تعريف كتاب كليلة ودمنة وقصصه الحيوانية

ما هو كليلة ودمنة؟

يُعتبر كليلة ودمنة واحدًا من أبرز الأعمال الأدبية التاريخية الشهيرة، وهو عبارة عن مجموعة من القصص التي تُروى على ألسنة الحيوانات. يمثل كليلة ودمنة ثعلبين (ابني آوى) هما من الشخصيات الرئيسية في هذه القصص. يعود أصل هذا الكتاب إلى الهند، حيث قام الفيلسوف بيدبا بتأليفه لملك الهند، دبشاليم، باللغة السنسكريتية.

لاحقًا، عمل الطبيب الفارسي بَرْزَوَيه على ترجمته إلى البهلوية، التي تُعتبر لغة فارسية قديمة، بتكليف من كسرى فارس، أنوشيروان. وفي القرن الثاني الهجري خلال فترة الحكم العباسي، قام ابن المقفّع بترجمة كليلة ودمنة إلى العربية، حيث أضاف لمسات من تحريره وتنقيحه لتتناسب مع زمانه وأوضاعه، ثم تم ترجمة كليلة ودمنة إلى العديد من اللغات العالمية مثل اليونانية والإيطالية والتركية وغيرها.

سبب تأليف كليلة ودمنة

تتعدد الروايات حول الدوافع وراء تأليف كتاب كليلة ودمنة. يُقال إن الإسكندر الرومي توجه إلى الممالك في الشرق والغرب ليوطد سلطانه، وعندما وصل إلى الهند، خضع لها وتنصيب أحد أتباعه ملكًا عليها، والذي كان ظالمًا. ثم عُزل هذا الملك من قبل الشعب، واختاروا دبشاليم، الذي كان يعدل ويُحترم. ولكن دبشاليم بدوره بدأ يتعامل بظلم مع شعبه، فقرر بيدبا تقديم النصيحة له، فحبسه الملك لفترة، لكن بعد مراجعة نفسه، أطلق سراح بيدبا وأعاده لمجلسه، حيث قام بكتابة كليلة ودمنة بأسلوب غير مباشر لتقديم النصائح.

تقول رواية أخرى إن سبب التأليف كان لثلاثة من الأمراء الشباب الذين أحبط آباؤهم ومعلموهم من تصرفاتهم، مما جعل الأب قلقًا من أن يصيروا في موقع الحكم دون جدارة. لذا، أولى والد الأمراء وزيره الحكيم هذا الأمر، فقام بتأليف كتاب على ألسنة الحيوانات والطيور يحمل في طياته حكمًا وعبراً عظيمة ساهمت في تغيير سلوك الأمراء الثلاثة.

محتوى كليلة ودمنة

تعد كليلة ودمنة من الفنون الأدبية المعروفة بكونها تعكس واقع الحكام، حيث كانت تُروى للأمراء. تحتوي هذه المجموعة على قصص تُروى على ألسنة الحيوانات والطيور، لكن الهدف منها هو إيصال رسائل توجيهية للإنسان، حيث تم تمثيل الحيوانات لتفادي الإساءة للملوك الذين كُتبت لهم هذه الأعمال. تهدف هذه القصص القصيرة إلى التعبير عن قيم أخلاقية وإصلاحية وتنمية الوعي الاجتماعي والسياسي، إذ تحتوي على مجموعة من الحكم والدروس المتعلقة بالعلاقة بين الحاكم والشعب.

تشتمل النسخة العربية من كليلة ودمنة على مقدمة وجرس بعثة بَرْزَوَيه إلى الهند، إلى جانب ترجمة عبد الله بن المقفّع، بالإضافة إلى ترجمة بزرجمهر بن البختكان. بينما تضم القصص والتي تُقسم إلى خمسة عشر قصة تدور أحداثها بين الحيوانات، ويمكن تلخيص أسمائها كما يلي:

  • باب الأسد والثور.
  • باب الفحص عن أمر دمنة.
  • باب الحمامة المطوقة.
  • باب البوم والغربان.
  • باب القرد والغيلم.
  • باب الناسك وابن عرس.
  • باب الجرذ والسنور.
  • باب ابن الملك والطائر فنزة.
  • باب الأسد والشغبر الناسك وهو ابن آوى.
  • باب إيلاذ وبلاذ وايراخت.
  • باب اللبوة والإسوار والشغبر.
  • باب الناسك والضيف.
  • باب السائح والصائغ.
  • باب ابن الملك وأصحابه.
  • باب الحمامة والثعلب ومالك الحزين.

خصائص كليلة ودمنة ومميزاته

يتميز كتاب كليلة ودمنة بأسلوب سرد فريد يتضمن مجموعة من الخصائص، منها:

  • استخدام الأسلوب القصصي: فهو يتكون من مجموعة من القصص المترابطة.
  • اعتماد الحيوانات والطيور كشخصيات: ما يجعلها تبرز بشكل مميز بين الأعمال الأدبية الأخرى.
  • لغة سهلة ومباشرة: تعتمد على الحوار، مما يجعل القراءة ممتعة وغير مملة.
  • وجود أمثال وحكم متنوعة: يثري النص بالأمثال والحكم التي يمكن للقارئ الاستفادة منها في حياته.
  • تشجيع القيم الأخلاقية: تتضمن القصص العديد من الفضائل مثل الكرم والصدق والشجاعة في مقابل التحذير من الرذائل.

مترجم كليلة ودمنة: عبد الله بن المقفّع

عبد الله بن المقفّع هو أحد الأدباء والشعراء البارزين في العصر العباسي، أصوله فارسية وكان يُعرف قبل اعتناقه الإسلام باسم روزبه بن داذويه. وُلد في فارس وانتقل إلى البصرة حيث توفي. من أبرز إنجازاته ترجمة عدة كتب من الفارسية، ومن أهم هذه الأعمال، بالإضافة إلى كليلة ودمنة، يشمل:

  • كتاب التاج في سيرة أنوشروان.
  • كتاب نامه تنسر.
  • كتاب الأدب الصغير والأدب الكبير.
Scroll to Top