قانون الجذب
يُعتبر قانون الجذب واحدًا من الأسرار الحياتية التي لا يعرفها سوى قلة من الناس. يُعبر هذا القانون عن قدرة الإنسان على التصرف كمغناطيس يجذب كل ما يرغب به ويُفكر فيه؛ حيث ينسجم في أفكاره وعواطفه ليجذب ما يتمنى. من المهم ملاحظة أنه يسهل على الفرد ترك أفكاره ومشاعره دون ضبط، مما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى توليد أفكار خاطئة ومشاعر سلبية، وبالتالي جذب أمور غير مرغوب فيها. ببساطة، يمكن القول إن قانون الجذب يُمثل قدرة الأفراد على جذب ما يركزون عليه في أفكارهم، بغض النظر عن أعمارهم أو جنسهم أو معتقداتهم.
يستند قانون الجذب إلى فكرة أن كل ما يثبت في العقل قابل للتحقيق. وكل فكرة في نهاية المطاف تُترجم إلى واقع مادي. إذا ركز الإنسان على الأفكار السلبية، فإنه يجذب لنفسه أموراً سلبية. وعلى الناحية الأخرى، إذا كان تفكيره إيجابياً وسيطرت عليه المشاعر الجيدة، فإنه بذلك يجذب كل ما هو إيجابي. تكمن قوة قانون الجذب في استخدام العقل لترجمة الأفكار والمشاعر إلى واقع ملموس.
يُعرف قانون الجذب بأنه “سر الرجال العظماء”، حيث ساهم في تغيير حياة الكثير من الأفراد. ويتجلى هذا القانون في استخدام القدرات العقلية للتركيز على ما يرغب به الفرد، مع ضرورة تخيل أن المرء قد حصل بالفعل على ما يريد، والإيمان الراسخ بقدرته على تحقيق رغباته. قد يعتقد البعض أن تطبيق قانون الجذب بسيط؛ ولكنه يتطلب تركيزًا ذهنيًا قويًا على الأهداف والسعي لتحقيقها دون كسل. فكلما سعى المرء نحو أحلامه وتفكر بإيجابية، زادت الفرصة لتحقيقها. يتطلب نجاح قانون الجذب ممارسة تمارين يومية تساعد الفرد في استخدامه بفاعلية.
تطبيق قانون الجذب
يعتبر قانون الجذب حقيقة علمية، حيث يمكن القول إنه حتى لو لم يكن الشخص ملمًا بمفاهيم الفيزياء الكمية، فإنه من الممكن أن يستفيد من هذا القانون ويدرك دور العقل في تشكيل حياته والعالم من حوله. لتطبيق قانون الجذب يمكن اتباع الخطوات التالية:
- أخذ فترة من الراحة والاسترخاء لمدة 5 إلى 10 دقائق، مما يعزز من كفاءة الدماغ في حالة الهدوء. هذه الخطوة اختيارية، ولكن يُفضل القيام بها في البداية.
- تحديد الرغبات بشكل واضح والتحمس لها بشدة، حيث يتضمن قانون الجذب إرسال إشارات إلى الكون بما يرغب الفرد، لذا عليه التأكد مما يريده وتجنب إرسال إشارات خاطئة.
- تقديم طلب للكون والتفكير في الشيء المرغوب على أنه ملكه.
- كتابة الأمنيات والأهداف المراد تحقيقها، باستخدام الصيغة الإيجابية وتجنب الصياغة السلبية، مع تخيل الحصول عليها والمثابرة عليها.
- استشعار شعور تحقيق الأمنيات، حيث ينبغي على الفرد التصرف كما لو كان قد حصل على ما يرغب.
- التعبير عن الامتنان لكل ما يحصل عليه، سواء كان الأمر جيدًا أو سيئًا؛ حيث يمكن للفرد كتابة كل النعم التي حصل عليها والامتنان لها، مما يُساعده في تحقيق رغباته بشكل أسرع.
- تعزيز الثقة في القدرة على تحقيق الأهداف والتمتع بالصبر مع المثابرة، حيث ينص قانون الجذب على عدم الاستسلام للغضب إذا لم يحدث ما يتمناه الفرد، وكذلك عدم القلق الزائد حول كيفية تحقيق الأمور، بل السعي البسيط نحو الأهداف مع الثقة بقدرتها على تحقيقه.
تاريخ قانون الجذب
يعود تاريخ قانون الجذب إلى تعاليم بوذا التي تم تداولها قبل مئات السنين، حيث كان يتناول فكرة أن ما يصبح عليه الإنسان اليوم هو نتيجة لما كان يفكر فيه بالأمس. ومع مرور الوقت، انتشر هذا المفهوم في الثقافات الغربية، حيث ارتبط بمفهوم الكارما، الذي يتسم بفكرة أن كل ما يقدمه الفرد للعالم سيرجع إليه في النهاية. لذا فإن قوة قانون الجذب ليست جديدة، بل لها جذور عميقة في التاريخ.
ظهر مصطلح قانون الجذب لأول مرة عام 1906م، عندما نشر المؤلف ويليام ووكر أتكينسون كتابًا بعنوان “قانون الجذب في عام الفكر”، حيث تناول فيه العلاقة بين الحب وتحقيق الرغبات بشكل شامل. وبعده، نشر والاس ديلواز واتلز في عام 1910م عن قوة التفكير الإبداعي وأثر الطاقة في تحقيق الرغبات. كما تناول نابليون هيل مفهوم الجذب في كتابه “قانون النجاح” الذي نُشر عام 1928م، وارتفعت شعبية هذا القانون بشكل ملحوظ بعد عرض فيلم “السر” المُستند إلى كتاب روندا بايرن، والذي أثّر على عشرات الملايين بسبب تناوله لقانون الجذب بشكل جذاب.
تتناول رسالة كتاب “السر” كيفية خلق الأفكار من حولنا وأهمية المواقف العاطفية في تحقيق الرغبات، وليس من المستغرب أن تُخفي بعض الفئات معلومات مهمة عن الآخرين، بينما يظل الفقراء بعيدين عن معرفتها. تعد أعمال إستر وجيري هيكس من بين المصادر المهمة التي سلطت الضوء على قانون الجذب، حيث عقدا ورش عمل بدأت منذ عام 1986م، واستمرت حتى بعد وفاة جيري في 2011م.
فيديو قانون الجذب والتخاطر
يمكنك التعرف على قانون الجذب والتخاطر من خلال مشاهدة الفيديو.