حديث عن ستر المسلم
وردت عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم مجموعة من الأحاديث التي تتحدث عن أهمية ستر المسلم في الدنيا وفضائل ذلك. من بين هذه الأحاديث قوله: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.” يشير معنى الستر في هذا الحديث إلى وجوب ستر المسلم الذي لا يمارس المعاصي علناً ولا يسبب الأذى للآخرين. وفي حال كان الفرد معروفًا بالفساد والأذى، فإنه لا يُستحسن ستره، بل ينبغي رفع الأمر إلى السلطات المختصة لمحاسبته ما لم يترتب على ذلك مفسدة. ذلك لأن السكوت عنه قد يُشجعه على ارتكاب المزيد من الأذى وقد يؤدي إلى اقتداء الآخرين بسلوكه. وبخصوص المعاصي التي تزول، إذا لاحظ المسلم شخصاً يرتكب معصية، فإنه يجب عليه أن ينكر ذلك الفعل، وإن عجز عن ذلك فعليه رفع الأمر إلى من له السلطة.
معنى الستر في اللغة والاصطلاح
أما عن معنى الستر في اللغة، فهو مأخوذ من الفعل “ستر”، أي غطى الشيء وأخفاها. يُقال “هذا رجل ستير” بمعنى أنه يمتلك خلق العفة. وفي الحديث الشريف، يقول النبي: “إن الله تعالى حييٌ ستير، يحب الحياء والستر…”، مما يدل على أن الله سبحانه وتعالى يحب ستر عباده، إذ أن ذلك يتجلى في صفاته العظيمة. في المقابل، يُعرف الستر اصطلاحاً بأنه تغطية الأخطاء والعيوب التي قد تظهر من المسلم، والتغاضي عن هفواته وزلاته. وقد ذكر ابن حجر تعريفًا للستر بأنه عدم إظهار ما قد يراه الشخص قبيحاً في مسلم آخر أمام الناس، شرط ألا يتعارض ذلك مع الإنكار الشرعي.
المسألة المتعلقة بجوانب الستر البدنية والمعنوية
لا يقتصر مفهوم الستر على جانب واحد، إذ يمتد ليشمل الجوانب البدنية والمعنوية. فقد يستر المسلم على أخيه بتغطية عورته، كما يمكن أن تستر المرأة ما يظهر من عورة أختها. ومن جهة أخرى، يمكن أن يكون الستر معنويًا، حيث يتجلى في ستر عيوب الأشخاص والامتناع عن ذمهم أو اغتيابهم.