العلم: أساس الكون والتقدم
قال الشاعر أحمد شوقي:
العلم يبني بيوتاً لا عماد لها
والجهل يهدم بيت العزِّ والكرمِ
يمكننا القول إن العلم هو العمود الرئيسي الذي يقوم عليه تقدم المجتمعات، وهو السر وراء التطور المستمر للحياة. العلم يعد المعيار الأساسي الذي يقيس به تقدّم الشعوب، ويعكس هذا التصور أهمية العلم وضرورته، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ*اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ*عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ). يحمل العلم في طياته خيرات لا تُحصى للفرد والمجتمع، ومنذ أن يختبر الفرد طعم العلم، لا يمكنه الاكتفاء منه، فكلما ازداد علمه، تعاظمت رغبته في استزادة المعرفة طمعاً في الجنة والرزق والتطور والسمو، وكذلك للخروج من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة في الحياة الدنيا والآخرة.
بالعلم نتطور وتنمو حياتنا
للعلم فوائد جليلة يصعب على الإنسان إدراكها بالكامل، فهو ركيزة أساسية للقضاء على الأمراض والحد من انتشار الأوبئة وتقليص أعداد الوفيات. بفضل العلم، تم تطوير وسائل النقل التي سهلت على البشر الوصول إلى كل بقعة من الأرض. كما أدت الابتكارات العلمية إلى اختراع الآلات وإنشاء المصانع التي تهدف إلى تسهيل الحياة، وما نراه من بنايات شاهقة وشوارع ممهّدة لم يكن ليظهر لولا الفضل الكبير للعلماء. بالإضافة إلى ذلك، نرى كيف أتاحت لنا التكنولوجيا إرسال الرسائل النصية والصوتية والتي تصل بسرعة فائقة بفضل الجهود العلمية.
لقد كان العلم بوابة الإنسان إلى اكتشاف الفضاء وما يحتويه من مجرات وظواهر كونية للتعرف على كل ما يمكن الاستفادة منه. كما مكنتنا المعرفة من استكشاف طبيعة الكون والتنبؤ بالأحوال الجوية، مما ساعدنا في الاستعداد للزلازل والبراكين والأعاصير، وبذلك أنقذنا آلاف الكائنات الحية، مما أسهم في تحسين صحتها وطول عمرها.
لذلك، وضع الله لطالب العلم طريقًا سهلًا وميسّرًا ليتمكن من السمو بنفسه والمجتمع الذي ينتمي إليه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن سلَك طريقًا يَلتمس فيه علمًا، سهَّل الله به طريقًا إلى الجنَّة).
للعلم تأثير عظيم في رفع درجات الإنسان عند الله وزيادة قيمته، بالإضافة إلى ما يجلبه الشخص المتعلم لمجتمعه ووطنه من فوائد. لذا، ينبغي علينا جميعًا السعي لاكتساب العلوم ونشرها بإخلاص، وتقدير العلماء وتبجيلهم.
بالعلم نقترب إلى الله
قال الله تعالى في كتابه الكريم: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)، مما يوضح أهمية العلم وفضله على الفرد. فهل يوجد هدف أسمى من التقرب إلى الله؟ إذا كان علم الشخص في سبيل الله وفي خدمة مجتمعه وعالمه، فإنه يكون أكثر خشيةً وتواضعًا أمام الله.
العلم يُعتبر غذاءً للروح الإنسانية، وبه ترتقي نفوسنا نحو آفاق أعلى وغايات نبيلة. فلا يمكن لدولة أن تحقق تقدمًا بدون علم، ولا يستطيع الأفراد بلوغ أهدافهم وطموحاتهم دون المعرفة. العلم يمثل الوسيلة السامية التي تقودنا إلى الجنة في الآخرة، وإلى تحقيق أحلامنا والرقي في حياتنا الدنيا.