تعريف مفهوم اختلال الآنية

ما هو اختلال الآنية؟

اختلال الآنية هو حالة نفسية يتعرض فيها الفرد لشعور بالفصل عن جسده وأفكاره، مما يجعله وكأنه يراقب نفسه من خارج جسمه. وقد يشعر الشخص بأنه يشاهد حياته من منظور خارجي أو بأن محيطه غير حقيقي، وقد يتضمن ذلك عدم الشعور بالقدرة على التحكم في نفسه أو تجارب مشاعره. يُعرف أيضاً باسم “اضطراب نزع الطابع الشخصي/ إضعاف الشخصية” (Depersonalization-derealization disorder – DDD / DPDR)، وهو نوع من الاضطرابات الانفصالية التي تشمل مشكلات تتعلق بالذاكرة والهوية والسلوك والشعور بالذات. إن مشاعر نزع الطابع الشخصي وإضعاف الشخصية قد تكون مزعجة للغاية، بحيث يمكن أن يشعر الشخص كأنه يعيش في حلم.

أسباب اختلال الآنية

يكون بعض الأفراد أكثر عرضةً للإصابة بالاضطرابات النفسية من غيرهم، وقد تلعب العوامل البيولوجية والبيئية وقلة النوم دورًا في تفاقم الأعراض. وتشمل الأسباب المحتملة لاختلال الآنية ما يلي:

  • نظام عصبي أقل استجابة للمشاعر.
  • الاضطرابات النفسية مثل الفُصام وفقدان الذاكرة.
  • حالات صحية جسدية، مثل اضطرابات النوبات.
  • الإساءة أو الإهمال العاطفي أو البدني خلال الطفولة.
  • التعرض للعنف الأسري.
  • الميل الفطري لتجنب المواقف الصعبة أو إنكارها، وصعوبة التأقلم مع الأحداث القاسية، مثل فقدان شخص عزيز بطرق مفاجئة أو وجود والد يعاني من عجز كبير أو مرض عقلي.
  • الاكتئاب أو القلق، خاصةً الاكتئاب الشديد أو المزمن أو القلق الناجم عن نوبات الهلع.
  • التعرض لأحداث صادمة مثل حوادث مؤلمة أو اعتداءات، أو مشاهدة شخص آخر يتعرض لنفس الموقف.
  • الضغط الشديد في أي من مجالات الحياة الشخصية، المالية، أو المهنية.

أعراض اختلال الآنية

تظهر أعراض هذا الاضطراب بشكل متقطع وقد تتفاوت في شدتها، حيث تبدأ عادةً في مرحلة المراهقة المتوسطة إلى المتأخرة أو في مرحلة البلوغ المبكر. وتعد نادرة الحدوث بين الأطفال وكبار السن، كما تصنف الأعراض بشكل عام إلى فئتين: أعراض إزالة الشخصية وأعراض التثبيط “الهلاك”.

أعراض إزالة الشخصية

  • الشعور بأنك خارج جسدك، وأحيانًا كأنك تنظر إلى نفسك من الأعلى.
  • الانفصال عن نفسك، كما لو أنك بلا شخصية حقيقية.
  • شعور بالتخدير في عقلك أو جسدك، كما لو كانت حواسك معطلة.
  • عدم القدرة على التحكم في أفعالك أو أقوالك وكأنك تعمل كآلة.
  • الشعور بأن أجزاء من جسمك تبدو بالحجم الخطأ أو مشوهة أو غير طبيعية.
  • صعوبة في ربط المشاعر بالذكريات.
  • حالة من الذعر.
  • عدم القدرة على تقدير مرور الوقت.

أعراض التثبيط

  • مواجهة صعوبة في إدراك المحيط من حولك وكأنك في حلم ضبابي.
  • الانفصال العاطفي عن الأشخاص الذين تهتم لأمرهم، حيث يكون هناك جدار زجاجي يفصل بينك وبين العالم.
  • عدم وضوح المحيط إلى حد جعله يبدو مشوهاً أو غير حقيقي.
  • الإحساس بأن الماضي قريب بينما تبدو الأحداث الأخيرة كأنها حدثت منذ زمن بعيد.

يمكن أن تستمر حالات اختلال الآنية لساعات أو أيام أو حتى شهور، وقد تتحول إلى مشاعر مزمنة لنزع الطابع الشخصي أو إضعاف الشخصية.

تشخيص اختلال الآنية

بحسب التحالف الوطني المعني بالأمراض العقلية، فإن ثلاثة من كل أربعة بالغين قد عانوا من نوبات انفصال خلال حياتهم. ومع ذلك، فإن حوالي 2% فقط منهم يستوفون معايير اختلال الآنية “DDD”. عندما تتداخل الأعراض مع الحياة اليومية، قد تكون علامة على الإصابة بالاضطراب، ويمكن أن تتضمن خطوات التشخيص ما يلي:

  • يستفسر الطبيب عن فترات منتظمة من نزع الطابع الشخصي أو إضعاف الشخصية، أو عن المشاعر السلبية المتعلقة بتلك الأعراض.
  • يفحص الطبيب ما إذا كانت هناك أسباب أخرى للأعراض، مثل اضطرابات النوبات، الاكتئاب، القلق، أو اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
  • في بعض الأحيان، يلزم إجراء فحوصات تصويرية أو فحوصات دم لاستبعاد أي حالات صحية جسدية.
  • الاعتماد على اختبارات نفسية ومقابلات منظمة لتقييم حالة اختلال الآنية (DDD).

علاج اختلال الآنية

بالنسبة للبعض، قد يحدث الاستشفاء دون حاجة لعلاج رسمي لاختلال الآنية، بينما يحتاج البعض الآخر للعلاج النفسي للتعامل مع الضغوط المرتبطة بظهور هذا الاضطراب، بما في ذلك أي إساءات تعرضوا لها في طفولتهم. تتنوع خيارات العلاج النفسي الناجحة، بما في ذلك:

  • التقنيات الإدراكية: يمكن أن تساعد في الحد من التفكير المفرط حول مشاعر عدم الواقع.
  • التقنيات السلوكية: تساعد المرضى في الانغماس في مهمات تصرفهم عن مشاعر نزع الطابع الشخصي.
  • تقنيات الأساس: تهدف إلى تعزيز الانتماء للواقع وزيادة الوعي بالذات.
  • العلاج النفسي الحركي: يساعد المرضى في التعامل مع الصراعات الداخلية والمشاعر السلبية.
  • تتبع الحالة النفسية والوعي اللحظي.
  • علاجات إضافية مثل تقنيات التأمل والاسترخاء، والتنويم المغناطيسي السريري.
  • الأدوية: رغم عدم وجود دواء مخصص لاختلال الآنية، فإن معالجة الاكتئاب أو القلق قد تكون مفيدة.

هناك أيضًا عدة استراتيجيات يمكن أن تسهم في تحسين الوعي بالواقع عند مواجهة أعراض اختلال الآنية، منها:

  • قرص جلد مؤخرة اليد.
  • استخدام شيء بارد أو دافئ.
  • النظر حول الغرفة وتسمية الأغراض المرئية.
  • تحريك العينين لتفادي الانفصال.
  • ممارسة التنفس العميق والتركيز على الشهيق والزفير.
  • ممارسة التأمل لتعزيز الوعي الذاتي.
  • الاتصال بصديق لمناقشة الموقف.
Scroll to Top