حكم عدم أداء صلاة الشفع وصلاة الوتر

بين بعض العلماء أن صلاة الشفع والوتر تُعتبر واجبة نظرًا لأهميتها البالغة، لكن غالبية الفقهاء أشارت إلى أنها سنة. وفي حال تركها الشخص، فلا يُعد ذلك كفرًا.

حكم ترك صلاة الشفع والوتر

  • إن صلاة الشفع والوتر تُصنّف كصلاة سنة، ولكنها تتمتع بمكانة رفيعة.
    • وقد ذُكرت في القرآن الكريم في سورة الفجر: (بسم الله الرحمن الرحيم “والفجر- وليال عشر- والشفع والوتر..”).
  • ووفقًا لما أكد عليه العلماء، فإن من يترك هذه الصلاة عمدًا فإنه يستحق اللوم، إذ أنها سنة مؤكدة.
    • كما أنها سهلة للغاية، لذا يجب علينا أن لا نفقد هذه الفرصة بسبب الكسل.
  • وقد سُئل الإمام أحمد عن تارك صلاة الوتر، فأجاب بأنه “رجل سوء”، ولا يُقبل له شهادة.
  • على الرغم من أن صلاة الوتر تُعتبر سنة، فإن الاستمرار في تركها يُعبر عن ضعف في الإيمان، ويتوجب على المسلم الاستفادة من هذه الصلاة.
    • فالأفضل للمسلم هو الحفاظ على السنن والنوافل، لأنها تعوض النقص في الفرائض.
  • وقد جاء في حديث قدسي يسلط الضوء على أهمية النوافل، حيث روي عن البخاري: “وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه”.
  • كما أوضح العلماء أن ترك السنة بسبب التهاون يُعتبر فسقًا.
  • وأجاب الدكتور مجدي عاشور، “مستشار مفتي الجمهورية”، على سؤال حول إثم تارك صلاة الشفع والوتر، من خلال فيديو، موضحًا أن صلاة الوتر تُعتبر مؤكدة، مستندًا إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه: “أوصاني خليلي بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتين الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام”.
  • وأشار الدكتور مجدي أيضًا إلى أن ترك صلاة الوتر ليس إثمًا، ولكن المحافظة عليها يُعتبر اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.
    • وقد استند إلى حديث عن ابن عمر رضي الله عنها قال: “اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا”، متفق عليه.

كيفية صلاة الشفع والوتر

  • تتلقى دار الإفتاء المصرية استفسارات حول هذا الموضوع، حيث قال الدكتور محمود شلبي “مدير إدارة الفتاوى الفقهية وأمين الفتوى”.
    • إن أقل عدد لركعات صلاة الوتر تكون ركعة واحدة، وأكثرها 11 ركعة.
  • وقد أوضح أن المصلي إذا أراد صلاة 3 ركعات، يتعين عليه أولًا الصلاة 2 ثم التسليم، ثم يؤدي الركعة الثالثة.
  • بالإضافة إلى أن الشيخ أحمد ممدوح أشار إلى أن وقت صلاة الوتر يمتد من بعد صلاة العشاء حتى طلوع الفجر.
  • وسميت صلاة الوتر بهذا الاسم لأنها تُصلى إما ركعة واحدة أو ثلاث، إذ أنها سنة مؤكدة وليست فريضة.
  • يستطيع المسلم أن يؤدي صلاة الوتر بطريقتين:

الطريقة الأولى

  • إذا رغب في الصلاة 3 ركعات دون التشهد الأوسط, طبقًا لحديث السيدة عائشة رضي الله عنها.
    • حيث قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يسلم في ركعتي الوتر”.
    • وفي رواية: “كان يوتر بثلاث لا يقعد إلا في آخرهن”. رواه النسائي والبيهقي.

الطريقة الثانية

  • تتمثل في صلاة ركعتين ثم الوتر بركعة واحدة، وذلك حسب حديث ابن عمر رضي الله عنه: حيث كان يُفصِل بين شفعه ووتره بتسليمة، وقد أخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك.
    • رواه ابن حبان، وقال ابن حجر في الفتح إن إسناده قوي.
  • يجب على المصلي أن يتجنب أداء صلاة الوتر بطريقة مشابهة لصلاة المغرب.
    • وذلك لما جاء في الحديث: “لا تشبهوا الوتر بصلاة المغرب”، رواه الدارقطني وقال إن رواته ثقات.

متى ينتهي وقت صلاة الوتر وقيام الليل؟

  • سُئل الشيخ عويضة عثمان “أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية” في برنامج “فتاوي الناس”.
    • وكان السؤال: “هل يجوز لي أن أصلي الشفع والوتر بعد صلاة الفجر، لأنني أحيانا أصلي الفجر بعد طلوع الشمس؟”.
  • فقد أجاب الشيخ عويضة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُصَلي الوتر في بعض الأوقات، ولكنه أداها خلال النهار 12 ركعة.
  • إذا نسيت صلاة الوتر، يمكنك قضاؤها نهارًا، ولكن إذا كنت تصلي ركعتين، عليك أن تقضيها بأربعة.

كما يمكنكم الاطلاع على:

حكم صلاة الشفع والوتر بالأدلة

  • كانت صلاة الوتر واجبة فقط على النبي، بينما تُعتبر عند مجمل العلماء من السنن المؤكدة. وهناك من اعتبرها واجبة.
  • ومع ذلك، ليست واجبة، والدليل على ذلك هو ما رواه البخاري ومسلم عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه.
    • قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: “يا رسول الله، أخبرني ماذا فرض الله علي من الصلاة؟”.
    • فقال: “الصلاوات الخمس إلا أن تطوع شيئًا”.
    • وفي لفظ مسلم: “خمس صلوات في اليوم والليلة. فقال: هل علي غيرها؟ قال: لا، إلا أن تطوع”.
  • وقد ذكر النووي أن صلاة الوتر ليست واجبة.
  • وفي الفتح، أوضح الحافظ: “لا يُجب على الشخص من الصلوات سوى الخمس، خلافًا لمن أوجب الوتر أو سنة الفجر”.
  • عمومًا، تُعتبر صلاة الوتر من السنن المهمة التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث، منها:
  • روى مسلم عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
    • “أوتروا قبل أن تصبحوا”.
  • وروى أبو داود عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    • “يا أهل القرآن، أوتروا، فإن الله وتر يحب الوتر”، صححه الألباني في صحيح أبي داود.
  • نظرًا لأهمية صلاة الوتر، كان الرسول يؤديها حتى في السفر.
    • حيث روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما.
    • قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في السفر على راحلته حيث توجهت به، يومئ إيماءً صلاة الليل إلا الفرائض، ويوتر على راحلته”.
  • وقال ابن قدامة رحمه الله إن الوتر غير واجب، وكذلك قال الإمام مالك والشافعي، بينما اعتبر أبو حنيفة الوتر واجبًا.

هل صلاة الوتر واجبة، وهل يُؤاخَذ الذي يصليها يومًا ويتركها يومًا آخر؟

  • الإجابة هي أنه لا يُؤاخَذ لأنه سنة، لكن يُفضل السعي للمحافظة عليها، وإذا فُوتت يمكن قضاؤها نهارًا شفعًا.
  • وكما ثبت عن عائشة رضي الله عنها، قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا شغله نوم أو مرض عن صلاة الليل صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة”، رواه مسلم في صحيحه.
Scroll to Top