سلوكيات المراهقين
يمر العديد من المراهقين بتجارب عاطفية معقدة ويعبرون عنها بطرق متنوعة. يُعتبر التغير في المزاج أمرًا شائعًا بين المراهقين، حيث تتأثر هذه التقلبات بالتغيرات الهرمونية المرتبطة بفترة البلوغ. قد تظهر على بعضهم علامات الغضب ورغبة في الاستقلال، مما يجعلهم يقضون وقتًا طويلاً مع أقرانهم أو يفضلون العزلة في غرفهم بعيدًا عن والديهم. إن توفير الدعم والإرشاد في توجيه سلوك المراهقين ووضع الحدود المناسبة يُساعد في مواجهة تحديات هذه المرحلة العمرية.
استراتيجيات تعديل سلوك المراهقين
تعزيز القدرة على التكيف لدى المراهقين وبناء مرونتهم يعتبر أمرًا ضروريًا لمواجهة المواقف الصعبة. إن وجود علاقة صحية وإيجابية مع المراهق يسهم في تعزيز هذه المرونة. يمكن تعزيز السلوكيات الإيجابية لدى المراهق من خلال اتباع الخطوات والاستراتيجيات التالية:
- تشجيع تبني عادات صحية تشمل الغذاء المتوازن، ممارسة الرياضة، والحصول على قسط كافٍ من النوم.
- الاستماع للمراهق وعدم مقاطعته، حيث يتم تقدير مخاوفه وآرائه.
- إشراك المراهق في حل المشكلات وأخذ رأيه قبل تقديم النصيحة.
- إظهار اهتمام حقيقي بتفاصيل حياته والاحتفاء بإنجازاته.
- تشجيع المراهق على التعبير عن مشاعره وفتح الحوار حول مشاكله، لضمان عدم وجود مصادر للقلق.
- قضاء وقت مع المراهق، سواء بشكل منفرد أو مع أفراد الأسرة.
- إذا كانت العلاقة مع المراهق تحديًا، يُمكن طلب مساعدة شخص بالغ موثوق مثل عم أو صديق للعائلة ليكون قدوة له.
- تجنب الجدل الحاد حيث يؤدي النقاش في الغالب إلى مشاحنات. يجب على الأهل تفهم بعض تصرفات المراهق خلال النقاش، وتوجيههم للتعبير عن مشاعرهم بطريقة مناسبة، بدلاً من التصادم. يجب أن يسمح الأهل للمراهق بالتحدث بحرية مع محاولة تخفيف التوتر بأسلوب فكاهي دون استهزاء.
- تحديد الحدود وتوضيح العواقب، حيث ينبغي منح المراهق فرصة لتطوير استقلاليته مع وضع عواقب واضحة في حال تم تجاوز الحدود. يجب تذكير المراهق بأن هناك تداعيات للسلوكيات غير المقبولة.
- مواجهة سلوكيات العنف والعدوانية؛ فمن المهم توعية المراهق بأن السلوكيات العنيفة غير مقبولة، وضرورة تجنب استخدام أساليب عنيفة في التعامل معه. يجب منح المراهق وقتًا للاسترخاء عند النقاش للحد من العنف وتطبيق عقوبات غير عنيفة عند الحاجة.
المشكلات السلوكية الشائعة خلال مرحلة المراهقة
إليكم بعض المشكلات السلوكية التي قد يعاني منها المراهقون:
- التحدي والمشاحنة مع الوالدين أو الأشقاء.
- عدم الاحترام تجاه أفراد الأسرة.
- تقلبات عاطفية وزيادة حدة المزاج.
- السلوك العنيف أو العدواني.
أسباب مشكلات السلوك خلال مرحلة المراهقة
فيما يلي بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى مشكلات سلوكية لدى المراهقين:
- تجارب المراهقين للمشاعر بشكل مكثف وافتقارهم لطرق فعّالة للتعامل معها، مما قد يؤدي إلى تصرفاتهم بعدم احترام الآخرين.
- عدم اكتمال نمو منطقة القشرة الأمامية من الدماغ المسؤولة عن تنظيم السلوك وضبط الذات حتى بلوغهم العشرين من العمر، مما يتسبب في صعوبات في اتخاذ القرار.
- تصرفات صعبة قد تنجم عن وقوع أحداث مرهقة أو مزعجة، مثل الشجار مع الأصدقاء.
- تتأثر سلوكيات المراهقين أيضًا بعوامل مثل نقص النوم، التغذية غير السليمة، والانغماس الزائد في استخدام الهواتف أو مشاهدة التلفاز، بالإضافة إلى التأثير السلبي للصحة النفسية.