظة خلال فترة الراحة، وقد يلاحظ المصاب نوعاً يعرف برعشة لف الأقراص (بالإنجليزية: Pill rolling tremor)، والتي تظهر نتيجة احتكاك إصبع الإبهام بإصبع السبابة.
- بطء الحركة: مع تطور الحالة، يصاب المريض ببطء في الحركة (بالإنجليزية: Bradykinesia)، مما يؤدي إلى صعوبات في تنفيذ بعض المهام، وقد ينتج عنها قصر خطوات الشخص وصعوبة في المشي، وكذلك معاناته من صعوبة في النهوض بعد الجلوس.
- تيبس العضلات: قد تتعرض أي عضلة للجسم للتيبس (بالإنجليزية: Muscle stiffness)، مما يؤدي إلى الشعور بالألم وتقييد نطاق حركة العضلة.
- اختلال القامة: يمكن أن يؤدي المرض إلى فقدان التوازن.
- فقدان الحركة التلقائية: قد يفقد المصاب القدرة على القيام بحركات لا إرادية، مثل ومض العينين، والابتسامة، وتأرجح اليدين أثناء المشي.
- تغيرات في الصوت: يعاني البعض من المصابين من مشاكل في الصوت، مثل التحدث بصوت منخفض وسريع، والتردد قبل الحديث، أو التحدث بنغمة واحدة دون تغيير في الطبقات الصوتية.
- مشكلات في الكتابة: قد يواجه المريض صعوبة في الكتابة، حيث تكون خطه صغيراً وغير واضح.
مضاعفات مرض باركنسون
يمكن أن تشير الإصابة بمرض باركنسون إلى مجموعة من المضاعفات الصحية، ومنها:
- صعوبة التفكير: قد يؤدي المرض إلى مشاكل إدراكية أو الخرف (بالإنجليزية: Dementia)، والتي غالباً ما تكون ملحوظة في المراحل المتقدمة من المرض.
- الاكتئاب: قد يصاحب الإصابة بالمرض مشاعر الاكتئاب أو مشاكل عاطفية أخرى، مثل الخوف والقلق، وعادة ما يمكن معالجة هذه الأعراض بواسطة بعض الأدوية.
- صعوبة البلع: مع تقدم المرض، قد يواجه المريض صعوبة في البلع، مما يؤدي إلى تدفق اللعاب من فمه (بالإنجليزية: Drooling).
- اضطرابات النوم: غالباً ما يواجه المصابون بمرض باركنسون مشاكل متعلقة بالنوم، مثل الاستيقاظ المتكرر أثناء النوم، أو الاستيقاظ مبكراً، أو الشعور بالنعاس خلال النهار.
- مشكلات المثانة: تتضمن غالبًا صعوبة التبول أو فقدان السيطرة على التبول.
- الإمساك: يتسبب مرض باركنسون في ضعف حركة الأمعاء، مما يؤدي إلى شيوع الإمساك.
- مضاعفات أخرى: بالإضافة إلى ما سبق، قد تؤدي الإصابة بالمرض إلى مضاعفات صحية متنوعة، مثل:
- هبوط ضغط الدم الانتصابي (بالإنجليزية: Orthostatic hypotension).
- ضعف حاسة الشم.
- الشعور بالتعب والإرهاق العام.
- العجز الجنسيّ (بالإنجليزية: Sexual dysfunction).