مفهوم مؤشر التنمية البشرية
يعتبر مؤشر التنمية البشرية أداة قياسية طورتها الأمم المتحدة من خلال برنامجها الإنمائي، وذلك خلال العقد الأخير من القرن العشرين. يهدف هذا المؤشر إلى تقييم مستوى التنمية في مجموعة من دول العالم، ويصدر سنويًا ليعرض ترتيب الدول بناءً على النقاط التي حصلت عليها في التقارير الخاصة بالمؤشر.
أسباب ظهور مؤشر التنمية البشرية
واجهت البشرية في القرن العشرين مجموعة من التحديات، مما أدى إلى تزايد معدلات الفقر في مختلف أنحاء العالم. وقد اتسعت هذه الأزمة خلال عقد الثمانينيات، خاصة في دول العالم الثالث التي تعاني من مشكلات متعددة. على الرغم من وجود نمو اقتصادي في بعض هذه الدول، إلا أن هذه الفوائد لم تنعكس بشكل إيجابي على سكانها، بل ظهرت مشاكل جديدة على مختلف الأصعدة.
نتيجة لذلك، دارت نقاشات حول مفهوم التنمية، خصوصًا في المنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة. وقد أسفرت هذه النقاشات عن نتائج واضحة تشير إلى ضرورة أن يتمحور مقياس التنمية حول الظروف الاجتماعية للأفراد، بدلًا من التركيز فقط على الأرقام الاقتصادية.
تصنيف الدول حسب مؤشر التنمية البشرية
يستند حساب مؤشر التنمية البشرية إلى ثلاثة محاور رئيسية: متوسط العمر المتوقع عند الولادة، مستوى التعليم، والدخل القومي الإجمالي للفرد. ويتم حساب هذا الدخل من خلال جمع قيم الخدمات والسلع المحلية، مع احتساب الأجور وغيرها، ثم يُقسم الناتج على إجمالي عدد السكان في الدولة، مع مراعاة أن الدخل القومي الإجمالي يُحسب على مدار سنة واحدة.
يأخذ مؤشر التنمية البشرية قيمة تتراوح بين صفر وواحد، وقد أُعدت أربع فئات رئيسية لتصنيف الدول. تشمل هذه الفئات: الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة والتي يكون مؤشرها بين 0.7 و0.799، والدول ذات التنمية البشرية المتوسطة التي يتراوح مؤشرها بين 0.55 و0.699، وأخيرًا الدول ذات التنمية البشرية المنخفضة والتي يقل فيها المؤشر عن 0.55.
وفقًا لتقرير التنمية لعام 2015، فقد شهد الربع الأخير من القرن الماضي تحولات ملحوظة نحو الأفضل. وضمن هذا التقرير، جاءت أفضل عشرة دول من حيث مؤشر التنمية البشرية كالتالي: النرويج، أستراليا، الدنمارك، هولندا، ألمانيا، إيرلندا، الولايات المتحدة، كندا، ونيوزيلندا.