ما هو الرياء؟
تعريف الرياء في اللغة هو مصدر الفعل “رَاءَى”، ويعني إظهار عكس ما هو عليه الشخص. أما في السياق الشرعي، فيعرّف الرياء بأنه قيام الفرد بأداء الطاعات وترك المعاصي أمام الآخرين، أو إكثار الحديث معهم حول ما يقوم به من أعمال صالحة، مع الرغبة في التقدير والمدح، أو استعراض تلك الطاعات لتحقيق مصلحة دنيوية مثل المال أو الشهرة.
وبالنظر إلى حكم الرياء، فإنه يُعتبر عملاً محرمًا ويوضع ضمن الكبائر، إذ يتوجب على المسلم الإخلاص في أعماله، حيث إن الإخلاص يُعد من العوامل الأساسية المعززة لقبول الأعمال. كما قال الله سبحانه وتعالى: (هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۗ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
أساليب ممارسة الرياء
يتبنى الأفراد الرياء عبر طريقتين رئيسيتين، وهما كما يلي:
- إظهار الرياء بالبدن
ومن ذلك، قد يبالغ الشخص في إظهار الحزن والتعب الخارجي مثل النحول والاصفرار لإيهام الناس بشدة حزينه لأمور الدين. كما يتعمد إظهار الزهد في ملذات الدنيا من خلال التقليل من الأكل والتمتع بالمغريات. وقد يرتدي أسوأ الثياب ليبين أنه مشغول بأموره الدينية ولا يسعى وراء متع الدنيا.
- إظهار الرياء بالقول
حيث يقوم الشخص بكثرة الوعظ وذكر قصص الصالحين ليظهر اهتمامه بأحوالهم ومعرفته بهم، مما يجعل الناس يعتقدون أنه على دراية واسعة في العلوم الدينية. كما يعمل على الحديث عن طاعاته بشكل مبالغ فيه، ويندم على المعاصي دون أن يشعر بذلك بصدق في قلبه.
درجات الرياء
حسب ما وجده العلماء، يتم تقسيم الرياء إلى درجات متعددة وفقًا لمقدار تأثيره على قلب العبد ونواياه، وهذه الدرجات تشمل:
- الدرجة الأكثر خطورة، حيث يكون نية العبد من العبادة موجهة بالكامل نحو الدنيا، كتلك الحالات من يصلي أمام الناس ولكنه لا يصلي لوحده، وقد يتحول الرياء لدفعه للصلاة دون طهر، مما يجعل عبادته باطلة.
- النية للحصول على الأجر أقل من نيته لإظهار العمل، وهذه الدرجة تعتبر قريبة من الدرجة السابقة.
- حيث يتساوى عنده دوافع الرياء والطاعة، بحيث لا يتحفز لأحدهما بمفرده، ولكن يجتمع الأمران فيدفعانه للعمل، وهذا يفسد بقدر ما يضبط الأمور وهو -والله أعلم- قد يتعرض للعقاب.
- في هذه الدرجة، فإن مشاهدة الناس له تعزز من رغبته في العبادة، لكنه لن يتركها عندما يكون بمفرده. وهذه الحالة لا تبطل العبادة، لكنها تقلل الأجر وفقًا لمدى رغبة الشخص في الرياء.
كيفية التوبة من الرياء
أما طريقة التكفير عن الرياء فهي من خلال التوبة إلى الله تعالى، توبة صادقة يُصر فيها الشخص على عدم العودة إلى الرياء، والالتزام بالإخلاص لله وحده. ينبغي أن يسعى أيضًا إلى الابتعاد عن مواقف المدح، وأن لا يقبل الثناء على طاعاته، وأن يجاهد نفسه قدر الإمكان لإخفاء أعماله الصالحة وتجديد إخلاصه لله سبحانه وتعالى.