تعريف مفهوم المستوى الصرفي في اللغة العربية

المستوى الصرفي

تعتبر ظاهرة التفكيك اللغوي إلى العناصر الأساسية أحد أوجه التحليل اللغوي، والذي يشتمل على مجموعة متنوعة من الأساليب تبعاً للمستوى اللغوي الذي تختص به الظاهرة. ولعل من بين هذه المستويات ما يُعرف بالمستوى الصرفي، وهو موضوع حديثنا في هذه المقالة.

تعريف المستوى الصرفي

المستوى الصرفي يُعتبر من أهم مستويات التحليل اللغوي، وهو فرع من فروع اللسانيات، حيث يتناول الأبنية والصيغ والمقاطع الصوتية التي تتضمن معنى صرفياً. بشكل آخر، يُعرف هذا المستوى بأنه يركز على بنية الكلمة في حالتها المستقلة عن السياق المحيط، وقد تم تبني مصطلح “المورفولوجيا” للإشارة إلى هذا المستوى في اللسانيات الحديثة.

إن المستوى الصرفي يعد عنصراً أساسياً ضمن المستويات اللغوية، وهو مستوى مشترك يرتبط بجوانب لغوية أخرى كالتركيب والمعنى، فصعوبة فصل هذه العناصر عن بعضها تعكس أهمية الصرف، ورغم تلك الأهمية فإن المؤلفات المتعلقة بالصرف بقيت قليلة، كما أشار ابن جني إلى هذا في قوله إن الصرف “صعب المسلك ودقيق المأخذ”.

الرابط بين المستوى الصرفي والمستوى الصوتي

لقد دعا عدد من العلماء اللغويين، مثل أحمد مختار عمر وتمام حسن وغيرهم، إلى ضرورة ربط المستوى الصوتي بالمستوى الصرفي، مؤكدين على أن المستوى الصوتي يمثل البداية لأي دراسة لغوية، سواء تعلق الأمر بالتحليل النحوي أو التحليل الصرفي.

يمكن دراسة الصرف إذن ضمن التسلسل اللغوي الذي تتبعه اللسانيات الحديثة، والذي ينطلق من الأصوات، ثم يتناول البنية، فالتراكيب النحوية، ثم الدلالات.

المورفولوجيا والمورفيم

كما أشرنا سابقاً، علماء اللسانيات الحديثة أطلقوا مسمى المورفولوجيا على المستوى الصرفي، ومن هذا المصطلح اشتُقَ لفظ المورفيم، الذي يشير إلى أصغر وحدة صرفية محملة بمعنى.

رغم محاولات العديد من العلماء العرب لتعريب المصطلح “مورفيم”، إلا أنهم توافقوا في النهاية على استخدامه كما هو، حيث اعتبر أحمد مختار عمر أن جهود التعريب لم تنجح في تقديم المعنى الدقيق، بل أدت إلى تقديم صورة مشوهة للمصطلح ومعناه.

أنواع المورفيمات في اللغة العربية

تنقسم المورفيمات في اللغة العربية إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

  • المورفيم الحر:

يمثل المورفيم الحر وحدة صرفية تحمل معنى، وفي نفس الوقت يكون مستقلاً، ويُعرف بين علماء اللغة بوحدات صرفية تتابعية. ومن الأمثلة على هذه الوحدات في اللغة العربية:

  1. حروف الجر: من، إلى، عن، على، ب، في، اللام.
  2. الضمائر المنفصلة: أنا، نحن، أنتَ، أنتِ، أنتما، أنتم، أنتنَّ، هو، هي، هما، هم، هنَّ.
  3. أفعال الشروع: مثل: شرع، أنشأ، طفق، هبَّ، قام.
  • المورفيم المقيد:

يمثل المورفيم المقيد كل وحدة صرفية غير قائمة بذاتها، فهي مرتبطة بمورفيم حر أو مدمجة مع بناء الكلمة. ومن أمثلة هذه المورفيمات:

  1. أل التعريف.
  2. ألف الاثنين.
  3. واو الجماعة.
  4. علامات الإعراب الفرعية: الألف، الواو، الياء.
  5. أحرف المضارعة: النون، الهمزة، الياء، التاء.
  • المورفيم الصفري:

يمثل المورفيم الصفري وحدات غير موجودة في الصورة المكتوبة ولكنه تُعتبر موجودة في التصور الذهني. ومن أمثلة هذه المورفيمات:

  1. الضمائر المستترة: كما في الجملة “القمر يظهر في السماء”، حيث أن الفاعل للفعل “يظهر” هو ضمير مستتر يعود على كلمة “القمر”.
  2. الإسناد في الجمل.
  3. الصيغ في المشتقات: مثل صيغة “كاتب” في كلمة “كتب”، حيث أن صيغة فاعل هنا تعتبر مورفيم صفري.

أمثلة على المورفيمات

كما سبق، تم تقسيم المورفيمات إلى ثلاثة أقسام رئيسية، تحمل قيمًا توزيعية وتصنيفية. وبالتالي، قد يكون المورفيم عنصراً صوتياً أو مقطعاً أو مجموعة مقاطع. لنستعرض مثالًا في الجملة التالية:

الطفلُ يجلس في الحديقة

في كلمة “يجلس” تبرز مجموعة من المورفيمات:

  • الطفل: “أل” التعريف تمثل مورفيم مقيد، بينما “طفل” تمثل مورفيم حر يدل على العدد والجنس، وحركة الضمة على آخر الكلمة تمثل مورفيم مقيد.
  • الياء: تمثل مورفيم مقيد دال على الفاعلية.
  • جلس: مورفيم حر لأنه كلاً تامة بمعناها.
  • الضمير المستتر: يمثل مورفيم صفري يشير إلى الفاعلية.
  • في: حرف الجر يمثل مورفيم مقيد.
  • الحديقة: “أل” التعريف تمثل مورفيم مقيد، “حديقة” تمثل مورفيم حر، وحركة الكسرة تمثل مورفيم مقيد.
Scroll to Top