الكفاءة والفعالية
تسعى كافة المؤسسات والشركات إلى تحقيق أهدافها من خلال الخطط المدروسة التي تقوم بوضعها، بهدف إنشاء توازن بين تطلعاتها في الوصول إلى هذه الأهداف وقدرات العاملين فيها. وتهدف الإدارة في أي مؤسسة أو شركة إلى تحقيق تفاعل فعال بين جهود الأفراد والجماعات لضمان تحقيق الأهداف بأقصى درجات الكفاءة والفعالية.
الفارق بين الكفاءة والفعالية
من الواضح أن الكفاءة تختلف عن الفعالية، إلا أنهما مرتبطتان بشكل وثيق. فالكفاءة والفعالية هما مفتاح نجاح أي إدارة. الكفاءة تعني تحقيق الأهداف بطرق صحيحة، مما يسمح بتحقيق أفضل النتائج من خلال الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة مع تحديد العدد المطلوب من الأفراد لإنجاز المهام المطلوبة.
أما الفعالية، فلها تعريفات متعددة؛ من بينها كونها القدرة على أداء المهام الصحيحة، الأمر الذي يمكّن المؤسسة من تنفيذ الأنشطة اللازمة. كما يُنظر إلى الفعالية على أنها الإنتاجية، حيث يُعتبر مستوى إنتاجية الفرد مؤشراً على فعاليته. ومع ذلك، يرى بعض الباحثين أن هذا التعريف قد لا يعكس المعنى بدقة، ويشير إلى أن الفعالية تعكس القدرة على تحقيق أكبر قدر من الإنتاج باستخدام أقل الموارد الممكنة، أو بالمقياس الذي يمكن من خلاله تحقيق الأهداف المرسومة للمؤسسة.
ومع ذلك، لا تعني العلاقة بين الكفاءة والفعالية أنها دوماً متلازمة؛ فقد تتمتع المؤسسة بمستوى عالٍ من الفعالية في تحقيق أهدافها دون أن تتمتع بكفاءة موظفيها. فقد تكون المؤسسة تحقق الأهداف وتنتج ما هو ضروري باستخدام مواردها المتاحة أو أقل منها، لكن إذا كانت تبيع منتجاتها بخسارة، فهذا يدل على فقدان الكفاءة على الرغم من امتلاكها للفعالية. لذلك، إذا اجتمعت الكفاءة مع الفعالية، ستصبح المؤسسة نموذجاً من أنجح الكيانات التي تحقق أهدافها وتولد الأرباح، مع ضرورة مراعاة دور العاملين وتأمين حقوقهم وت وضعهم في المناصب الملائمة لقدراتهم.
متطلبات نجاح الفعالية
لكي تتحقق الفعالية، يجب توافر عدة شروط أساسية، منها:
- تحقيق الأهداف المنشودة للمؤسسة.
- توفير الموارد اللازمة لتحقيق تلك الأهداف.
- أن تكون عملية الإنتاج ميسرة، وفي الوقت ذاته منظمة بدقة، مع تحقيق رضا وظيفي لكافة العاملين.
- ضمان رضا الأطراف المعنية بالمؤسسة، وخاصةً أولئك الذين يعتمدون على المؤسسة في بعض أنشطتها، ويجمعهم مصالح مشتركة.
في مجال الإدارة، ترتبط الفعالية بشكل مباشر بأهداف الإدارة، حيث تسعى الإدارة إلى تحقيق نتائج إيجابية للمؤسسة، وهذا ما تحقق الفعالية. ولا يمكن أن تسهم الفعالية في تحقيق أمر يؤذي مسار العمل أو الإنتاج في المؤسسة.
الفعالية في حياتنا
لا تقتصر الفعالية على نجاح الأفراد في مجالات الإدارة والعمل بالشركات، بل يمكن أن يكون الشخص فعالًا في مجتمعه من خلال تقديم ما يلزم لتحقيق المنفعة لأبناء وطنه أو تحقيق أهداف شخصية وضعها لنفسه. وعادة ما تطرأ ظروف قاهرة قد تؤثر على سعي الفرد نحو تحقيق الفعالية، مما يتطلب التصرف بحكمة دون التفريط في أهمية الوصول إلى الأهداف بشكل ناجح. وهذا هو الفرق الجوهري بين الشخص الفعّال وغير الفعّال.