ما هو الاتصال البيداغوجي؟
يمكن تعريف الاتصال البيداغوجي على أنه مجموعة من المفاهيم والأساليب والممارسات التي تسهم في تحسين عملية التعلم والتدريس. تعتمد فعالية هذا الاتصال على تفاعل ناجح بين المعلمين والطلاب، على الرغم من أن بعض المعلمين قد لا يستخدمون جميع استراتيجيات الاتصال المتاحة. كما أنه لا يجوز اعتبار امتلاك المعلم للمعرفة في محتوى المادة كافيًا بحد ذاته، إذ يتطلب الأمر أيضًا القدرة على توصيل هذه المعرفة بفعالية للطلاب.
علاوة على ذلك، يمكن فهم الاتصال البيداغوجي كنظام متكامل من الأدوات والأساليب المصممة لتحقيق الأهداف التعليمية المنشودة. من المهم الإشارة إلى أنه لا يوجد معلمان يتبعان نفس النهج تمامًا في تفاعلهما مع الطلاب، على الرغم من إمكانية تشابه بعض الجوانب في شخصياتهم. يمكن أيضاً اعتبار الاتصال البيداغوجي بمثابة مجموعة فريدة من المبادئ والأفعال والتقنيات التي ينتهجها المعلم لتحقيق أهدافه التعليمية.
يواجه العديد من المعلمين تحديات في توصيل المعلومات للطلاب أثناء الحصص. ومع ذلك، فإن استخدام وسائل الاتصال البيداغوجي يساعد بشكل كبير في تقليل هذه التحديات، مما يمكن المعلم من توصيل المعلومات بفعالية أكبر، وبالتالي يحفز الطلاب على أن يصبحوا أكثر نشاطًا وتفاعلًا خلال الحصة الدراسية.
استراتيجيات الاتصال أثناء الحصة
اختيار الاستراتيجية المناسبة للتواصل أثناء الحصة ليس بالأمر البسيط، نظرًا لوجود مجموعة متنوعة من الطرق التي تتسع باستمرار. تشمل هذه الأساليب (المحاضرات، والمناقشات، والأنشطة الصغيرة، وتعليم الأقران، والتعليم بمساعدة التكنولوجيا، والبث الصوتي، والألعاب التعليمية، والتجارب العملية). يتطلب الأمر من المعلم اختيار الاستراتيجية التي تتناسب مع محتوى الدرس وظروف الصف. وقد قام كل من Cooper & Simonds بتطوير مجموعة من التوجيهات لاختيار الاستراتيجية المناسبة، ومن أبرزها:
- أي أسلوب تدريس يشعر المعلم بالراحة عند استخدامه؟
- ما هي خلفيات ومستويات المعرفة لدى الطلاب ومدى اهتمامهم بالموضوع؟
- ما هو الهدف من الدرس وما هي النتائج المرجوة؟
- ما هي العوامل البيئية، ومدة الحصة، وإمكانية توفير التدريب العملي؟
وسائل الاتصال التعليمية
تتنوع وسائل الاتصال البيداغوجي وتتضمن ما يلي:
الاتصال اللغوي (الشفوي)
يقوم المعلم بتوظيف اللغة المنطوقة والكتابية كوسيلة أساسية لتقديم المعلومات، حيث تعتبر اللغة الشفوية وسيلة التدريس الأولى، وهذا يجعلها من أهم وسائل الاتصال المستخدمة في العملية التعليمية.
الاتصال غير اللفظي
عندما يتفاعل المعلم مع الطلاب، فإنه يستخدم التعبيرات الجسدية ولغة الجسد لجذب انتباههم، حيث يمكنه من خلال الحركات والإشارات غير اللفظية تحفيز الطلاب على المشاركة. وعلى الرغم من عدم ورود كلمات، فإن الطلاب قادرون على تفسير هذه الإشارات بكفاءة. ويعد تغيير نبرة الصوت أحد جوانب الاتصال غير اللفظي التي تؤثر في مزاج واهتمام الطلاب، مما يجعل أي عنصر من ممارسات المعلم ضمن هذه الوسائل، حتى وإن كانت قربًا من الوسائل الأخرى، نظرًا لارتباطها الوثيق بالتواصل اللغوي. وتبقى الأشكال العاطفية في الاتصال التعليمي غالبًا ما تتطلب استخدام وسائل غير لفظية.
الاتصال السمعي والنصي والبصري
يعتمد المعلمون بشكل كبير على النصوص المكتوبة والمواد السمعية أو المرئية. ومع تزايد استخدام البرامج التعليمية والكتب الإلكترونية، أصبحت هذه الموارد جزءًا لا يتجزأ من العملية التعليمية. كما تحتوي الكتب المدرسية غالبًا على العديد من الأنشطة والرسوم التوضيحية. على سبيل المثال، عند قراءة نص، يتم استخدام التواصل النصي البصري، وقد يحتوي الكتاب الإلكتروني على عناصر تواصل سمعية ونصية وبصرية مختلفة.