مفهوم أصول التربية وأهميتها في العملية التعليمية

التربية

تعتبر التربية من أهم المفاهيم المتداولة في الحياة اليومية لأي مجتمع، فقد مارسها البشر منذ العصور القديمة، مما جعلها تعد من المفاهيم المحورية التي يتداولها الجميع. في اللغة، تُفهم التربية على أنها تغذية، نمو، وتثقيف، بينما تُعرف اصطلاحًا بأنها عملية تفاعلية مستمرة تشمل جميع الأنشطة التي تؤثر على الفرد بشكل إيجابي وسلبي، وتوجه عمله في مسيرته الحياتية.

أصول التربية

أصول التربية هي أحد فروع العلوم الإنسانية التي تدرس العلاقة بين الإنسان وبيئته. وتهتم بدراسة العلم المؤسس الذي يعتمد عليه التطبيق التربوي الفعال. تتضمن هذه الأصول مبادئ، قواعد، نظريات، وافتراضات تشكل الأساس لأي نظام تربوي، وتعتبر بمثابة الجذور التي تنبثق منها المفاهيم والممارسات التربوية المختلفة.

أهداف التربية

  • تكوين مواطن صالح، أي شخصية تلتزم بالقوانين والأخلاقيات المجتمعية بإرادة ذاتية.
  • تنمية شخصية الأفراد عبر توجيه سلوكهم في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية.
  • تحقيق النمو الشامل للفرد ليصبح متكاملاً من الناحية العقلية، الجسدية، الخلقية، الانفعالية، والحركية.
  • إعانة الأفراد على التكيف عن طريق اكتساب الاتجاهات الإيجابية التي تساعدهم في التفاعل مع البيئة الاجتماعية والطبيعية.
  • الوصول إلى الكفاية الإنتاجية، من خلال تنفيذ خطط تهدف لتعزيز الثروة الحيوانية والمصنعة، بالإضافة إلى تطوير البيئات التعليمية لإعداد أفراد مؤهلين.

التربية في المجتمعات البدائية

تتميز التربية في المجتمعات البدائية بعدة خصائص، منها:

  • البساطة والحد الأدنى من المتطلبات، حيث اقتصرت احتياجاتهم على الطعام والشراب والمأوى والكساء.
  • أسلوب التقليد ومحاكاة الأخرين، حيث تمحورت حول التدريب العملي المتتابع.
  • وجود نوع من التربية العشوائية والرسمية، حيث كان أفراد المجتمع يتشاركون في التربية.

يمكن تقسيم التربية البدائية إلى قسمين: التربية المرئية (العملية)، التي تركز على تطوير القدرات الجسدية للإنسان لتلبية الاحتياجات الأساسية، والتربية غير المرئية (النظرية)، التي كان يمارسها الكاهن أو شيخ القبيلة من خلال الطقوس والاحتفالات المرتبطة بمعتقدات المجتمع.

التربية في العصور القديمة

خلال العصور القديمة، تشهد الحياة تعقيدات أكبر، مما جعل من الصعب على الأسر القيام بمهام التربية بمفردها. في هذا السياق، ظهرت مهنة جديدة تعرف بمهنة المربين، حيث كانت عمليات التعليم تتم في دور العبادة والساحات العامة، تطورت لاحقًا إلى إنشاء المدارس النظامية. ومع هذا التقدم، بدايات الكتابة وظهور الحضارات سجلت القوانين والنظم.

التربية في العصور الوسطى

أثرت التربية في تلك الفترة في ظهور الدين المسيحي، الذي أحدث تغييرًا جذريًا في الحياة الاجتماعية في أوروبا، حيث كانت أهداف التربية المسيحية تتلخص في:

  • تكوين إنسان مسيحي يعرف الرب.
  • تهذيب الأخلاق، تنقية الروح، وتعزيز القيم الإنسانية.
  • تحقيق نموذج إنساني مثالي في شخصية الفرد المسيحي.
  • إصلاح المجتمع من تأثيرات الثقافة الرومانية واليونانية السلبية.
Scroll to Top