تعريف المعايير الشرعية وأهميتها في الإسلام

فهم المعايير الشرعية

سنّت الشريعة الإسلامية مجموعة من المعايير يتراوح بعضها بين الثبات والمرونة، حيث تتغير هذه المعايير وفقًا للزمان والمكان. يُعرّف المُعَايير الشرعية بأنها: “المصادر الأساسية للتشريع، والتي تشمل: القرآن، والسنة، والإجماع، والقياس؛ بالإضافة إلى المصادر الفرعية مثل استحسان، واستصلاح، واستصحاب، وسد الذرائع، والعرف”. المُعَيار هنا هو الحكم الشرعي الذي تتحدد بموجبه المسائل والضوابط المستندة إلى مصادر التشريع الإسلامي.

المصادر الأصلية للمعايير الشرعية

تنبع المعايير الشرعية من المصادر الأساسية والفرعية، وتتمثل المصادر الأصلية في: القرآن، والسنة، والإجماع، والقياس، على النحو التالي:

  • القرآن

يعتبر القرآن المصدر الأول للتشريع في الإسلام، حيث يحتوي على العديد من الأحكام. قال الله تعالى: (وَنَزَّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبيانًا لِكُلِّ شَيءٍ وَهُدًى وَرَحمَةً وَبُشرى لِلمُسلِمينَ). لذا، يجب رد أي مسألة جديدة إلى معيارها الأساسي وهو القرآن.

  • السنة النبوية

تعد السنة النبوية المصدر الثاني للتشريع، حيث تأتي بأحكام مفصلة تكمل ما ورد في القرآن، وتشتمل أيضًا على أحكام لم تُذكر في القرآن. قال تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا). ومن الضروري على المؤمن فحص قضاياه وفقًا لمعايير القرآن والسنة فيما يتعلق بالأحكام والآداب.

  • الإجماع

يمثل الإجماع توافق الأمة الإسلامية على أمر من الأمور الدينية.

  • القياس

يعني القياس عَوْدَ فرع معين إلى أصله وذلك بسبب اشتراكهما في العُلة، حيث يتميز القياس بالمرونة، مما يسمح بامتداد الأحكام لتشمل المستجدات نتيجة لاتفاقها في العُلة ذاتها.

المعايير الشرعية الفرعية

تأتي المعايير الشرعية الفرعية بعد المعايير الأصلية من حيث الأهمية، وهي تتمتع بالمرونة. وفيما يلي شرح لهذه المعايير:

  • الاستحسان

يُعرّف الاستحسان بأنه ترجيح دليل على آخر، أو أنه العمل بالحجة الأقوى أو الأحسن.

  • الاستصلاح

يمثل الاستصلاح اجتهاد المجتهد في الحكم على فعل ما بأنه مفيد وليس هناك ما ينفيه في الشرع.

  • الاستصحاب

يعني الاستصحاب “الاستمرار في إثبات ما كان ثابتًا، أو نفي ما كان منفيًا”، أي أن الأشياء تظل في حكمها حتى يطرأ ما يقتضي تغييرها وفقًا لما يوافق الشرع، كمثال استمرار الملك حتى يتم نقل الملكية من خلال البيع أو الهبة.

  • سد الذرائع

يطبق معيار سد الذرائع ويعتبر من المعايير المعروفة لدى الحنابلة والمالكية، حيث ينص على منع الوسائل التي قد تؤدي إلى ارتكاب المحرمات أو إهمال الأوامر الشرعية.

  • العرف المتفق مع الشريعة

العرف الذي يتماشى مع الشريعة هو ما اعتاد عليه الناس وأصبح سلوكًا شائعًا بينهم.

كيفية التعامل مع المعايير الشرعية

تشمل مصادر التشريع الأساسية: القرآن والسنة والإجماع والقياس. وهذه المصادر الثلاثة متفق عليها من حيث الاعتراف بها. وقد اختلف بعض العلماء، مثل داود وابن حزم، في قبول القياس. هناك أيضًا مصادر أخرى مثل الاستحسان والمصالح المرسلة وفعل الصحابي والاستصحاب والعرف، حيث اتخذ العلماء آراء مختلفة تجاهها. لذا، يجب على المسلمين الالتزام بما يلي:

  • الإيمان بسلطة المصادر الأصلية للتشريع، وهي المعايير الشرعية.
  • العمل بما تتطلبه هذه المعايير.
  • مراجعة الأعمال بشكل دوري وفقًا لهذه المعايير.
  • الاطلاع على المعايير الشرعية الفرعية.
  • تقدير جهود العلماء في توضيح كل من المعايير الشرعية الفرعية والأصلية.
Scroll to Top