مفهوم الحجاج وأهميته في التواصل

الحجاج

هو الحجاج بن يوسف الثقفي، المعروف بلقب أبي محمد، وُلد في عام أربعين هجريًا الموافق 661 ميلاديًا في مدينة الطائف، في منطقة ثقيف. يُعتبر قائدًا أمويًا بارزًا، عُرف بدهائه وفصاحته، ويشتهر بلقب “السفّاك”. تولى الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان قيادة العسكر في الشام وأوكل إليه العديد من المهام.

نشأته

نشأ الحجاج في مدينة الطائف، حيث بدأ في تلقي تعليمه في علوم القرآن الكريم والحديث والفصاحة. عمل في بداية شبابه كمعلم، حيث قام بتعليم الطلاب القرآن الكريم وبعض مبادئ الدين الإسلامي. ثم اتجه إلى الشام في ظل الخلافة الأموية، حيث انخرط في الحياة السياسية من خلال الانضمام إلى جهاز شرطة الإمارة، الذي كان يعاني من فوضى وعدم تنظيم. أسهم بشكل كبير في حماية الدولة الأموية من الانهيار، وأعاد هيكلتها وتنشيطها بفضل شجاعته وذكائه. بعد توليه قيادة الشرطة، طبّق العقوبات الصارمة على المخالفين، وتمكن من ضبط الأمور بشكل متكامل، كما قاد جيشًا لمحاربة الخارجين عن القانون.

حرب مكة

تولى الحجاج قيادة الجيش الذي أرسله الخليفة عبد الملك بن مروان إلى الطائف للقضاء على عبدالله بن الزبير. قدّم ابن مروان الدعم بجيوش كبيرة، وحاصرت مكة المكرمة في عام 73 هجريًا، حيث كان ابن الزبير موجودًا داخلها. دخل الحجاج مكة واحتل الأخشبين المطلة على المسجد الحرام من الجهتين الشرقية والغربية، وعرض السلام على أتباع ابن الزبير، لكن ابن الزبير رفض هذا العرض وفضل القتال، مما أدى إلى مقتله عن عمر يناهز اثنين وسبعين عامًا.

ولاياته

بعد انتصاره في حرب مكة، تولى الحجاج ولاية الحجاز. ولكن نشبت الخلافات بين أهالي مكة وأهل المدينة. وعندما حلّ عام 75 هجريًا، أقدم عبد الملك بن مروان على عزل الحجاج عن ولاية الحجاز بسبب كثرة الشكاوى ضده، وعيّنه واليًا على العراق. استمر حكمه للعراق لمدة عشرين عامًا، حيث خاطب الناس في الكوفة التي كانت مقسمة بين عراق العرب وعراق العجم. بدأ خطبته بكلمات شهيرة: “أنا ابن جلا وطلّاع الثنايا … متى أضع العمامة تعرفوني”. أظهرت هذه الخطبة طبيعة سياسته الصارمة، حيث سادت حالة من الرعب بين أهل العراق. كما استطاع السيطرة على الجزيرة العربية، وواجه الخوارج وقام بقمع الثائرين على الدولة الأموية.

وفاته

توفي الحجاج في آخر عمره بعد معاناة من مرض شديد، قيل إنه سرطان المعدة. انتقل إلى رحمة الله في العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك عام 95 هجريًا، الموافق 714 ميلاديًا.

Scroll to Top